بلدي نيوز – (خاص)
طفت على السطح تكهنات حول المصير الذي ينتظر رأس النظام بشار الأسد في صيف عام 2020، بدأها الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين، بتحديد موعد رحيل الأسد والمصير الذي ينتظره، ليسير على خطاه عدد من المعارضين أبرزهم "فهد المصري"، و"كمال اللبواني".
موعد الرحيل
"كوهين" غرّد على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" نقلا عن "مصدر أجنبي": "خروج الأسد وللأبد من الحكم: في شهر تموز/يوليو القادم".
وأضاف الإعلامي الإسرائيلي "سينهي بشار الأسد عشرين سنة في الحكم بعد أن أنهى تدمير بلده وتشريد شعبه".
مصير الأسد
بدوره، غرّد المعارض السوري فهد المصري على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "واهم كل من يظن أن بشار الأسد سيرحل"، مشيرا إلى أنه "سيقتل وسيكون محظوظا لو لاقى مصير صالح أو القذافي".
وقال إسرائيل تعلم تماما من هو فهد المصري وتعرف ماهية وطبيعة مشروعه السياسي لسوريا الجديدة.
وأشار إلى أنه ليس المهم من سيكون بديل الأسد، المهم هو أن تقتنع الدول ويقتنع قسم من السوريين بوجود بدائل وطنية حريصة.
وقال المصري أنه توجه في نهاية عام 2016 بخطاب معلن ومتلفز للشعب الاسرائيلي، وتابع بأنه يعمل تحت الضوء، وأضاف أنه اعتذر عدة مرات عن قبول الدعوة لزيارة إسرائيل، لأنه "كسياسي وصاحب مشروع سياسي يعمل تحت الضوء وبالعلن، وإن ذهب لزيارة إسرائيل يجب أن يذهب ضمن المشروع السياسي الذي أعلن عنه وآمن به"، حسب قوله.
توافق دولي
وفي سياق التكهنات برحيل الأسد عن سدة الحكم، قال المعارض السوري "كمال اللبواني في حديثه لوكالة سورية إخبارية "هناك توافق دولي على رحيل الأسد واستلام شخصية جديدة من داخل النظام السوري قريبا، ومن دون تغييرات جذرية".
وتحدث "اللبواني" عن أنّ "علي مملوك”، الاسم المطروح لم يكن قبل بهذا الحل وطرح اسمه لقيادة المرحلة القادمة، إلا أنّ ضغطا دوليا عليه أجبره على ذلك، حيث تم تهديده بمحاكمته وطرح اسمه بالقوائم السوداء الدولية إذا رفض واستلم غيره، بحسب ما ذكر اللبواني لموقع "ستيب نيوز" السوري.
ولفت "اللبواني" إلى أنّ الدول المعنية بالقضية السورية تحدثت بوقت سابق صراحة للمعارضة عن أنها لا تملك مشكلة مع "بشار الأسد" إذا بقي بالحكم، بينما مشكلتها هي الوجود الإيراني في سوريا فقط، لأنه يعد خطرا على إسرائيل.
وأشار إلى أنّ بداية المفاوضات الدولية كانت شائكة حول رحيل "الأسد" بسبب الرفض الروسي، ليبدأ تشديد العقوبات على النظام وداعميه وفق قانون "قيصر" الذي صدر مؤخرا، حيث شعر "الروس" أنّ القضية جدية والتغيير قادم، فدخلوا بالمفاوضات على رحيل الأسد، وطرحوا بداية استلام ضابط علوي من عائلة "الأسد"، ثم تنازلوا إلى ضابط من "الطائفة العلوية"، ثم توصلوا أخيرا إلى شخصية من داخل النظام ، يتم التوافق عليها.
ونوه اللبواني أنّ المعارضة أُعلمت أنه تمّ التوافق أخيرا على بديل لـ"الأسد" بدون تأكيدات نهائية للاسم والشخصية، وقد تداولت بعض الأسماء مثل "علي مملوك ومحمد ديب زيتون"، وهي شخصيات عليها توافق دولي بسبب علاقاتها، وبين أن المعارضة تحدثت عن أن الأساس في التغيير هو رحيل بشار والنظام الطائفي وعودة الشعب السوري وطرد إيران، وهذا أساس التغيير والحل.
وأوضح بالوقت ذاته، أنه لن يكون هناك انتخابات وترشيح خلال التغيير الجديد المتوقع، حيث سيقتصر التغيير على تنازل من السلطة نفسها، كأن يسلم "الأسد" نائبه ويرحل إلى "بلا روسيا" حسب التوقعات بدون أي فوضى.
واعتبر أنّ الوقت أقرب بكثير للتغيير من نهاية العام الجاري، وستتضح الأمور أكثر خلال صيف هذا العام، على الرغم من وضع خيار الفشل أو تغيير السياسات بأي لحظة يبقى قائم، إلا أنّ الشيء المقروء حالياً والمتوافق عليه هو رحيل الأسد وإيجاد شخصية من داخل النظام تقبل بحل سياسي وإخراج إيران”.
وقال "هذا التوافق جاء بمقابل بعض التنازلات لروسيا في الملف الأوكراني، وتثبيت العقود التجارية التي أُبرمت مع حكومة الأسد، وإشراكها بإعادة الإعمار في سوريا والتي هي بالأساس مظلة لتقاسم الثروات السورية بحجة إعادة الإعمار".
معضلة الأسد
ويرى مراقبون للشأن السوري أن المجتمع الدولي لا يمكنه البحث عن حل مستدام في سوريا، في ظل بقاء نظام الأسد، وأن القرارات الدولية واضحة بهذا الشأن، زيادة على أن هذا النظام يتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية بسبب ما يحدث من سقوط ضحايا وتهجير للسوريين.
بينما يرى آخرون أن التقارب الروسي الأميركي بشأن سوريا قد يفضي إلى التوافق على رحيل الأسد بطريقة سلسة، وهذا التوافق مرتبط أيضا بملفات أخرى مثل أوكرانيا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول التوصل إلى تسوية شاملة مع الطرف الأمريكي.
ويتكهن البعض أن ما جرى من معارك طيلة السنوات الماضية هو محاولة تمرير وقت وتحسين المواقع التفاوضية، وأن النظام يسعى إلى تحسين شروطه التفاوضية لعلمه أن التسوية لم تنضج بعد، وهي مرهونة بقرار أمريكي روسي يتناول أكثر من ملف في الوقت نفسه.
ويعتقدون أن ما جرى من مفاوضات ليست مفاوضات سلام "ليست جدية ولا تهدف بالتوصل لحل مستدام للأزمة السورية"، وإنما هي مجرد مفاوضات وشد حبال بانتظار التسوية الشاملة التي يؤكدون إن الطرف الروسي يسعى إليها أكثر، ولكن هل سيكون الثمن في سوريا أم أوكرانيا؟ ويرجحون أن الروس يهتمون بمحيطهم المباشر.