تاريخ دموي.. ٥٠ عاما على استيلاء عائلة الأسد لحكم سوريا
بلدي نيوز - (خاص)
استلم حافظ الأسد الحكم في سوريا رسميا يوم ١٢ آذار من عام ١٩٧١ عبر انقلاب عسكري في الثامن من آذار ١٩٦٣، حيث كان هذا الانقلاب على اللواء "صلاح جديد"، ورئيس سوريا "نور الدين الأتاسي" وزجهم بسجن المزة العسكري مع الكثير من رجالات الدولة.
ففي تشرين الأول من عام١٩٧٠ قدم الرئيس نور الدين الأتاسي استقالته كرئيس لسوريا احتجاجا منه على تطاول العسكر على القرار السياسي، حيث كان حافظ الأسد يشغل منصب وزير الدفاع، ومصطفى طلاس رئيسا للأركان، مما دفع قيادة حزب البعث لعقد مؤتمر استثنائي وخرجوا بالإجماع ٨٢ عضوا من أصل ٨٥ لدعوة كل من حافظ الأسد ومصطفى طلاس للتخلي عن منصبهما في القوات المسلحة السورية.
مما دفع حافظ الأسد للانقلاب على صلاح جديد ونور الدين الأتاسي والكثير من رجال الدولة.
عقب الانقلاب شكل حافظ الأسد قيادة قطرية مؤقتة أذاعت على السوريين بيانا اتهمت القيادة أنها مارست ديكتاتورية الحزب والوصاية على قواعده وإرهابا فكريا على مناضليه، واستلامه لحكم سوريا.
بعد استلام الحكم
بعد استلامه قيادة حزب البعث الحاكم عام 1970 أسس حافظ الأسد عددا من الأجهزة الاستخباراتية (المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي) المرتبطة بمكتب الأمن القومي بحزب البعث، مما أوجد نظاما بعثيا قويا معتمدا على القبضة الأمنيّة البعثية داخليا، وسلسلة من التحالفات خارجيا مع الاتحاد السوفييتي والصين وكوريا الشمالية والتي ضمنت له قدرة البلاد على مواجهة أي تهديد. وقد كفل دستور 1973 الذي أصدره الأسد صلاحيات واسعة له ولحزب البعث، ونصّت مادته الثامنة على كون حزب البعث هو "الحزب القائد للدولة والمجتمع" ما حوّل عقائده وأفكاره إلى جزء من مؤسسات الدولة السورية والمناهج الدراسية واحتكار المناصب العليا وسلسلة من الامتيازات الأخرى للبعثيين دون غيرهم من السوريين؛ مع شبه غياب للحريات السياسية والاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني.
التحالف الإيراني
في عام 1979، وبعد قيام "الثورة الإيرانية"، باتت أنظار الطرفين (سوريا وإيران) موجهة إلى بعضهما البعض، خاصة بعد اعتراف الأسد في العام ذاته بـ "الجمهورية الإيرانية الإسلامية".
فمن جهة رأى حافظ الأسد في إيران أنها "تمثل ثقلا داعما له في وجه خصومه الإقليمين"، ومن جهة رأى الخميني أن التحالف مع الأسد "يعتبر بوابة للشيعة الإيرانيين للتغلغل وأيضا لزيادة نفوذهم جنوبي لبنان من بوابة سوريا".
وكان الطرفان بمثابة حليفين قويين لبعضهما البعض، سواء خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات حيث وقف الأسد إلى جانب طهران في حربها تلك، أو خلال الحرب الأهلية اللبنانية في الفترة ذاتها أيضاً ووقوف الأسد إلى جانب إيران في دعم وتدريب وتنشئة ميليشا "حزب الله" في لبنان.
مجازر الأسد الأب
١- مجزرة جسر الشغور 1980
حدثت مذبحة جسر الشغور في 9 آذار 1980 بين قوات النظام وسوريين معارضين للأسد من منتسبي جماعة الإخوان المسلمين في جسر الشغور بسبب مهاجمة مسلحين من الجماعة لثكنات عسكرية للجيش ومكاتب لحزب البعث في المدينة في إطار احتجاجات مناهضة لنظام الأسد، حيث أمر الأسد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الجيش بإرسال فرقة من قوات الصاعقة المدربة تدريب جيد بواسطة المروحيات من مدينة حلب إلى منطقة جسر الشغور وقصف المدينة بالصواريخ ومدافع الهاون ودمر المنازل والمحلات التجارية، وأسفر ذلك عن مقتل وجرح العشرات من الناس. وألقي القبض على مئتي شخص على الأقل. في اليوم التالي أمرت محكمة عسكرية برئاسة العماد مصطفى طلاس بإعدام أكثر من مائة من المعتقلين بتهمة الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين.
٢-مجزرة حي المشارقة 1980
مجزرة حلب حدثت في حي المشارقة صباح يوم عيد الفطر الموافق 11/8/1980 على يد النظام السوري بقيادة حافظ الاسد وقد خلفت أكثر من 100 قتيل دفنتهم جرافات سلاح المهندسين بالجيش في حفر جماعية وبعضهم كان جريحا ولم يفارق الحياة بعد.
٣-مجزرة سجن تدمر 1980
شهد سجن تدمر العسكري الواقع في مدينة تدمر الصحراوية، نحو 200 كلم شمال شرق العاصمة السورية دمشق، واحدة من كبريات المجازر التي وقعت أوائل ثمانينيات القرن العشرين.
وقد نفذت المجزرة بتاريخ 27 يونيو/حزيران 1980 م، وأودت بحياة مئات السجناء من مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة لحزب البعث السوري.
٤-مجزرة حماه 1981
حدثت هذه المجزرة بحسب أحد التقارير بعد هجوم فاشل شنته جماعة الإخوان المسلمين على نقطة تفتيش أمنية قرب أحد مكاتب حزب البعث في مدينة حماة.
وتم فرض حظر التجول ودخلت قوات من الجيش السوري إلى المدينة، وتم إعدام ما لا يقل عن 350 رجلا كما جرح 600 آخرين، عشوائياً على أيدي قوات الجيش في الفترة بين يوم الخميس 23 أبريل 1981 والأحد 26 أبريل 1981.
٥-مجزرة حماه 1982
هي أوسع حملة عسكرية شنها الأسد الأب
ضد جماعة الإخوان المسلمين في حينها، وأدت إلى مقتل أكثر من 60,000 ألف من أهالي محافظة حماة، بدأت المجزرة في 2 شباط عام 1982 واستمرت 27 يوما، حيث قام الجيش السوري وسرايا الدفاع ووحدات من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكريا.
٦-تعذيب في سجون المخابرات السورية
بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش؛ فإن سوريا تحت حكم حزب البعث بقيادة الأسد الأب تحتل المركز 154 دوليا من حيث حقوق الإنسان، يعود ذلك إلى منع إنشاء أحزاب السياسية والرقابة على المنشورات السياسية والإنترنت ومختلف وسائل الاتصال، فضلا عن وجود عقوبة الإعدام لكل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو يتعاون مع إسرائيل وأيضا وضع السجون المتردي، ووجود عمليات تعذيب في السجون السرية التابعة للمخابرات، وسواها من انتهاكات حقوق الإنسان.