بلدي نيوز - حماة (مصعب الأشقر)
أدت موجة الصقيع التي اجتاحت سوريا، خلال شهر آذار/مارس الحالي إلى دمار قسم كبير من المزروعات الخضرية، سيما منها البطاطا والبيوت البلاستيكية.
ونقلت وسائل إعلام النظام عن حافظ السالم رئيس اتحاد فلاحي حماة، قوله إن 65% من المساحات المزروعة بمحصول البطاطا تدمرت بفعل موجة الصقيع التي اجتاحت المحافظة.
وأضاف "السالم"، أن أكثر المناطق تعرضا للضرر كانت الغاب ومحردة وخطاب، حيث فاقت تكلفة الدونم هناك مليون ليرة ليرة سورية.
وطالب صندوق الكوارث والجفاف بحكومة نظام الأسد، بالتدخل وتعويض الفلاحين عن الضرر الناجم عن الصقيع.
وفي محافظة طرطوس، نشرت صفحات على مواقع التواصل صورا لبساتين أشجار اللوزيات، وبيوتا بلاستيكية تحوي خضار مبكرة كانت مغطاة بالثلوج والصقيع، مما أسفر عن دمار كبير بالبنية الزراعية هناك.
وبحسب ما نقل تلفزيون النظام في مقابلة مع مسؤولين في طرطوس، فإن أكثر من 300 مزارع تدمرت حقولهم ومشاريعم الزراعية، بسبب موجة الصقيع بنسبة 70%، فيما كان الضرر الأكبر على أشجار اللوزيات التي تضررت هي الأخرى بنسبة 90% لذات السبب، سيما أن شهر آذار تنمو فيه البراعم والزهور كبداية لعملية الإثمار، لكن بفعل الصقيع سقطت البراعم وبقيت الأغصان بدون غطاء خضري.
وكان تلفزيون "الخبر" نقل يوم الأحد الماضي، عن مسؤول في وزارة الزراعة في محافظة طرطوس أنه كان يتوجب على شركة الكهرباء إمداد محافظة طرطوس بالتيار في موجة الصقيع لتفادي الأضرار، في حين حمّل مدير عام شركة كهرباء طرطوس، عبد الحميد منصور، مديرية الزراعة المسؤولية لعدم طلبها من شركة الكهرباء تزويد المناطق التي يوجد بها بيوت بلاستيكية بالتيار الكهربائي.
بدوره، حمّل المتنبئ الجوي باسم كيلاني، مديرية الأرصاد الجوية، في حكومة النظام مسؤولية خسائر المزارعين بسبب ما أسماه جهلها في قراءة مؤشرات وتوقعات الطقس بداية منذ مطلع فصل الخريف وصولا ليوم أمس، عند تبني الأخيرة رواية أنه لا منخفضات جوية منذ بداية شهر نيسان،
وسجلت أسعار الخضار في دمشق خلال اليومين الماضيين ارتفاعا قياسيا إذ وصل سعر كيلو الباذنجان في أسواق دمشق لحدود 4 آلاف ليرة، وتراوح سعر كيلو البندورة بين 3000 و3500 ليرة وكيلو الزهرة 2500 ليرة بعد أن كان يباع منذ أيام قليلة بحدود 750 ليرة، كما وصل سعر كيلو البطاطا إلى 3 آلاف ليرة وكيلو الكوسا بحدود 5 آلاف وكيلو الفليفلة لـ4 آلاف ليرة.
وقال عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد، لـ"صحيفة الوطن" الموالية، إن البرد الشديد والصقيع أثرا بشكل كبير على أسعار الخضر خلال الفترة الحالية إضافة لصعوبة تأمين التدفئة للبيوت البلاستيكية في ظل غلائها وعدم توفرها، فضلاً عن زيادة أجور نقل الشاحنات المحملة بالخضر من المحافظات المنتجة إلى سوق الهال في دمشق، إذ إن أجرة الشاحنة ارتفع بحدود 100 ألف ليرة.
وبخصوص البطاطا برر العضو ارتفاع أسعارها إلى عدم كفاية الشحنة الأخيرة من مصر، للأسواق المحلية، مطالبا بشحنة مماثلة لتغطية احتياجات السكان.
وكانت حكومة الأسد وافقت على مقترح وزارة التجارة باستيراد أكثر من 20 ألف طن بطاطا من مصر، بسبب تدهور المحصول في سوريا، سيما في محافظة حماة التي كان إنتاجها يتخطى 70 ألف طن في العروة الواحدة، في حين أن البطاطا تزرع في ثلاث عروات صيفية خريفية وربيعية، إلا أن أعمال التهجير القسري الذي فرضه النظام على السكان في محافظة حماة، أدت إلى هجرة المزارعين عن أراضيهم ولجوئهم إلى المخيمات على الحدود السورية التركية.