بلدي نيوز
كشف مصادر صحفية عن وجود محادثات ثلاثية غير معلنة حول سوريا، بين روسيا من جهة وأميركا وفرنسا من جهة ثانية في الأيام الماضية.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها، هناك مقاربتين تسيران بطريقين متوازيين بالنسبة للأزمة السورية، ويختلف كل من الطرفين إزاء نقطة اللقاء - التقاطع بينهما.
رهان موسكو
وذكر التقرير، بإن موسكو قررت عدم الدخول في مفاوضات جدية مع الدول الغربية حول سوريا وترفض مقاربة خطوة مقابل خطوة وهي تريد تأجيل أي حوار أو تعاون إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، ربما تراهن على "شلل" في أميركا أو انسحاب من سوريا.
موضوع إدلب
بالنسبة إلى الجانب الروسي فإن هدنة إدلب صامدة وليست هناك أي ضرورة لعملية عسكرية شاملة من دمشق في إدلب، وهناك تعويل من موسكو على التعاون مع أنقرة.
وتابع التقرير، من الممكن أن يحصل تصعيد محدود لتوسيع "دائرة حماية" لقاعدة حميميم قرب جسر الشغور وإعادة قوات النظام إلى مناطق جنوب طريق حلب - اللاذقية بين إدلب وحماة، وإعادة تشغيل هذا الطريق تجارياً مقابل دخول فصائل موالية لأنقرة إلى منطقتي منبج وتل رفعت شمال حلب.
شرقي الفرات
ومن جهة أخرى تحدث التقرير بأن موسكو تحاول مغازلة الأكراد السوريين قوات "قسد" لإبعادهم عن الأميركيين من جهة وتتعاون مع طهران ودمشق من جهة ثانية لتحويل شرق الفرات إلى "كابوس" للأميركيين بجولات من "التحرشات" العسكرية و"الاستعراضات" الإعلامية المرئية. لهذا الغرض، تعمل على تحريض مكونات عربية وعشائرية ضد "قوات سوريا الديمقراطية" على أمل تفكيك هذه القوات الحليفة لواشنطن.
المسار السياسي
وأردف التقرير، أما بالنسبة إلى المسار السياسي، فتبلغ مسؤولون غربيون بوضوح هذه المرة، رفض موسكو لمقاربة خطوة مقابل خطوة، وأن اللجنة الدستورية السورية يمكن أن تواصل العمل لسنوات، وأن لا أجندة زمنية لوصولها إلى نتائج.
وترى موسكو أن الانتخابات الرئاسية السورية منتصف العام المقبل، هي فرصة لعودة الدول الغربية كي تعترف بنتائج الانتخابات و"شرعية حكومة النظام " وهذه الانتخابات ستحصل بموجب الدستور الحالي لعام 2012، ولا علاقة بينها وبين الإصلاح الدستوري في جنيف وتنفيذ القرار 2254. وعليه، فإن الوقت لصالح روسيا وحلفائها.
المقاربة الغربية
وبحسب التقرير، تقترح بعض الدول، العمل لعدم قبول "اللعبة الروسية" بإبقاء مسار جنيف للإيحاء بأن هناك عملية سياسية من دون أي نتائج ملموسة.
كما ظهرت مقترحات أخرى إزاء كيفية التعاطي مع الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، بينها أن تقوم الأمم المتحدة بتحديد معاييرها لأي انتخابات "شفافة وعادلة وشاملة"، بما يشمل معايير المشاركة ومرجعيتها ومناطقها والمشاركين فيها، قبل قبول نتائجها أو التعاطي السياسي - الشرعي معها.
دعم هدنة إدلب
ويرى التقرير، بالنسبة إلى الجانب الغربي، هناك دعم لهدنة إدلب، ومطالبة بأن تكون شاملة لكل البلاد وهناك دعم للموقف التركي بالتفاوض مع الجانب الروسي للحفاظ على وقف النار في شمال غربي البلاد.
الرهان الغربي
وأكد التقرير، أن الدول الغربية ستراهن على عدة أمور، أولها على الوجود الأميركي شرق الفرات، ولن يتأثر هذا الوجود بنتائج الانتخابات الرئاسية في أميركا.
والثاني صدور قوائم من العقوبات الجديدة بموجب "قانون قيصر" لزيارة العزلة والأزمة
والثالث منع التطبيع السياسي مع نظام الأسد ومنع المساهمة بإعمار سوريا.
والرابع استمرار الغارات الإسرائيلية على قوات النظام وميليشيا إيران.
وخلص التقرير بأن كل هذه "الأدوات" ستفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا... وستجلب روسيا، التي تنهي بعد أيام السنة الخامسة لتدخلها العسكرية، إلى طاولة التفاوض قبل الانتخابات الرئاسية السورية منتصف العام المقبل، حسب اعتقاد غربي.
وبين الرهانات الروسية والأميركية - الغربية، ستتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا، في انتظار جلوس الطرفين إلى مائدة التفاوض بعد اختبارات مؤلمة من السوريين في مناطق النفوذ الثلاث، لتلك المقاربتين.
المصدر: الشرق الأوسط