مستشار أوباما: كان يجب علينا أن نقصف الأسد - It's Over 9000!

مستشار أوباما: كان يجب علينا أن نقصف الأسد

The Atlantic - ترجمة بلدي نيوز
نشرت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية مقابلة أجراها الصحافي جيفري غولدبورغ مع فيليب غوردن المساعد الخاص السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقد ركزت المقابلة على سياسة البيت الأبيض تجاه المسألة السورية والعلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وقال مستشار أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط فيليب غوردون "لقد فعلت الإدارة الأمريكية ما يكفي في سوريا، لإدامة الصراع دون حله".
فيليب غوردون، كان قد تولّى ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي منذ عام 2013 حتى عام 2015 ، وقبل ذلك كان قد شغل منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية.
غوردون، الرجل المخلص لأوباما، كان يمتاز كأوباما، بإيمانه القوي بقدرة الولايات المتحدة على توجيه مسار الأحداث في الشرق الأوسط، وهو معروف بالكثير من الصفات، فقد طوّر صيغة بليغة وموجزة ليشرح فيها سبب تردّد الرئيس أوباما والعديد من مستشاريه، في المشاركة الكاملة في كوارث شتّى تحدث في منطقة الشرق الأوسط.
يقول غوردن "في العراق تعلم أوباما بأن الغزو على نطاق واسع والمؤدي إلى تغيير النظام كان فاشلاً، وفي ليبيا، أدرك الرئيس الأمريكي بأن الغزو الجزئي والمؤدي لانهيار النظام، كان أيضاً استراتيجية فاشلة، أما في سوريّا فكان عدم التدخل هو أيضاً سياسة فاشلة، ففي المحصلة كانت التجربة واضحة جداً لأوباما، حيث وبمجرد أن وصل أوباما لهذه المجموعة من الاستنتاجات، هل يمكنك إلقاء اللوم عليه لرغبته في التركيز على محور آسيا؟".
لقد كنت في الواقع مندهشاً لسماع غوردون يخبرني بأنه يؤمن ووفقاً لسير الأحداث، بأنه كان على الرئيس أوباما أن يتدخل عسكرياً في سوريا لاستخدام الحكومة السورية السلاح الكيميائي عام 2013 ضد شعبها.
فقبل عام، كان الرئيس الأمريكي قد رسم خطاً أحمرا للديكتاتور السوري بشار الأسد بشأن احتمالية استخدامه لمثل هذه الأسلحة، وبعد عام واحد عندما قام الأسد بهجمات بغاز السارين على بلدة الغوطة الشرقية، والذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1300 شخص، كان أوباما قد وُضِعَ أمام خيار الغزو، ولكنه قد تنحّى في اللحظة الأخيرة عن خياره في التدخل، واضعاً المسألة في يد الكونغرس.
وفي إحدى المقابلات والتي كانت قد تحدّثت عن "عقيدة أوباما"، قال أوباما بأن تلك اللحظات قد كانت مصدر فخر بالنسبة له، فقد قاوم ضغط وإغراء القيام بعملية حتمية من "قواعد اللعبة" التي تمارسها واشنطن، ففي ذهن أوباما، يجد الرئيس الأمريكي نفسه محصوراً في قواعد لعبة سياسية متفاهم عليها مسبقاً حول ما ينبغي للرئيس أن يفعله في حال حدوث استفزاز شرير للدولة، ولقد جادل أوباما سابقاً، بأن قواعد اللعبة التي تمارسها واشنطن قد تكون مبتذلة كما أنه قد تم المبالغة في عسكرتها.
وكما نعلم بأن قرار التنحّي عن اتخاذ القرار لم يكن قد اعتيد عليه من قبل حلفاء الولايات المتحدة، والذين يؤمنون بأن أوباما قد بدّد مصداقية الولايات المتحدة ، ومن الجدير بالذكر بأن غودرون كان قد عارض قرار أوباما بعدم التدخّل، كما كان قد اتّفق مع انتقادات حلفاء الولايات المتحدة له، لأنه وكما هو معروف في دوائر الأمن القومي، فإن الحذر الشديد من عواقب التورّط الأعمق للولايات المتحدة في سوريا كان قد صعّب من موقف الولايات المتحدة تجاه الملف السوري.
وسألت غوردن إذا كان يعتقد بإمكانية الرئيس أوباما سحب مخازن الأسلحة من الأسد إلى خارج سوريا، لو شنّ هجومه ضدّه، فأجاب بأن الرئيس الأمريكي كان أمام احتمال أكبر للحصول على ما أراده لو نفّذ ضربته.
وفيما يتعلق بقضية الخط الأحمر، قال غوردون "دون أن ننكر خوف الرئيس من الانزلاق في المستنقع السوري، يمكن القول أن النقطة الأساسية هي أنه عندما تقول الولايات المتحدة لا يمكنك استخدام الأسلحة الكيميائية، فإنه لا يمكنك استخدام الأسلحة الكيميائية".
وأضاف "قلقي في ذلك الحين... أنه في المرة المقبلة التي نقول فيها لأحد هنالك عواقب إذا تصرفت لن نكون نعني ذلك حقاً، أعتقد أنّ هذا له مضاعفات في أوروبا، وفي آسيا، وفي أمكنة أخرى، أظنّ أحياناً على مستوى المصداقية، وعلى مستوى الردع، عليك في الواقع أن تكون عازماً على فعل أمور مكلفة بالنسبة إليك".
التراجع خوفاً من إيران؟
عندما طرحت مع غوردن تأكيداً سمعته لدى دوائر المسؤولين في واشنطن، أنّ الرئيس اختار عدم مهاجمة سوريا سنة 2013 لأنه خاف من كون هجوم كهذا قد يغضب، سيّد سوريا، إيران الذي كان رافضاً للفكرة، قال إنّ موضوع مشاعر إيران لم يؤتَ على ذكره مطلقاً في أيّ من محادثات البيت الأبيض المتعلقة بالهجوم المقترح، "لا أعتقد أنك بحاجة إلى تفسير لماذا لم يرد الرئيس التورط في سوريا... لست بحاجة لاختراع تفسير غير منهجيّ عن السبب الذي جعل رئيساً مصمماً على عدم التورط في حرب شرق أوسطية، قد أتى أفعالاً لتفادي التورّط في حرب شرق أوسطية".
السعودية وقواعد اللعبة 
وفي موضوع المملكة العربية السعودية، قال غوردن "هذا مثل آخر عن صعوبة تحدي قواعد اللعبة... إن من المهم للولايات المتحدة أن تملك علاقات قويّة هناك، وفي الخليج الأوسع، أيّاً كان الذي يفكر فيه أوباما شخصياً، هو يتبع سياسة قديمة عمرها عقود تقضي بمواصلة العلاقات القوية مع منطقة الخليج، وإذا فكّرت بذلك، ما الذي يقتضيه تحدي قواعد اللعبة بالنسبة للسعودية؟ الترويج لتغيير النظام؟ رفض بيع أسلحة إليهم والدفاع عنهم؟ هل سيؤدي ذلك إلى نتيجة أفضل إلينا؟"، ورأى غوردن أنه مهما كانت الخلافات، فلا بدائل حسنة عن الشراكة بين أمريكا والسعودية.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//