بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تشهد مناطق سيطرة النظام منذ 9 سنوات، تداعيات لسلسلة من اﻷزمات، التي يمكن تلخيصها؛ بحرب اﻷسد للبقاء، وأخيرا، ما لم يكن في الحسبان، فيروس "كورونا"، الذي خلق استفسارات حول مدى خلو أو انتشار الوباء في تلك مناطق الأسد.
وتشير التقارير الإعلامية الموالية أن تعاطي النظام مع الوباء، إما يتجه ليؤكد العقلية اﻷمنية، حتى في التعامل مع الفيروسات، كما سبق وواجه معارضيه في الشارع، أو "عجز وشلل" في مفاصل الدولة، تسبب به قديما وعلى نحو 5 عقود من الحكم بالحديد والنار.
وسبق أن سمى بشار اﻷسد معارضيه بالفقاعات والجراثيم، وتشير صراحة تصريحات مسؤولي النظام، لهذا التوجه، بدلالة التعامل "اﻷمني" مع الملف.
وبعيدا عن ذلك؛ وفي ضوء المعطيات التي اتخذها النظام كإجراءات وصفها باﻻحترازية، ورغم مزاعمه أن عدد اﻹصابات بفيروس "كورونا" لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة " 5 إصابات فقط في سوريا"، إﻻ أن مقارنتها مع الخطوات المتخذة عالميا، تؤكد أن اﻷرقام أكبر بكثير، وسبق أن تحدثت منظمة الصحة العالمية أن الوضع قد يكون متفجر في سوريا واليمن.
ومن جهة أخرى، فإن مقياس اﻻستجابة لتفشي "الوباء" سار في أغلب دول العالم، وفق 4 مراحل هي:
1. تسجيل حالات إصابة معظمها وافد من الخارج، على اعتبار أن المصدر الرئيس للمرض هو "الصين" في حالة "كورونا".
2. رصد حالات عدوى.
3. رصد إصابات كثيفة في منطقة واحدة، والتعامل معها.
4. وأخيرا المرحلة اﻷخطر، التي يظهر فيها مؤشرات تفشي الوباء في عموم البلاد.
والمقارنة في التعامل مع المراحل هذه ضرورية في فهم "عقلية النظام" أو حتى "التأكد من صحة أرقامه حول المرض"، إذ إن المرحلة الرابعة واﻷخطر على اﻹطلاق تستلزم، سياسات مشددة، تفرضها الدولة، تتمثل بإغلاق شبه كامل للمؤسسات وحظر تجوال على نطاق واسع.
والمتتبع لما يقول النظام بأنه إجراءات احترازية، منذ يوم الجمعة الفائت، يدرك تماما بما ﻻ يدعو للريبة، أنه يتعامل مع تفشٍ واسع للوباء.
وبذلك يضع المدنيين، في حالة حصار اقتصادي، سيكون له اﻷثر الكبير على "معيشتهم"، إن لم تكن بسبب الوباء، فلنقص اﻹمكانيات لتقديم احتياجات الناس اﻷساسية، سواء استهلاكية أو غيرها، وبالتالي؛ فقد وجد "اﻷسد" شماعةً أخرى غير العقوبات يعلق عليها "عجزه التام"، وإن كان ﻻ يزال يعزف على "وتر المؤامرة والحرب البيولوجية".