بلدي نيوز- (ليلى حامد)
رسمت خطواتي، وشققت طريقي بنفسي، بعد وفاة والدي وأنا صغيرة السن، وأمي امرأة مريضة ومقعدة، لا أذكر من طفولتي إلا وأنا بجانب أمي أقضي لها حاجياتها، طفولة لا لعب فيها هكذا بدأت سعاد مصطفى قصة كفاحها مع الحياة.
وأضافت "عشت مع والدتي على راتب والدي، حتى أصبحت في الثانوية العامة نجحت وتفوقت، وسجلت في الجامعة قسم اللغة العربية، وكنت مضطرة للعمل والدراسة معا، لأبدأ رحلة أخرى من الجد والمثابرة".
وأردفت "تخرجت من الجامعة وأجريت مسابقة، ونجحت فيها وتعينت في إحدى مدارس دمشق، ثم تزوجت من رجل طيب وقبل بوضعي الصعب كون أمي ستبقى معي لأنها بحاجة لرعايتي، توفيت والدتي بعد عام من زواجي، ورزقت بأطفال صغار، إن راتبي وعمل زوجي كسائق سيارة لا يكفينا لحياة كريمة، ولم نتمكن من تأمين متطلبات الحياة المتزايدة بسبب موجة الغلاء".
وأوضحت "كانت ديوننا تزداد يوما بعد يوم، إلى أن تعرّفت على شاب يعمل في مجال الإعلام، كنت معجبة بكتاباته وأتابع كل مقالاته، زارني في بيتي، وعرض علي العمل معه في الإعلام بعد أن ذاع صيتي كمدرسة ناجحة ومتميزة وخاصة في تدريس قسم البلاغة والعروض، وتفوق طلابي في الشهادات".
وعند سؤاله عن طبيعة العمل قال لي: التدقيق اللغوي وكتابة مقالات، وجدت في طلبه فسحة أمل ضاعت زمنا ثم وجدتها.
وتابعت "عملت فترة زمنية باسم مستعار، لأن الإعلام كان وما زال محظورا في سوريا، الخوف من الطغاة لم يمنع يدي من كتابة مقالات مفادها المحبة ونقل الأخبار، وعملت في مجال التحقيقات ونقل معاناة الناس، حتى أصبح العمل الصحفي هوايتي.
وختمت "بدأت كهاوية أما الآن فأنا أحضر الدورات التدريبية كلما سنحت لي الفرصة، وما زلت أعمل بصفة مراسلة بالداخل أكتب في قسم المرأة معاناتها، المرأة السورية وما تعرضت له من مآس تشيب لها الولدان، كما عملت على نقل حركة الأسواق، إضافة إلى نقل الخبر مباشرة وفي العواجل أيضا".
هذه باختصار قصة سعاد مصطفى؛ بدأت كهاوية بسيطة؛ والآن أسعى لتطوير ذاتي ودخول عالم الإعلام ومغامراته من أوسع أبوابه، وكلي أمل أن أجد من يمد لي يد المساعدة لأكون من بين الكاتبات التي أعطت المرأة السورية حقها من خلال كتاباتها.