دور أوباما في إحلال السلام بسوريا - It's Over 9000!

دور أوباما في إحلال السلام بسوريا

ذي غارديان – ترجمة بلدي نيوز
عندما نظنّ بأنّه لا يمكن للوضع السّوريّ أن يزداد سوءاً، فإنه وللأسف يزداد، حيث أن "وقف الأعمال العدائية الجزئي في سوريا، والذي تعلقت به الكثير من الآمال الهشة في احتمالية إحلال سلام، تداعى بسرعة الأسبوع الماضي، وسط تصاعد فجائي لمحصلة الشهداء والجرحى، كما جاء في تقارير عن تجدّد الأعمال الوحشيّة.
في حلب، تعرضت مستشفى للقصف، مما أسفر عن استشهاد 27 شخصاً، من ضمنهم أطباء وأطفال، الهجوم شنّه سلاح جو النظام السوريّ، تلك القوّة العسكريّة المهيّأة والمنشأة لأسلوب ما قبل الهدنة من تعمّد استهداف المدنيين في المستشفيات والمدارس والأسواق، ولكن ما يلاحظ الآن من تغيّر هو أن هذا النظام القاتل، المدفوع بالدعم الروسيّ والمنتعش إثر الهدنة، بالكاد يزعجه إنكار ذلك.

ومع ذلك تسترعي مأساة حلب انتباه المجتمع الدولي، لأسباب ليس أقلها استخدامها من قبل كبار مسؤولي الأمم المتحدة، لتهويل مناشداتهم إلى الولايات المتحدة وغيرها لإنقاذ محادثات السلام في سويسرا، والّتي وصفت بأنها في "عداد الموتى"، حيث قال زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة: "إن أعمال العنف هذه، تقوم باستعادة التصعيد الذي كان قد سبق مرحلة الهدنة."

وأضاف قائلاً: "إن هنالك تقارير مقلقة للغاية تشير إلى تعبئة عسكرية لقوّات النظام، مما يدل على تصعيد فتّاك في الحرب، وفي حين كانت محادثات جنيف هي الوسيلة الوحيدة الممكنة، إلا أنه تمّ التخلي عنها، وأنا أخشى الآن التفكير بالكمّ الهائل من الرعب الذي سنراه لاحقاً في سوريا".
هذا ولم تذكر التقارير بشكل كامل، محنة تجويع السوريين الذين تقطعت بهم السبل، بعد أن تمّ حصار مناطق كثيرة في البلاد، وفقاً لتصريح للسيد ستيفن أوبراين، رئيس عمليات الأمم المتحدة للإغاثة، الذي أشار إلى الوضع المزري الذي يعيشه المدنيّون الآن في حمص وحلب وإدلب واللّاذقية وريف دمشق.
يقول أوبراين: "لقد تمّ حرمان المدنيين عمداً من الغذاء والدواء، أولئك الذين يواجهون العديد من أبشع الظروف الحياتية، يجب علينا حقاً أن نشعر بالخجل بأن هذا يحدث على مرأى من أعيننا".
كما أضاف "بفضل وقف إطلاق النار الجزئيّ، تلقى 3.7 مليون شخص مساعدات غذائية في شهر مارس، إن القوافل التي كانت قد عبرت الحدود حتى الآن هذا العام بلغت ما يقارب الضعف، وذلك بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام "2015.
"هذا التقدّم المحدود هو الآن في خطر إثر تجدد القتال مع قوات الأسد، على وجه الخصوص، فإنّنا ولمرّة أخرى نشاهد عرقلة لقوافل المساعدات، ففي الأسبوع الماضي، ومن قافلة متجهة نحو مدينة الرستن، قامت سلطات النّظام السّوري بمصادرة الأدوية من الإمدادات، كذلك المقصّات، والأدوية المخدّرة من مستلزمات التوليد، إن هذه الممارسات اللاإنسانية، ستؤدي مباشرة إلى معاناة لا داعي لها وخسائر في الأرواح ".

وأضاف : "إن الحرمان من الإمدادات الطبية في زمن الحرب يعتبر خرقاً صارخاً للقانون الإنساني، ومع ذلك فإن هذا يحدث مراراً وتكراراً من قبل الحكومة السورية، ولا يمكن أن يكون هنالك أي عذر لهذا التصرّف، إنها وحشية كاملة ويجب أن تتم المحاسبة عليها، وفي يوم ما، فإن الجناة سيقومون بدفع ثمن جرائمهم تلك".
وهكذا فنحن نقول للأسف، بأنّه وفي هذا الواقع الحاليّ الغير مستساغ، فإن مثل هذه الوعود والتصريحات، سواء أصدرت من مسؤولي الأمم المتحدة أو وكالات الإغاثة، أو من وزراء الحكومة والنواب أو افتتاحيات الصحف، فسوف يتمّ تجاهلها بازدراء، كما كان الحال على مدى السنوات الخمس الماضية، وحتى أن ممثلي هذه الجهات الخارجية الفاعلة، رفضوا البدء في تحمل المسؤولية في هذه المأساة، وفي مقدمتها روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد.
في آذار، أعلن فلاديمير بوتين سحب قواته من سوريّا، ولكن يبدو بأن ذلك لم يكن سوى خدعة منه، تهدف أساساً إلى طمأنة الرأي العام في الداخل، ودحض الانتقادات الدولية حول القصف العشوائي الروسي.

سيكون من الجيد، ولكن من السذاجة أيضاً، أن نعتقد بأنّ بوتين كان صادقاً، ليس هنالك أي دليل لأهدافه الواسعة في سوريّا، بدأً من الإبقاء على القواعد الروسيّة، وإبراز نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط، انتهاء في الحفاظ على تنحّي الأمريكيّين، لربّما كانت طائراته تقوم الآن بعدد أقل من المهام، لكنها لا زالت تستمر وبقوّة في حماية الأسد.
وعلى نحو مماثل، تظهر رؤية القيادة الإيرانية عن سوريّا، على أنّها مجرد جبهة أخرى في صراع قوتها على صعيد المنطقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج السنية، وليس هنالك من فائدة في النظر إلى الدول العربية للحصول على حلّ للعودة إلى المسار الصحيح، فإن سجلّهم الجماعي، يرثى له.
لذلك ومرّة أخرى، كما كان قد اعترف مبعوث الأمم المتّحدة إلى سوريّا، ستيفان دي ميستورا، الأسبوع الماضي، فإنه يقع على عاتق الولايات المتحدة أن تفعل شيئا- أي شيء- وذلك باتّخاذ دور القائد مع أوروبّا والتي تقوم بلعب دورها الداعم المعتاد.
في قمة هانوفر الأسبوع الماضي، لم يظهر أوباما أي اهتمام في إنفاق الرصيد السياسي على مشكلة غير قابلة للحل، حيث إن تحليله الفكريّ يقول بأنّه يجب عليه أن يترك الأمور لتأخذ مجراها، ولكن من حيث السياسة العملية والآداب الإنسانية، يجب على أوباما التصرّف... لربّما لن يكون قادراً على حلّ مسألة سوريّا حلاً كاملاً، ولكن وبالرغم من ذلك يمكنه ضمّ بوتين إلى جانبه، حيث يستطيع ممارسة الضغط في المسألة، بأن يعود الطرفان إلى جنيف، وذلك بالتزامن مع تعزيز وقف إطلاق النار، والحدّ من المجازر، ولربّما عقد صفقة مع موسكو حول مستقبل الأسد، نظراً لما كان قد ارتكبه من أخطاء، وذلك في سبيل مصلحة الشّعب السوريّ المُنهك.
يتوجّب على أوباما الالتزام بالقيام بهذه المحاولة على الأقل!!..

مقالات ذات صلة

إطلاق خدمة الفيزا الإلكترونية .... واقع أم بالون إعلامي؟

كيف يواجه أهالي السويداء احتمالات تصعيد النظام العسكري عليهم؟

فاقت السبعين.. إحصائية بعدد القتلى في درعا خلال نيسان

بمليارات الدولارات.. إيران تضغط على "الأسد" لاسترداد ديونها

خسائر لميليشيا عراقية بهجوم شرقي سوريا

خسائر لميليشيات إيران بهجوم في دير الزور