بلدي نيوز - (ليلى حامد)
أسهم طول الفترة الزمنية للحرب التي شنها نظام اﻷسد على المدنيين بزيادة أعداد المصابين المحتاجين إلى ما يعرف طبيا بـ"العلاج الفيزيائي"، وتحول مع الوقت المصابون إلى أرقامٍ منسية
ويساهم العلاج الفيزيائي في تسريع معافاة المصابين، ويأتي عادةً إبان ما يعرف بالعلاج الطارئ الإسعافي "التداخل الجراحي"، كما يفيد في الحيلولة دون حدوث مضاعفات وإعاقات جسدية أو حتى نفسية.
"سمر" 40 عاما من مدينة دوما بريف دمشق تعمل متطوعة في هذا المجال، بعد أن هجرها نظام اﻷسد، من دوما، وتسعى حصريا لخدمة النسوة اللاتي لا يملكن القدرة المالية، تقول بأنها تتذكر والدتها التي أعاقتها شظية صاروخ طائرة روسية قبل خروجهم من بلدهم.
وتمتنع بعض النساء عن الذهاب إلى مراكز العلاج الفيزيائي، رغم أن بعضها بالمجان، نتيجةً لبعد المسافة من مناطق سكنهم وارتفاع أجور النقل.
وتعتقد "سمر" أنّ وقوفها إلى جانب تلك النسوة أسهم في تحفيزهم نفسيا، وترى أنّ هذا عاملُ مهم في الشفاء، او حتى استكمال عملية العلاج الجسدي.
وينقص "سمر" بحسب حديثها اﻷدوات والمعدات، إﻻ أنها تعمل ضمن المتاح من اﻹمكانيات، وتدعو إلى تضافر الجهود لهذا اﻷمر.
مضيفة، أنا أبحث عن المال، فلدي مصدر رزقٍ جيد يأتيني من أحد أقاربي في ألمانيا، اﻷمر الذي ساعد في إتمام عملي وواجبي حسب تعبيرها.
وتشير إلى أن الكثير من النساء لديهن الحرج من الذهاب لمراكز العلاج الفيزيائي التي قد لا يتوفر فيها إﻻ الرجال، وهذه مسألة غاية في اﻷهمية التي تمنعهن عن إتمام العلاج، ورغم وجود مراكز فيها متطوعات إﻻ أنّ الزيارات إلى المنزل ترفع الروح المعنوية للمريض وتشعره باﻻهتمام.
وأردفت؛ لقد سببت الحرب بأذية نفسية واضحة، كنتيجة لانعكاس الحالة الجسدية وضعف القدرة على الحركة، فأنا أشاهد لدى النساء التي أزورهن، تشنجات عضلية، وفي بعض اﻷحيان، تشوهات مفصلية، أو مشاكل عصبية؛ حاﻻت متنوعة منعتهن من الحركة بشكلٍ طبيعي وسببت لهن الحرج أمام من حولهم.
ويمثل العلاج الفيزيائي جسرا لدعم حياة المصاب نفسيا وجسديا، على حدّ سواء. بحسب سمر.
ويشار إلى أنّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقرير لها، إن عدد المصابين في سوريا فاق الـ"مليون ومئة ألف شخص"، منذ عام ٢٠١١ وحتى العام الجاري 2020، وتزيد نسبة الإصابات التي تحولت لإعاقة عن ١٠٪.