بلدي نيوز
قال الكاتب البريطاني "جوناثان فريدلاند"، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" أمس السبت، إن جائحة فيروس كورونا المستجد، منحت "المستبدين والطغاة والمتعصبين" وأهمهم بشار الأسد، ما يريدونه تماما من البطش بشعوبهم وخاصة المعارضين له بالحكم.
وأوضح الكاتب، أن الأسد تعمد ترك السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة أكثر عرضة للوباء، بحسب ما رصد مركز ويل تودمان مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وأضاف "جوناثان فريدلاند"، في مقاله، إن رأس النظام في سوريا بشار الأسد يسمح للوباء بإحداث دمار بين صفوف المدنيين المناهضين لنظامه بمناطق المعارضة في شمال غرب سوريا من خلال تركهم عرضة للوباء منتهز عدة ظروف للإفلات من العقاب أو المضي في ممارساتها.
وكان المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري، حدد موقف بلاده من طلب النظام رفع العقوبات المفروضة عليه بسبب كورونا، مؤكدا أنه وبينما يواجه العالم بشكل جماعي "كورونا" يواصل النظام استخدام الحركات الساخرة لتقسيم السكان حتى خلال الأزمة.
ويشهد الشمال السوري حالة اكتظاظ سكاني كبيرة، بسبب النزوح من المناطق التي تقدم إليها النظام، بالإضافة لانتشار مخيمات عشوائية لا تحظى بأدنى مقومات الحياة أو الخدمات الصحية والطبية.
وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات احتمال انتشار فيروس "كورونا"، بين المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، حيث يعانون أساسا من ضعف الخدمات الصحية وندرتها.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ذكر في إحاطة سابقة بمجلس الأمن، إن الوضع في شمال غربي سوريا سيء للغاية، وأوضح أن الاحتياجات الإنسانية لا تزال هائلة، وتظهر البيانات دليلا واضحا على تدهور الظروف منذ كانون أول الماضي.
وذكر أن "بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة توجهت إلى إدلب، في آذار، وأبلغتنا بأن الناس خائفون، والاحتياجات واسعة ومعقدة".
وتابع "أن الفريق رأى سفوح التلال مليئة بالخيام، والازدحام يجبر بعض العائلات على النوم بالتناوب في الخارج، وقد صُدم الفريق بسبب العدد الكبير من الأطفال بين النازحين، وأخبرهم أفراد الفريق بأن زواج الأطفال، وعمالة الأطفال، وتجنيد الأطفال، في تزايد متواصل".
يذكر أن قوات النظام والميليشيات الموالية لها وبدعم من القوات الروسية، تقدمت بمناطق واسعة بإدلب وريف حلب شمال غرب سوريا خلال عملية عسكرية بدأتها أواخر العام الماضي 2019، وتسببت العملية باستشهاد وجرح الآلاف ونزح بسببها نحو مليون ونصف مليون مدني إلى الحدود التركية، فضلا عن تدمير مئات المرافق العامة.