بلدي نيوز (خاص)
تواجه العلاقات التركية - الروسية اختباراً كبيراً هذه الأيام، قد يكون الأصعب منذ أزمة الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا على الحدود مع سورية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وبدأت الشراكة القائمة بين أنقرة وموسكو، تتعرض لتصدعات ملحوظة، ظهرت أماراتها، إثر تدهور الأوضاع العسكرية في إدلب ومحيطها، وبات الوضع أكثر تعقيداً، بعدما استكملت أنقرة حشد الموقف الدولي، الذي تجسّده زيارة المبعوث الأميركي جيمس جيفري غدا الأربعاء لتركيا، وانتظار وصول القائد العام للناتو يوم الخميس القادم إلى أنقرة.
وفي السياق، كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن وقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب شريكتها تركيا في حلف الناتو، وتنسيقها مع تركيا لخطوات للرد على هجوم النظام على النقاط العسكرية التركية في الأراضي السورية.
وجاء في تغريدة على حساب الوزير الأمريكي في تويتر: لقد أرسلت جيمس جيفري إلى أنقرة لتنسيق الخطوات للرد على هذا الهجوم المزعزع للاستقرار، وأردف "بومبيو" نحن نقف إلى جانب حلفائنا في الناتو بتركيا.
وكان الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون سوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" "جيمس جيفري" قد أنهى قبل أيام اجتماعاً طارئاً مع أعضاء حلف الناتو في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية لينهي زيارته وينتقل إلى العاصمة التركية أنقرة.
وقالت مصادر دبلوماسية، إن مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، يعتزم زيارة أنقرة يوم الأربعاء المقبل.
وأضافت أن جيفري سيلتقي خلال زيارته الرسمية مع عدد من المسؤولين الأتراك.
ومن المنتظر أن يبحث جيفري خلال زيارته، مستجدات الأوضاع في سوريا، وخاصة في محافظة إدلب التي تشهد هجوما عنيفا من قبل قوات النظام السوري وداعميه.
وتأتي زيارة جيفري بعد توتر العلاقات الروسية التركية بخصوص سوريا، إثر دعم موسكو لقوات النظام وميليشيات إيران بمعارك ريفي إدلب وحلب، وقيام روسيا بقصف نقطة تركية في إدلب بطائراتها الحربية، ومحاصرة ثماني نقاط مراقبة تركية من أصل 12 تنشرهم أنقرة في شمال غرب سوريا بموجب اتفاق سوتشي الموقع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين.
وتسعى الولايات المتحدة لسحب حليفها التركي في حلف الناتو من التحالف مع روسيا التي تسبب خداعها وتعنتها في الإصرار على الهجوم على المناطق المحررة وتطويق النقاط التركية المثبتة وفق أستانا بعدة مشاكل للدولة التركية والحزب الحاكم في تركيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتستغل الولايات المتحدة حالة التوتر السياسي والعسكري بين تركيا وروسيا لإعادة الدولة التركية إلى كنف السياسية القائمة في حلف الناتو. لإعادة ترتيب المنطقة لقطع الطريق أمام موسكو التي تهدف إلى الهيمنة المطلقة على مناطق خفض التصعيد.