بلدي نيوز- حلب (أحمد الأحمد)
بات النفط المحرك الاقتصادي لكافة الصناعات في العالم، حتى إنه يتحكم بمستوى الرفاهية التي يتمتع بها الناس في حياتهم.
أوجدت الحرب فرص استثمار جديدة لمن يُعرفون بتجار الحرب، حيث باتت معظم الحقول النفطية في سورية تحت سيطرة تنظيم "الدولة"، وهو الذي يتحكم بأسعاره، مما جعل الأسعار في المناطق المحررة تخضع بشكل كبير لسعر برميل النفط الذي ينتجه تنظيم "الدولة".
تبادل نفطي بين النظام والتنظيم
يرى المفتش المالي حسن عبد العزيز أن " قلة العرض النفطي وزيادة الطلب في بعض المناطق أدت إلى ارتفاع الأسعار".
وتابع المفتش موضحاً لبلدي نيوز "شهدت أسعار السلع والمواد الغذائية واللحوم في حلب وريفها ارتفاعاً خيالياً بنسبة لا تقل عن 400% خلال الفترات الماضية".
وبرأي المفتش فإن من أسباب ارتفاع الأسعار التبادل النفطي بين التنظيم والنظام حيث قال " لا تزال داعش إلى الآن تقوم ببيع النفط الخام للنظام عن طريق تجار يقومون بشرائه وينقلونه إلى مناطق النظام على العلن".
هذا ما يؤكده عامل في أحد حقول النفط في الرقة، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، حيث قال لبلدي نيوز: "ما زال إلى الآن مهندسو نفط يأتون بجولات تفقدية للآبار النفطية في مناطق سيطرة التنظيم وبشكل متناوب".
وتابع العامل "لكن للتنظيم قوانينه، فيجب على المرسلين من قبل النظام السوري إلى الرقة أن يطلقوا لحاهم ويحفوا الشوارب عند قدومهم إلى أرض الخلافة".
ويختلف سعر برميل النفط باختلاف مصدره، فسعر برميل النفط الخام من حقل العمري 36$ بينما يصل سعر البرميل من حقل السيان والملح إلى 35$، ويبقى سعر البرميل في حقل التنك والجزراوي والتيم منخفضاً حيث لا يتجاوز30$.
أعلى مستوى مبيع لبرميل النفط يكون لنفط حقل الشاعر حيث يصل سعر البرميل الواحد إلى 40$ ويباع النفط الخام العراقي بـ 130$.
والأسعار يحددها التنظيم من دون أن يكون هناك معيار واضح.
أثر ارتفاع سعر النفط على حياة الناس اليومية
تضاعفت الأسعار عشر مرات منذ بداية الثورة إلى الآن، عمر بركات أحد سكان ريف حلب الغربي قال لبلدي نيوز:" بات للسوق قوانينها المتعلقة بالجشع والاستغلال وليس بالعرض والطلب".
فازدياد البطالة وأزمة الحرب انعكست سلباً برأي عمر الذي قال: "فمن كان يشتري حاجته من البنزين والمازوت لعدة أيام، بات الآن يشتري كمية من الليترات تكفيه ليوم واحد فقط بسبب الغلاء الفاحش".
وتابع عمر قائلاً: "بعض أنواع المازوت يكون ممزوجاً بالإسفلت، لكننا نستخدمه بالرغم من ضرره على الأطفال"، فالبرد هنا في ريف حلب قارس ولا يحتمل.