بلدي نيوز – إدلب (ليلى حامد)
تجتهد المرأة السورية في المناطق المحررة لأخذ دورها والوقوف إلى جانب الرجل، وتصر على التخفيف من وطأة الحرب التي يشنها اﻷسد على المدنيين هنا، مختارةً العمل في أصعب الظروف وتحت الضغط النفسي.
"أم مأمون" من ريف إدلب، فرضت عليها الحرب أن تعتني بزوجها الذي خرج من المعتقل بتقرحاتٍ في الجلد، أن تكتسب مهارة التمريض، ووجدت نفسها تسير في خط صقل تلك المهمة.
تقول "أم مأمون": "تعلمت في معهد التمريض مدة سنتين، بعد أن تعافى زوجي، ولم يمانع بل على العكس وقف إلى جانبي ودعمني".
وتجد "أم مأمون" راحتها في العمل وتقديم المساعدة للآخرين، رغم أنها تؤكد مرورها بحاﻻتٍ نفسية صعبة أمام المشاهد الدموية التي رأتها بأم عينها.
بينما تعتقد "إيمان" أنّ التمريض ومن ثم العمل التطوعي مع فريق "الخوذ البيضاء" حاجة ملحة للمرأة في هذه المنطقة التي تعيش على صفيحٍ ساخن، وأضافتأنّ دور المرأة في هذا الجانب يعدّ أهم من الرجل لما تمتلكه من عواطف يفترض أن تسخرها تجاه المصابين.
وترى إيمان وأم مأمون أنّ العمل في المجال اﻹنساني، فرصة وضرورة اجتماعية ينبغي تسليط الضوء عليها، وتأكدان أن مجتمعنا معتدل ويرحب بهذه الخطوة، بل ﻻ يعترض عليها إﻻ القلة ﻷسباب مردها الخوف فقط.
تعلمت "إيمان" فتح الوريد والقبالة وإعطاء الحقن، وخياطة الجروح، ودخلت في معهد التمريض في العام 2012. قبل أن تتطوع في فريق "الخوذ البيضاء".
وﻻ يختلف اﻷمر عند أم مأمون، التي تؤكد أن لكلّ امرأة قصة في لدخول إلى هذا المضمار اﻹنساني.
ويجمعهن الرغبة في أخذ دور فعّال في ظل الظروف القاسية والحرب، وﻻ يخفين أنّ ذاكرتهن تمتلأ بالمشاهد المرعبة التي تؤرقهن بين الحين واﻵخر، لكنهن يحاولن أو استطعنّ التكيف بسبب رغبتهن بالإفادة.
وتقول "إيمان" غالبا ما نشارك في أنشطة توعوية على مستوى القرى أو حتى ضمن المحيط القريب بنا، نعلم من حولنا مبادئ اﻹسعافات اﻷولية، وقياس العلامات الحيوية؛ مثل قياس الضغط والحرارة وسكر الدم، وتقديم النصح لحاﻻت ما بعد الولادة.
ولم تترك المرأة السورية في المناطق المحررة مجاﻻ إنسانيا دون أن تطرق بابه، وتقدم فيه بصمتها، فتجدها ممرضة ومربية وإعلاميةً ناجحة، رغم الظروف التي تطرأ عليها.