الكستناء بين الرفاهية والقبول في بيوت إدلب - It's Over 9000!

الكستناء بين الرفاهية والقبول في بيوت إدلب

بلدي نيوز - (ليلى حامد)
ارتبط ظهورها لدى السوريين بطقوس الشتاء، وسهراته التي غابت تحت وقع "القصف" و"التدمير"، الذي لم يترك إﻻ حرقةً في "الذاكرة" بحسب أبناء المناطق المحررة، في الشمال السوري، وتسمى "أبو فروة" إﻻ أنّ المشهور والتداول "الكستناء" ذات القشرة الجذابة، والنكهة المميزة.
يقول "أبو أحمد" بائع في سوق الخضار بإدلب، لبلدي نيوز؛ "لاقت الكستناء رواجا هذا العام، مقارنة بغيرها".
وأضاف؛ "ربما استعمال مدافئ الحطب، فرض هذا النوع من الفاكهة على مائدة الناس هنا".
بينما يقرّ أحد الزبائن الواقفين خلف "البسطة"؛ أن السبب يعود لاسترجاع الناس، ذكرياتٍ تريد الحرب تدميرها، حسب وصفه.
وأضاف؛ "نتذكر الرائحة المنبعثة ولمة اﻷهل خلف المدفئة، من افتقدناهم، بيوتنا وأشياء أخرى".
أما صفاء من ريف دمشق فتقول لمراسلة بلدي نيوز؛ "إننا نشتري الذاكرة، ونرصد الحنين إلى بيوتنا التي هجرنا منها نظام اﻷسد عنوةً".
بينما تقول سوزان مهجرة من ريف حمص، لبلدي نيوز؛ "ليس أقل من تذوقها قبل خلو السوق منها، يحق للصغار تجريبها مرةً واحدة، تعويضا عن الحرمان من أشياء أخرى".
لكلٍّ هنا في إدلب مبرراته، التي تكاد تكون متقاربة، القاسم المشترك اﻷكبر فيها "الذكريات والحنين".
وﻻ يتجاوز موسم "الكستناء"، شهرين، كما يتم استيرادها من "تركيا" ويصل سعر الكيلو الواحد إلى 1800 ل.س، في حين كان يصل سعرها نحو 2500 ل.س إلى 3000 ل.س.
ويعتقد "فارس العبيد" مختص في الشأن اﻻقتصادي؛ أنّ سبب انخفاض سعر "الكستناء" يرجع إلى ضعف القوة الشرائية بالنسبة ﻷهالي المنطقة؛ اﻷمر الذي فرض على المستوردين تخفيض هامش أرباحهم، ضمانةً لعدم كساد البضاعة في المخازن.
وأضاف "العبيد" لمراسلتنا؛ "رغم أنّ السعر انخفض مقارنة باﻷعوام الفائتة وبشكلٍ واضح، إﻻ أنه ليس مقبوﻻ لدى الكثيرين هنا، إذ إن مدخول العائلات المهجرة تحديدا ﻻ تتجاوز 2000 ل.س في اليوم، وهو مبلغ بالكاد يكفي لشراء الخبز وطبخة يومهم".
واعتبر بعض من التقتهم مراسلتنا أنّ الفاكهة بالمجمل تكاد تدخل في قائمة "الرفاهية"، وﻻ يخفي هؤلاء حسرتهم، ومنهم من يشتم نظام اﻷسد بعباراتٍ أو دعاء يمتد لتنزل دمعة عين تزيلها ورقة منديل.
وما لقي استغراب الناس هنا، انخفاض سعر هذه الفاكهة "الكمالية" مقابل ارتفاع سعر غيرها كالموز والتفاح، على سبيل المثال، بل إن آخرون أشاروا إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز، وقال بعضهم؛ "لنجيب خبز ونشبع دفا، نشتري كستناء"

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

لقاء مرتقب في واشنطن بين أردوغان وبايدن لبحث الملف السوري

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

كيف أحيا الشمال السوري ذكرى الثورة

منسق الأمم المتحدة الإقليمي يكشف نتائج زيارته إلى إدلب

أول اتحاد للمصممين في الشمال السوري