بلدي نيوز – ريف حماة (مصعب الأشقر)
فارق عبد الناصر ابن ريف حماة وصاحب الخمسة عشر عاماً الحياة، بعد معاناة شديدة مع مرضه، تاركاً وراؤه آلاماً تعيشها عائلته حزناً على فراقه إلى اليوم، سيما أن المرض الذي أصابه ليس بمرض عضال أو معدي، إنما بسبب مرض التلاسيميا أو كما يعرفه البعض بفقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط.
لازم المرض عبد الناصر منذ ولادته، حسب حديث والده لبلدي نيوز الذي قال "إن حالة عبد الناصر تدهورت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، لنكتشف فيما بعد أن المرض الذي أصابه يحتاج إلى عملية نقل دم كل 20 يوم".
ويضيف أبو عبد "إن العلاج كان متوفر في مجمع حماة الطبي، لكن بعد احتلال النظام المدينة أصبحنا نعاني بشكل كبير من تأمين الدم وعملية النقل، الأمر الذي ترتب عليه دفع مبالغ طائلة كل شهر لتأمين استمرارية عملية نقل الدم".
من جانبه، يقول الطبيب محمد العوض، الباحث والمختص في مرض التلاسيميا، والعامل في مركز نقل الدم بريف حماة "نجحنا أخيراً في تصنيع جهاز لفصل جزئيات الدم التي يحتاجها المصاب، حيث أن تكلفة الجهاز تتراوح بين 50 و 100 ألف دولار أمريكي".
ويعمل العوض بشكل مستمر وبجهد شخصي قائم على التبرع والتطوع في سبيل تأمين نقل دم سليم وآمن للمصابين بمرض التلاسيميا، ويؤكد "إنه يوجد في ريف حماة أكثر من 500 إصابة بمرض التلاسيميا، والنسبة الأكثر منهم هم في سهل الغاب، حيث يتواجد في بلدة الزيارة لوحدها أكثر من 35 إصابة، تليها قرية الشريعة التي فيها 23 إصابة".
ولم يتمكن الباحثون إلى اليوم من تحديد العنصر المسبب للمرض، غير أن المصاب يفقد في جسده عملية توليد كريات الدم في نقي العظام الذي يكاد أن يكون معدوماً في المصاب، حسب قول الطبيب.
ويؤكد "نشدد على ضرورة مساعدة المنظمات العالمية والمحلية لمركز نقل الدم من أدوية وأجهزة ومعدات، حتى يصبح قادراً على تلبية حاجات المصابين وتأمين ما يلزم للعلاج".
ويتأمل أهالي ريف حماة أن تحدّ المراكز الطبية من انتشار مرض التلاسيميا، علّ الطفل عبد الناصر يكون آخر حالة وفاة تشهدها المنطقة بسبب المرض.