بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)
أنهك النزوح وقلة فرص العمل بسبب الاكتظاظ السكاني والغلاء الفاحش، حياة المدنيين في مناطق شمال غرب سوريا، بالتزامن مع تفشي وباء كورونا في المنطقة وتوقف بعض المنشآت عن العمل.
لم تكن هذه الأسباب وحدها التي فاقمت معاناة المدنيين في المنطقة، بل رافقها اقتراب فصل الشتاء وحاجة الأهالي الضرورية لتأمين مواد التدفئة التي بات من المستحيل عند الكثير شرائها، في ظل ارتفاع باهظ في أسعار المحروقات والحطب وقوالب البيرين.
"أبو إبراهيم" مهجر من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيمات شمال غرب إدلب، ولديه أسرة مكونة من سبعة أفراد أكبرهم 13 عاما، يقول إنه لم يمر عليه كهذا العام في قسوته من حيث النزوح المتكرر من مخيم إلى آخر بحثاً عن لقمة عيش كريمة له ولأسرته.
ويضيف لبلدي نيوز "انتقلت من المخيم الأول الذي كنت أسكنه بسبب بعده عن المناطق المأهولة بالسكان، إلى مخيم مجاور لمدينة كفرتخاريم شمال غرب إدلب، لسهولة حصولي على فرصة عمل أجمع من خلالها بعض الليرات لتأمين مستلزمات العيش، إلا أن ندرة فرص العمل بسبب الاكتظاظ السكاني في المنطقة، حرمني من ذلك، حيث أعمل ليوم واحد وأنتظر ثلاثة أيام فرصة جديدة".
ويشكو "أبو إبراهيم"، من اقتراب فصل الشتاء وعدم قدرته على تأمين مستلزماته من مواد للتدفئة بسبب سوء الأوضاع المعيشية وعدم تأمين فرصة عمل مستمرة، إضافة إلى غلاء فاحش في أسعار الحطب وقوالب البيرين والمازوت، قائلا "لا أعرف كيف سنقضي أيام الشتاء في خيمتنا القماشية التي لا تحمي أجساد أطفالي البرد القارس".
بدوره، يشكو "علي عبد المجيد" من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وجميع المستهلكات بشكل كبير في الآونة الأخيرة بسبب انخفاض سعر صرف الليرة التركية المتداولة في المنطقة مقابل الدولار الأمريكي، وتحكم واحتكار التجار في تخزين وبيع المواد الغذائية، مما يزيد من معاناة السكان في بقعة جغرافية صغيرة تحوي أكثر من 4 مليون إنسان بين نازح ومهجر وسكان أصليين.
ويضيف في حديثه لبلدي نيوز، "لدي خمسة أطفال اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون لمصاريف وأدوية كبيرة يساعدني بعض الأصدقاء والمقربين في تأمينها في بعض الأحيان، وأحيانا كثيرة تفوق قدرتي على تأمينها بسبب الظروف المعيشية الصعبة بالتزامن مع شح المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات والجمعيات العاملة في المنطقة".
ويطالب "عبد المجيد" الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية "النظر في أوضاع النازحين في المخيمات وتقديم المساعدات اللازمة لهم من مواد تدفئة ونقلهم من الخيام القماشية إلى منازل اسمنتية تحمي أجساد أطفالهم من قساوة الشتاء مع اقترابه.
ويعيش أكثر من مليون ونصف مليون نسمة في المخيمات المنتشرة في المناطق المحررة شمال غرب سوريا، 90 بالمئة منهم يعانون من ظروف إنسانية ومعيشية قاسية، بسبب النزوح وقلت توفر فرص العمل وشح المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، وغلاء الأسعار وعدم اهتمام الجهات المختصة كحكومة الإنقاذ والحكومة المؤقتة في تأمين مستلزماتهم الرئيسية.