بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
تدفع الأحداث التي تشهدها درعا جنوبي سوريا مؤخرا إلى البحث عن إجابات حول الجهة المستفيدة من الصراع القائم في جنوب البلاد، في ظل تضارب المصالح ودور مليشيات إيران والنظام والروس وبقايا فصائل المعارضة في درعا.
وفي الصدد، قال الصحفي "باسل الغزاوي" في حديث خاص لبلدي نيوز: "العديد من القوى تتصارع في درعا؛ بعضها لازال يحسب على الجيش الحر، تصارع النظام والمتورطين بملف التسويات التي حدثت جنوب سوريا".
وأضاف قائلا: "السلاح الخفيف والمتوسط لم يسلم في درعا واستخدم في العديد من العمليات التي استهدفت مواقع للنظام ردا على الاعتقالات وعمليات الخطف".
وأشار إلى أن المقاتلين السابقين في الجيش الحر في بعض مناطق درعا يرون أن وجود السلاح هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عنهم أمام عدم التزام النظام بعهوده عقب التسويات التي حدثت في أغسطس آب ٢٠١٨.
وفي مواجهة ذلك، اتبع النظام سياسية الاغتيالات والخطف في المناطق التي لا يستطيع تنفيذ مداهمات مباشرة، والقبض على المطلوبين، واعتمد النظام بذلك على بعض عناصر "داعش" من انضموا لاحقا له.
وقال "الغزاوي": "هناك عناصر من تنظيم "داعش" جندهم النظام في صفوفه لتنفيذ عمليات مختلفة وإظهار المناطق التي لا يسيطر عليها بشكل فعلي على إنها تخضع لسيطرة تنظيمات متطرفة.
وأضاف: "في الريف الغربي نجد "علاء أبو نقطة" الملقب بـ "الكفت" يعمل لصالح المخابرات الجوية، و"نمر عميان" أمني سابق في "جيش خالد" الذي يعمل لصالح الأمن العسكري، كما كان قد قتل قبل أيام "عمر هايل الرفاعي" متزعم مجموعة أمنية في "داعش" سابقا، قتل خلال القتال إلى جانب النظام في معارك شمال سوريا.
وحول الصراع بين أطراف النظام وفروعه الأمنية يرى "الغزاوي" أن محاولة البعض القول بإن الأمن العسكري يعمل لصالح روسيا، والمخابرات الجوية تعمل لصالح إيران، هذا الكلام غير صحيح ، وإن أهم من يعمل لدى الأمن العسكري المسؤول عن لواء العرين والذي يعرف بـ ٣١٣ سابقا، "وسيم العمر المسالمة" ذراع إيران جنوب سوريا.
وأكد أن الجنوب اليوم يعيش حالة من الصراع وهناك من يريد عدم الاستقرار ويتحمل مسؤولية ذلك النظام لأنه يرعى الفلتان الأمني في المنطقة وروسيا التي تتخذ موقف المحايد من كل ما يحدث.
وأشار "الغزاوي" إلى أن النفوذ الإيراني لا يتمثل بجسم عسكري واضح أو صريح حتى أنه في كل الجنوب السوري لم ترفع راية لإيران أو لمليشياتها، لكنها تتلطى خلف الفرقة الرابعة التي يرعى جناحها في درعا "غياث دلا" المقرب من إيران.
وكان الصحفي "علي المصري" أوضح في تصريح سابق لبلدي نيوز، أن هناك ثلاثة نماذج من العلاقة بين السكان المحليين والنظام السوري برزت بعد إعادة سيطرة النظام السوري على محافظة درعا، النموذج الأول يتمثل بالمنطقة الشرقية الواقعة تحت سيطرة (الفيلق الخامس) الذي يحظى برعاية روسية ويقوم بدور الوسيط المحلي، وتتمتع بالمنطقة بخدمات أفضل وحالة أمنية أعلى مقارنة مع بقية المناطق، ويمثل الوسيط مرجعية فعالة يلجأ إليها الأهالي لنقل مطالبهم، والنموذج الثاني يتمثل بأحياء درعا المحررة سابقا "درعا البلد، طريق السد، ومخيم درعا" التي تلعب بها لجنة المفاوضات المركزية جهة وسيطة لكنها ضعيفة الفعالية، استجابة النظام لمطالبها وخدمات المنطقة الأساسية تعتبر هزيلة، لذلك تكثر في هذه المنطقة الاحتجاجات الشعبية وكذلك المبادرات المدنية للتعويض عن تقصير النظام، أما النموذج الثالث فيمثل في المنطقة الغربية التي تشهد غياب أي وسطاء بين السكان والسلطة، وتعد المنطقة الأكثر توترا والأشد تنافسا بين قوات النظام وحلفائه والأسوأ على صعيد الخدمات والاستجابة.