بلدي نيوز – حلب (أحمد الأحمد)
على الرغم مما تمتلكه أرض سوريا من ثروات باطنية متنوعة وتتميز بها عن غيرها من الدول، إلا أن المواطنين يعانون اليوم أشد المعاناة في توفير الوقود والطاقة.
ففي ظروف انعدام الكهرباء، اقتصر عمليات الطبخ والتدفئة على "الببور" الذي كان يستخدم في سبعينيات القرن الماضي.
حيث بات استخدام الغاز والبنزين والمازوت حكراً على الأغنياء، بعد ارتفاع سعر الوقود إلى ستة أضعاف سعرها الأساسي في بداية الثورة.
ويُرجع المواطنين سبب الغلاء إلى المواجهات العسكرية المستمرة خلال السنتين الماضيتين قرب الحقول النفطية.
ضمن هذه الظروف أصبح من الصعب على المواطنين توفير الوقود وتأمين التدفئة خلال فصل الشتاء، أو الحصول على التبريد في فصل الصيف.
ولاسيما بعد ارتفاع سعر برميل المازوت في سوريا إلى أكثر من 50 ألف ليرة سورية للبرميل الواحد.
أبو يوسف الذي يعمل في تصليح "الببور" والذي عادت مهنته للازدهار بعد اندثارها، قال لبلدي نيوز: "بعد أن ظننت أن مهنة تنظيف وتصليح الببور اندثرت مع آخر صوت لجدي وجدتي عادت المهنة الآن إلى الحياة".
ويعمل الببور على تحويل الكاز السائل إلى مادة سائله نتيجة الحرارة.
ويضيف أبو يوسف: "للبور أنواع عديدة، وكل نوع له سعره، ببور النحاس الكامل يصل سعره إلى 40$ بينما ببور النحاس الخفيف سعره 17 $ وله ثلاث أحجام من 1 لتر إلى 3 لتر".
وبسبب الاستخدام المتزايد للبوابير ابتكر الناس خلطة جديدة، حيث يخلطون المازوت بالملح وتعد هذه الطريقة أقل كلفة من المازوت.
وبالرغم من التنبيهات المتكررة من استخدام الببور لكونه يسبب حالات اختناق وضيق بالتنفس، ناهيك عن مخاطر انفجاره واندلاع حرائق، إلاّ أن الأهالي يجدونه الوسيلة الأرخص للطهي والتدفئة.
فقد فرضت التحديات السابقة كلها على المواطن إيجاد حلول بديلة للحصول على قليل من الدفء في فصل الشتاء، وإيجاد وسيلة ممكنة للطهي، فكان الببور الوسيلة المثلى، في استحضار لطقس الأجداد، ولكن هذه المرة مع وجود محيط يضج بالتكنولوجيا، ما يجعل الببور يبدو على حقيقته، وافداً قسرياً من الذاكرة والتاريخ.