بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
غازل رأس النظام السوري، بشار الأسد، في حديث تلفزيوني لقناة روسيا اليوم، المعارضة التركية بتصريحات تحاول اللعب على وتر العداوة بين نظام الأسد والحكومة التركية، في محاولة للضغط على الحكومة التركية داخليا بعد أن صعدت مؤخرا من عملياتها العسكرية ضده في ريف إدلب.
وقال الصحفي السوري، فراس ديبة، "إن الرسائل التي أراد بشار الأسد إيصالها لتركيا تتكون من ثلاث محاور، المحور الأول يتوجه للحكومة التركية ليقول لها أنه ليس لديه مشكلة مع تركيا في حال أرادت التقارب معه، حيث أنه ترك الباب ليس مواربا فقط وإنما مفتوحا أمام الحكومة التركية، الأمر الذي من وجهة نظره قد يدفع الرئيس التركي إلى تخفيف سقف مطالبه خلال اجتماع الرئيس التركي والروسي المرتقب".
أما المحور الثاني فقال ديبة، "إنه موجه ضمنا في رسالة مبطنة إلى الشعب التركي في محاول لجعل بعض فئات الشعب التركي تقتنع بأن سوريا كنظام ليس لديها مشكلة مع تركيا كدولة وشعب، وأن هناك مشكلة بين حكومة أردوغان وسوريا، مما قد يؤدي إلى ضغط او استياء شعبي من التحركات العسكرية التركية في سوريا".
أما الثالث فأشار إلى أنه وجه إلى المعارضة التركية وبشكل خاص حزب الشعب الجمهوري بأن الحزب يمكن أن يصعد داخل البرلمان والإعلام التركي ضد التدخل التركي في سوريا، وبالتالي قد يحصل بشار الأسد على تخفيف الضغط العسكري والسياسي من قبل الحكومة التركية.
ويأتي هذا الخطاب وفق ديابة، بأنه يحمل رسائل لروسيا بأن النظام مستعد لمهادنة تركيا وتقديم تنازلات في حال لم يكن سقف الأتراك عاليا.
ولم يتوقع أن تلقى رسائل الأسد أي آذان صاغية لدى الشعب التركي، قائلا: "لن تلقى هذه الرسائل صدى في الشارع التركي المحتقن الذي قدم عشرات الشهداء في سوريا بنيران النظام السوري، حيث يعتبر الشعب التركي أن جيشه خط أحمر مما يعني بأنه لن يكون هناك قبول بأي هدنة مع النظام في حال عدم تحقيق أي هدف من هذه الحملة العسكرية".
من جانبه اعتبر الناشط السياسي، سعد وفائي، أن رسائل الخطاب موجهة للمعارضة التركية ذات النفس الخارجي بقصد أو بدون قصد، مشيرا إلى أنها لا تملك أغلبية حقيقة في الشارع التركي.
وأكد وفائي، أن هذه الرسائل التي وجهها النظام لن تثني الحكومة التركية لأنها موقفها لم يبن على مصالح آنية من روسيا ويعود عن مطالبه، فإن كل مصالح تركيا في إدلب استراتيجية من المحافظة على ديمغرافية الحدود مع سوريا أو حتى مواقع تركيا على الطرق الدولية إم 4 وإم 5.
وأشار وفائي، إلى أن خطاب الأسد جاء لينا لمعرفته بمدى مصالح تركيا الاستراتيجية، حيث أن الأسد وصف تركيا وشعبها بالشقيقة للمرة الأولى منذ تسع سنوات، مضيفا أن الرسائل هذه تسعى إلى جعل الرئيس الروسي قادرا على إيجاد مخارج من هذه الأزمة.
وفي المحصلة يرى كثيرون أن الخطاب موجه لخدمة المعارضة التركية التي تتوافق مع نظام الأسد في الداخل التركي، وليس موجه للنظام الحاكم، هو يعتبر أن مشكلته مع النظام ولا مشكلة لديه مع الشعب التركي، وفي محاولة للقول عبر الإعلام التركي المعارض الذي سينقل تصريحاته أن الأسد لا مشكلة لديه معنا ويمد يده لتركيا وعلينا أن نتعاون معه لحل مسألة إدلب.