بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
دخلت جملة من المواد الغذائية سواء كانت أساسية أو ما يعتبر من باب الرفاهية والضيافة في قائمة يسميها الموالون "قائمة محرمات العيد".
وتشير تقارير إعلامية، أنّ ارتفاع اﻷسعار الجنوني هذا العام، وتحديدا في عيد الفطر، أجبر الكثير من العائلات عن العزوف عن شراء "الحلويات والموالح والمكسرات"، بضغطٍ من الفجوة بين الدخل والسعر في السوق.
ضيافة العيد
اعتاد السوريون على تقديم ما يطلح عليه "ضيافة العيد" التي تتنوع بين "حلوى العيد، ثم المكسرات والموالح" وانتهاء بالعصائر أو القهوة، والتي يجمع من استطلعنا رأيهم أنها غُيّبت كليا هذا العام، واكتفى البعض بالزيارات الخاطفة
وقال "مهند" من ريف دمشق؛ "الزيارة الخاطفة تمنع المضيف من الحرج".
عيديات اﻷطفال
قائمة المحرمات لم تكن محصورةً في اﻷغذية، بل تعدتها إلى تقليص "قيمة العيدية" وهي المبلغ المالي الذي يعطى للأطفال صبيحة أول أيام العيد، من كل زائر، نتيجة ضعف الدخل وفقدان الليرة قيمتها.
يقول "حسن عبدالرحمن"، موظف في دمشق؛ "كان والدي يعطيني المعايدة خمسة وعشرون ليرة، أي نصف دوﻻر، في حين أنّ نصف دوﻻر اليوم يعني سبعمائة ليرة سورية، وبحسبة صعبة 4 أطفال ينهون الراتب تقريبا في لحظة.
رصاصة العيد
ويعتقد "محمد الشيخ" الباحث في المجال اﻻجتماعي، أنّ النظام لم يطلق الرصاص على المدنيين فحسب، بل تعداه إلى قتل العادات والطقوس اﻻجتماعية إعدامها ميدانيا.
واستطرد؛ لم يكتفِ بذلك بل أطلقت الرصاصة على الموائد والسهرات وبسمة الناس ﻻسيما المجتمع الدمشقي، المعروف بطقوس المرح واللهو في هذه اﻷيام.
عبارات تلخص القصة
تنوعت عبارات الشارع في مناطق النظام، التي تختصر الحكاية كاملة، ما بين "أسعار كاوية، الفرجة ببلاش، زمن الكيلو راح" وغيرها من التهكمات التي أطلقها عوام الناس
باﻷرقام.
ويعتبر الكاجو أغلى أنواع المكسرات حيث يصل سعره إلى ما يزيد عن 15000 ل.س، للكيلو الواحد؛ فيما يصل سعر كيلو الفستق والبزر اﻷسود إلى ما يقارب 10 آلاف ل.س، ويبقى بزر دوار القمر بحدود 3500 ل.س للكيلو الواحد، كأقلهم ثمنا.
ويشار إلى أنّ الفجوة بين الدخول واﻷسعار تتسع مع تدهور الليرة السورية، أمام الدوﻻر اﻷمريكي، وبشكلٍ مضطرد، ومتسارع، حيث يبلغ أعلى أجر في مناطق النظام، أربعون ألف ليرة سورية فكم يمكن أن ينفق منها رب اﻷسرة ثمنا للكاجو في مثل هذه اﻷيام، أو لشراء المكسرات.
وختم "الشيخ" حديثه بالقول؛ "دمشق تنعي فرح العيد وطقوسه اﻻجتماعية في عهد اﻷسد".