بلدي نيوز - حماة (مصعب الأشقر)
تراجعت مردودات المحاصيل الزراعية هذا العام في الشمال السوري، بسبب تدهور سعر الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار المستلزمات التي يحتاجها الفلاح، مما ينذر بزيادة مستوى الفقر لدى شرائح كبيرة من المجتمع.
وقال المهندس الزراعي غسان عبود لبلدي نيوز، "إن المزارعين في الشمال السوري يستدينون الأدوية من الصيدليات الزراعية بالدولار الأمريكي، بينما يبيعون محصولهم بالليرة السورية ونتيجة انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار سيضطر المزارع للعمل أكثر من شهر في حقله ليدفع ثمن القليل من الأسمدة والأدوية للصيدلية الزراعية".
وأضاف عبود، "قبل الارتفاع الكبير للدولار كان المزارع يستدين أدوية ومخصبات لمحصوله تصل قيمتها لـ 200 دولار أمريكي، مما يعني اليوم حوالي 500 ألف ليرة سورية في حين يبيع المزارع في منطقة الغاب محصول الخيار بـ 100 ليرة للكيلو، مما يعني أن المزارع يحتاج إلى إنتاج 5 أطنان لسداد ثمن الأدوية لمرة واحدة فقط.
وينوه الكثير من المزارعين بأنهم يحتاجون إلى أسمدة وتجهيزات ومعدات تصل تكلفتها بأقل التقديرات إلى 1000$، مما يضع المزارع هذا العام بموقف صعب وربما لا يدر المحصول لبعض المزارعين مبالغ تساعدهم على سداد ديونهم.
وصرح أحد المزارعين من منطقة سهل الغاب لبلدي نيوز، "إن أسعار الوقود وصلت لمستويات قياسية، فالمازوت تجاوز الـ 1500 ليرة سورية للتر الواحد، وبأبسط الحالات يحتاج المزارع إلى 40 لتر يوميا لإتمام ري حقله من جهة ولحركة آليته الزراعية من جهة أخرى، في حين أن عمليات بيع المحصول وإنتاجيته متدنية إلى ما دون الصفر".
ولفت، بأنه سيعمد الفلاح إلى هجر مهنة الزراعة والبحث عن مهنة أخرى تؤمن له قوتا لأطفاله لأن العمل بهذه المهنة بهذه الظروف بات بلا أي جدوى.
وكانت السدود المائية في منطقة سهل الغاب توقفت عن العمل كليا منذ 2014 إبان سيطرة قوات النظام على المنطقة، مما أجبر المزارع للتحول بالري إلى الآبار الارتوازية ذات التكلفة المرتفعة.
الجدير ذكره أن سعر صرف الدولار الامريكي الواحد وصل إلى2700 ليرة سورية في الشمال السوري اليوم، لترتفع معه أسعار المحروقات والخبز وأساسيات الحياة لمستويات قياسية.