بلدي نيوز- ترجمة (لانا عبدالحميد)
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا مفصلا، اليوم الثلاثاء، عن مواجهة صعبة للأسد بانتظاره.
وجاء في التقرير، أن الأسد يواجه أكبر التحديات منذ اندلاع الثورة السورية وانتفاض السوريين ضده، حيث انشقاق داخل عائلته، وانهيار للاقتصاد السوري، وتوترات مع حليفه الروسي.
وأضافت، "بدأ الإعلام الروسي بالانقلاب على الأسد من خلال الحديث عن فساده المالي"، ثم عرج التقرير عن الفقر المدقع الذي يحيط بالسوريين بشكل غير مسبوق بالبلاد، خصوصا أن روسيا وإيران في وضع لا يسمح لهما بضخ مليارات الدولارات لمساعدة سوريا، والأسد مازال يرفض الإصلاحات السياسية التي قد تفتح باب التمويل الغربي والخليجي.
روسيا والأسد
انتقدت العديد من المقالات والتقارير في وسائل الإعلام الروسية، الأسد وتعنته وفساده، مما أثار التكهنات بأن دعم روسيا للأسد سيتضاءل.
ومن أشهر النقد الذي جاء للأسد كان من السفير الروسي السابق في سوريا "ألكسندر أكسينيونوك" ونشر التعليق على أشهر موقع روسي مؤثر اسمه "Valdai" ولاقى تفاعلا كبيرا، حيث قال؛ إن "الأسد يجادل ويرفض تقديم أي تنازلات سياسية وهذا ما يتعارض مع روسيا".
وأضاف، "إذا حكمنا من خلال كل شيء نراه؛ فإن دمشق ليست مهتمة بشكل خاص بإظهار نهج بعيد النظر ومرن، النظام متردد وغير قادر على تطوير نظام حكومي يمكن أن يخفف من الفساد".
وحذر "أكسينيونوك" من أن روسيا وصلت إلى حدود التسوية في عملية السلام التي ترعاها وتأمل موسكو أن تصل لحل سياسي.
وقال "نيكولاي سوركوف" الأستاذ في قسم الدراسات الشرقية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، إن "موسكو تشعر بالإحباط من رفض النظام الموافقة على الإصلاحات السياسية.
وإن مثل هذه الإصلاحات، التي من شأنها أن تضعف سلطة الأسد المطلقة، تعتبر شرطا أساسيا للمصالحة الحقيقية والدائمة، حتى لو فازت الحكومة عسكريا، سيكون هناك خطر كبير من استئناف التمرد طالما لم يتم تلبية مطالب الشعب الرئيسية.
تصريحات وتحليلات
قالت "لينا الخطيب" من مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في لندن، إن "الأسد الآن بوضع صعب للغاية وهو عرضة للخطر من أي وقت مضى خلال التسع سنوات الماضية؛ ليس لديه أي موارد محلية إنتاجية في البلاد لتوصيلها للشعب لكسب مؤيديه، وهو يعتمد كليا على الدعم الـإيراني والروسي".
وأضافت "الخطيب"، ليس لديه أي شرعية دولية، ولا يملك القوة العسكرية التي كان يملكها قبل الثورة، صندوق أدواته فارغ، وهو واقعيا عرضة للخطر الحقيقي.
بينما قال "أيمن عبد النور" الصحفي المقرب من الأسد الذي انشق عنه منذ ٢٠٠٨ إن "رامي مخلوف لا يشكل أي تهديد لرئاسة الأسد، ولكن "مخلوف" في حد ذاته عائلة مهمة في الطائفة العلوية، وقد وفرت شركات مخلوف والجمعيات الخيرية التابعة له سبل العيش لعشرات الآلف من العوائل مما منحه قاعدة شعبية داعمة داخل المجتمع العلوي المستاء من الأسد.
وأضاف "عبد النور" أن تعليقات الكثير من المؤيدين تشير لوقوفهم مع رامي حيث جاء بأحد التعليقات "السيد رامي نحن جميعاً معك، أنت والد الفقراء وهم اللصوص الذين سرقوا البلد"، رافضاً محاولة الحكومة الأخيرة الاستيلاء على ممتلكاته.
وشرح "عبد النور" أن الجمعيات الخيرية هي أحد المصادر الرئيسية لمساعدة الجنود الجرحى، وعدد كبير من العلويين، وعائلات الجنود الذين ماتوا هو مسؤول عنهم وأكد عليهم في فيديوهاته الأخيرة بإشارة منه لدعمه.
وختم قوله إن مخلوف أصبح كبيرًا، وهذا غير مسموح به في سوريا.
وقال "داني مكي" الصحفي السوري والمحلل السياسي، إن "تحدي الرئيس علانية، هو أمر غير مسبوق في سوريا ولا يتم التسامح معه بتاتا".
وأضاف، "ما نراه الآن ليس مجرد معارضة بل معارضة مفتوحة للرئيس ولمؤسسات الدولة من قبل رجل أعمال، والسؤال الأكبر هو ما الذي سيحدث للاقتصاد على المدى الطويل، إنه سباق مع الزمن بالنسبة للأسد لإيجاد مخرج من هذا الوضع، والأمر ليس مجرد بقاء النظام بل بلد بأكمله، حيث سوريا معرضة لخطر الوقوع بمجاعة حقيقية حسب تقرير برنامج الغذاء العالمي الأخير".
وختم حديثه، بالقول "الأسد لا يسيطر على شيء وهذه المرحلة هي أكثر خطورة وتحديا كبيرا من أي فترة مضت خلال سنوات الحرب، ما لم يتمكن من إيجاد حلول".