بلدي نيوز – ريف دمشق (خاص)
شرع نظام الأسد باستخدام سياسية "الجوع حتى الركوع" لإخضاع الشعب الثائر، منذ بداية أزمته في الحفاظ على السلطة أواخر 2012م.
لكنه وبكل المدن المحاصرة لم يستطع أن يطفئ ظمأ الشعب لحريته.
فبعد مئة وعشرين يوماً من حصار مطبق لمدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي، وقبلها سنتان ونصف من الحصار الجزئي، بعد سنة كاملة من حصار جائر استشهد فيه جوعاً ما يزيد عن عشرين مدنياً؛ بعد كل هذا يعمد النظام إلى إثارة فتنة الجوع التي لم تقتل هذه المرة.
عمد النظام خلال مدة الحصار الأخيرة إلى تجويع ممنهج للأهالي البالغ عددهم 45 ألف مدني من ضمنهم نازحو مدينة داريا، ومناطق أخرى، لإثارة فتنة منظمة هدفها الأساسي فتح المدينة أمام قوات النظام المنهكة على أسوارها منذ نهاية 2012.
حيث شهدت المدينة في اليومين الماضيين "أعمال شغب" حرض عليها أعوان النظام وخلاياه النائمة في المدينة، مستغلين سوء تخزين المواد الغذائية في مستودعات المجلس المحلي (وهي عبارة عن أبنية سكنية مقصوفة غير صالحة للتخزين).
فقد خرجت مظاهرات عشوائية طالبت بفتح مستودعات المجلس، ما لبثت أن تحولت إلى أعمال شغب من حرق سيارات المارة، وسرقة الممتلكات الخاصة للأهالي، أعقب ذلك سرقة ممنهجة لمستودعات المجلس المحلي، وتفريغها بحجة عدم التوزيع العادل وسوء التخزين، حتى بات النظام يظهر خبثه عبر أعوانه بأشد ما يستطيع.
في هذه الأثناء هدد العميد غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد على لسان أحد أعوانه في المدينة، باقتحام المدينة خلال ثلاثة أيام أو إغراقها بحرب أهلية، بحسب ما أكدت مصادر من داخل المدينة.
لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، فأجمع قادة المدينة وعقلاؤها أمس الخميس، على تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم الفصائل الثلاثة الكبرى ( الفتح – الفجر – سيف الشام )، مهمتها الدفاع عن المدينة في وجه النظام، والحفاظ على أمن الأهالي، ومحاسبة المسيء، إضافة لمؤازرة مكتب الشرطة الحرة الذي تم تشكيله مؤخراً بحسب البيان الصادر عن غرفة العمليات المشتركة.
وحددت غرفة العمليات خطوات للوصول إلى أهدافها، تبدأ من التعاون مع المجلس المحلي لمحاسبة المتعدين على المستودعات، وتوزيع كامل ما تبقى منها.
كما تسعى الغرفة إلى حصر الأشخاص الذين قاموا بإثارة الفوضى والتعدي على الأملاك لمحاسبتهم.
ما أثار المشاعر الوطنية لدى الأهالي الذين خرجوا بمظاهرات أشادت بإنشاء غرفة العمليات المشتركة، ودعت إلى إعادة وحدة الصف، في خطوة وُصفت بالاستباقية والهامة.
مظاهرات الوحدة فوتت على النظام باباً عَمل على فتحة منذ ثلاث سنوات، ولكنه دائما كان يبوء بالفشل.
يذكر أن النظام قطع الشريان الأخير للمدينة مع مدينة داريا منذ مايقارب الأربعة أشهر في محاولة لاقتحام المدينتين كل على حدة.