بلدي نيوز - (خاص)
تنشر إيران قواتها وميليشياتها من العراق ولبنان وأفغانستان على شكل قوس يمتد من ريف حماة الشمالي مرورا بريف حلب الجنوبي والغربي وصولا إلى ريف حلب الشمالي في بلدتي نبل والزهراء.
وشاركت ميليشيات إيران بالمعارك المندلعة حاليا والتي سيطرت خلالها على مناطق سيطرة المعارضة في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، في كل من العيس ومحاذاة خان طومان وجمعية الزهراء بحلب.
وتتمركز الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب منذ عدة سنوات حتى أنها أنشأت قواعد تعتبر نقطة الانطلاق لأغلب معارك هذه الميليشيات في حلب وادلب والرقة حتى دير الزور، ويعتبر قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" الذي قتلته أمريكا مؤخرا هو مؤسس هذه القواعد والمشرف عليها.
وتعتبر قواعد الميليشيات الايرانية المتواجدة جنوب حلب من أهم وأخطر القواعد في سوريا، حيث يُشرف عليها كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس، وتضم مجموعات من نخب حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وفيلق القدس الايراني، ومجهزة هذه القواعد بأهم الأسلحة وطيران الاستطلاع، وأهم هذه القواعد جبل عزّان.
ويعتبر "معسكر "خلصة" التابع لميليشيا إيران من أكبر المعسكرات الايرانية جنوب حلب، بالإضافة لمعسكر الأكاديمية العسكرية ومعسكر السفيرة بالقرب من حلب، وكذلك معسكر البراغيثي الذي وصلته التعزيزات الايرانية.
وتواجه هذه الميليشيات المنتشرة في وسط وشمال سوريا من قلة الإمداد العسكري وخاصة عن طريق الجو، بسبب عدم وجود مطار تهبط فيه شحنات السلاح التي ترسلها إيران بشكل دوري إلى سوريا.
وعرقلت إسرائيل إرسال إيران شحنات الأسلحة إلى ميليشياتها في سوريا، من خلال استهدافها وخاصة في مطار دمشق والمزة العسكري ومطار التيفور العسكري بريف حمص.
وتسعى طهران للاستفادة من إعادة تشغيل النظام لمطار حلب الدولي كونه يعتبر بعيدا عن مرمى نيران الطائرات والصواريخ الإسرائيلية، واعتماده ليكون شريان إمداد ميليشياتها في وسط وشمال سوريا بالسلاح والصواريخ.
وخلال الأشهر الماضية اندلعت أكثر من مرة اشتباكات بين ميليشيات إيران وروسيا في مطار حلب بهدف السيطرة عليه، وإلى اليوم يتنافس الطرفان على ذلك إلا أن حظوة إيران وميليشياتها بالسيطرة على المطار أكبر بسبب تعداد قواتها في المنطقة وقواعدها العسكرية المنتشرة بمحيط حلب.
ويعتبر مطار حلب الدولي هو المطار الثاني بعد مطار دمشق الدولي.
أول طائرة
وهبطت أول طائرة مدنية تابعة لشركة الطيران السورية في مطار حلب الدولي صباح يوم الأربعاء، بعد فتحه أمام حركة الطيران إثر انقطاعه عن الخدمة لأكثر من ثماني سنوات.
وأشار وزير النقل السوري علي حمود إلى أن الورش الفنية تقوم بصيانة الطريق من جهة حلب ومن جهة طريق حماة إدلب.
وكانت وزارة النقل أعلنت منذ يومين عن إعادة تشغيل مطار حلب الدولي وجهوزيته لاستقبال الرحلات الجوية وأولها رحلة قادمة من دمشق وأنه ستتم برمجة رحلات أخرى من مطار حلب الدولي إلى القاهرة ودمشق خلال الأيام القليلة القادمة.
الجسور الجوية
تشارك ثلاث قوات رئيسية في النقل الجوي للأسلحة من طهران إلى دمشق وحماه، وهي القوات الجوية لقوات النظام، والقوات الجوية الإيرانية، والقوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وكانت إيران تنقل أسلحتها إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا وتستخدم مطار دمشق الدولي معبرا لها، وبعد اندلاع الثورة السورية، بدأ نقل السلاح من إيران إلى سوريا منذ ديسمبر/كانون الأول 2012، وكانت رحلات هذه القوات تتم باستخدام رمز الهوية والبيانات الخاصة بشركة معراج للخطوط الجوية التي تملكها إيران، إلى أن واجهت هذه الشركة عقوبات أميركية.
إسرائيل ترصد الشحنات
وترصد إسرائيل المجال الجوي الإيراني والسوري من قبل اندلاع الثورة ولطالما كانت تستهدف هذه الشحنات وتقصفها، وزادت من غاراتها على الشحنات لكثرة نقل إيران لأسلحتها لسوريا، كان أبرز رصدها يوم ١٦/سبتمبر عام ٢٠١٨، حيث رصدت المجال الجوي الإيراني ومعه محادثات لاسلكية لقوات الحرس الثوري عبر استخدامها طائرة (آيتام) لنظام الإنذار المبكر والتحكم جوا، وطائرات (شاويت) لتجسس الإذاعي والإلكتروني.
اطلعت حينها على دخول طائرة بوينغ من طراز "747-2جيه9إف" (Boeing 747-2J9F) التابعة للقوات الجوية في الجيش الإيراني، إلى مطار دمشق الدولي، حاملة شحنة من الصواريخ الباليستية.
وبعد دقائق من تفريغ الشحنة، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية من طراز "إف-16" هذه الشحنة بصواريخ "دليلة" (Delilah) مما أدى إلى إصابة عدد من القوات الإيرانية ومعها قوات للنظام كانت بالقرب من الشحنة، كما أدى هذا الاستهداف إلى إصابة محركات الطائرة الإيرانية وهيكلها.
أخر الاستهدافات
في 12 فبراير/شباط الحالي، أي قبل يوم واحد تقريبا من الغارة الجوية الإسرائيلية على دمشق، نقلت شحنة أسلحة إلى دمشق حيث رصدتها أنظمة التجسس العسكرية الإسرائيلية، فاستهدفتها في الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي 14 فبراير/شباط الحالي.
وبحسب موقع إيران إنسايدر، المتخصص بمتابعة عمل الميليشيات الإيرانية في سوريا؛ فإن إيران ستعمل على استثمار سيطرة النظام على مطار حلب وتشغيله بهدف جعله بديلا لمطار دمشق الدولي ونقل الأسلحة جوا إلى ميليشياتها في كل من سوريا ولبنان.