بلدي نيوز - دمشق (حسام محمد)
استشهد الإعلامي عبدو أمين الملقب بـ"خطاب أبو عمر" خلال تغطيته معارك الثوار مع قوات النظام على جبهة الفاميلي هاوس غربي حلب، بعد يوم من احتفال صحفيي العالم بعيدهم.
استشهد "أمين" وقبله المئات، لنقل الصورة الحقيقية للعالم حول ما يجري في سوريا، فلم يسلموا من النظام ولا من تنظيم "الدولة" ولا من بعض الفصائل المحسوبة على المعارضة السورية، حيث شكل الإعلامي الثوري خلال أعوام الثورة السورية، سابقة من نوعها من حيث الشجاعة التي يمتلكها الناشطون السوريون، وكانت عدسة الكاميرات أو اسم الناشط الإعلامي مصدر رعب كبير للنظام السوري وأجهزته الأمنية منذ انطلاقة شرارة الثورة السورية، فحارب الإعلام الثوري ولم يتوانى عن اعتقال أو سفك دماء الناشطين.
ضحايا الكوادر الإعلامية في سوريا منذ آذار 2011، سجلوا أرقاماً لا يمكن تصورها، فقد قتلت قوات النظام السوري ومخابراته 481 من الكوادر الإعلامية والنشطاء والصحفيين، في حين قتلت قوات الاحتلال الروسي 5 إعلاميين.
أما الإدارة الذاتية الكردية فقضت على اثنين من الإعلاميين، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أما تنظيم الدولة فقد قتل 26 من الكوادر الإعلامية.
قتل الإعلاميين
ويرى الناشط الإعلامي في محافظة حلب "إسماعيل الرج"، أن عمل الصحفيين خطير للغاية في سورية عامة وفي حلب خاصةً لعدة أسباب منها، على الصحفيين نقل المجازر للرأي العام العالمي ووكالات الأنباء كي لا تبقى جرائم النظام وحلفائه طي الكتمان.
ونوه الناشط الإعلامي إلى أن النظام السوري وأدوات قتله يلاحقون الصحفيين ويستهدفوهم بشكل مباشر، كما يستهدفون مكاتب الوكالات المحلية بالقصف الجوي والمدفعي بغية كتم صوت الإعلاميين بنقل هذه الجرائم للرأي العام العالمي.
وأضاف "الرج" لبلدي نيوز "كما يعاني الإعلاميون من حوادث الخطف، ولا سيما ما تقوم به أجهزة مخابرات الأسد من قمع واعتقال للناشطين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام، إضافة لما يتعرض له النشطاء بمناطق سيطرة تنظيم الدولة من مصاعب حقيقية في العمل الصحفي".
بدوره، قال الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية علاء الأحمد "في ظل منهج القمع الذي اتبعه نظام الأسد بحق الصحفيين والإعلاميين، لم يمنع ذلك الكثير من النشطاء من مجابهة النظام بعدسات كاميراتهم البسيطة".
وأضاف الأحمد لبلدي نيوز "تشهد العاصمة دمشق وريفها أيضا ذلك المنهج، ولكن بوجه ثوري، وليست قضية رزان زيتونة وأصدقاءها ببعيدة عن ذلك الموضوع وغيرها الكثير ممن تم قمع أصواتهم من قبل بعض الفصائل الثورية عند نقلهم للصورة كما هي".
وأشار إلى أن الإعلام أصبح يطلق عليه "فتنة" لدى بعض فصائل المعارضة، والإعلامي الذي يحمل الكاميرا ليظهر للعالم بطش النظام بحق المدنيين أصبح الآن مهددا أيضا من تلك الفصائل التي تتبع سياسة الأنا في كل مشاريعها وأعمالها، وعند التحدث عن السجون التي يمارس بها أشد وسائل التعذيب والتي تتبع الفصائل نجد التهديدات والمحاولات لقمع الصحفي أو الإعلامي من محاربة الظلم والفساد.
مهنة المتاعب
ويرى الناشط الإعلامي "ياسين أبو رائد" أن الإعلام في سوريا بات أخطر مهنة في العالم، لأن الإعلامي محاط بالمخاطر من كل الجوانب، من القصف أو تعرضه للخطر من قبل كل التشكيلات العسكرية بسبب رأيه أو تغطيته لقضية ما.
أما المتحدث باسم مركز حمص الإعلامي "محمد الحمصي"، فقال "لا يخفى على أحد أن النشاط الأكثر خطرا بين جميع الأنشطة الثورية هو العمل الإعلامي، فنحن نحمل سلاحا لا يقل خطورة عن البندقية خصوصا أن عدساتنا أحرجت النظام في مناسبات لا تعد ولا تحصى.
وأضاف الحمصي لبلدي نيوز "هناك صعوبات بالغة تواجه عملنا لأنه لم يعد مقتصرا على التصوير، فمعظمنا طور نفسه ووجد في الصحافة طريقا يستطيع من خلاله إيصال الصورة بشكل مميز لشريحة جديدة ومختلفة من المهتمين بالشأن السوري".
وتابع "من الصعوبات التي تقف عائقا حقيقيا في وجه العمل الإعلامي هي عدم توفر أساسيات العمل كالإنترنت والأجهزة اللازمة من حواسيب أو دروع واقعية وقبعات وحتى انقطاع الكهرباء والديزل، لكن هدفنا أسمى من أي عقبة أو صعوبة حيث نحاول دائما إيجاد حلول بديلة والسعي الفعلي والحثيث لنقل الصورة للمجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة حول ما يجري في سوريا على يد الأسد وحلفائه".
ونوه الحمصي إلى أنهم نجحوا في كثير من الحالات في مركزهم الإعلامي بالضغط على الأمم المتحدة لزيارة منطقة ما أو تقديم مساعدات، مشيرا إلى أنهم يعملون في المركز دون توفر أي دعم من مؤسسات سواء كانت معارضة أو خاصة.
وختم بالقول "نعتمد بشكل كامل على المكافآت الغير دائمة من بعض الأصدقاء أصحاب النفوذ أو الاكتفاء الذاتي عبر عملنا بمجال محلي في محال تجارية نستطيع من خلالها تدبر دخلنا المادة لفواتير الاتصالات والانترنت".