بلدي نيوز – خاص (حذيفة حلاوة)
لطالما كانت مدينة درعا وريفها من أسخن الجبهات القتالية مع جيش النظام منذ انطلاق العمل المسلح في الثورة السورية، من تحرير كتيبة السهوة في الريف الشرقي بدايات عام 2012، مرورا بأحياء مدينة درعا وتل الجموع وتل الحارة ومدن وبلدات الريف التي لم يتبق منها إلا القليل تحت سيطرة نظام الأسد، واستمر الحال على ذلك حتى "هدنة ديميستورا" خلال شهر شباط الماضي، إذ شهدت الجبهات جموداً لحوالي ثلاثة أشهر وحتى اللحظة، وفتح جبهات ضد فصائل يعتقد بانتمائها لتنظيم الدولة (كحركة المثنى ولواء شهداء اليرموك) في الريف الغربي في المحافظة، حيث تشهد المنطقة معارك عنيفة جدا بين فصائل الجبهة الجنوبية و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" والفصائل المتهمة بمبايعة تنظيم "الدولة".
ولم تكن هذه المعارك هي البداية، فقد سبقها منذ حوالي عام ونصف اشتباكات بين "جبهة النصرة" ولواء "شهداء اليرموك" الذي اتهم حينها بمبايعة التنظيم، ولكنه واجه بالإنكار حينها، ثم تبعها احتدام المعارك بين الفصائل الثورية في حوران وما يسمى "جيش الجهاد " أو "جماعة الفنوصي" والتي بدأت بمهاجمة الفصائل في ريف القنيطرة، وانتهت المواجهات بالقضاء عليه.
وبعد الإعلان عن الهدنة في سوريا، جرت عدة مناوشات بين حركة "المثنى" وعدد من فصائل الجيش الحر تطورت إلى إغلاق الطرق والاشتباك بكافة الأسلحة منذ حوالي شهر ونصف وحتى الآن.
ويعزو العديد من الناشطين أسباب القتال إلى أجندات خفية غير معروفة أو أجندات خارجية، فيما يفسر عدد من الفصائل بأنه قتال "رد صائل" حيث أن حركة "المثنى" هي من بدأت القتال وخاصة بعد ثبوت اتهامات موجهة لها بعمليات اغتيال لشخصيات مدنية وعسكرية ثورية أبرزها قاضي دار العدل الشيخ أسامة اليتيم، وبعد انتهاجها لفكر تنظيم "الدولة" في "تكفير الفصائل" ووصفهم "بالصحوات"، حيث يقول الناطق الإعلامي لجيش اليرموك محمد رفاعي لبلدي نيوز" أتحدث بالنسبة لجيش اليرموك، هي معارك عقدية دينية، وهم خوارج وبغاة وجب قتالهم كما أفتى الكثير من العلماء".
وفي السياق ذاته تحدث أبو يوسف المسؤول الإعلامي لحركة "أحرار الشام" في درعا والقنيطرة لبلدي نيوز عن واقع المعارك في درعا والأسباب التي آلت لها الأوضاع مؤخرا.
يقول أبو يوسف "الحركة لها مشاركة في أغلب معارك التحرير في محافظتي درعا والقنيطرة ودماء شهدائنا أصدق دليل لمشاركاتنا، فهي تملأ التراب في أراضي حوران، أبرزهم القائد العسكري في الحركة أبو خليفة الذي استشهد خلال معركة (وبشر الصابرين) في ريف القنيطرة".
ويضيف أبو يوسف "معاركنا مع النظام المجرم لم تتوقف، وكان لنا مشاركة في معركة عاصفة الجنوب وصد اقتحام الشيخ مسكين ومعركة وبشر الصابرين ومعركة تحرير اللواء 52 وصد محاولة اقتحام الجمرك القديم بدرعا".
ويبين المسؤول الإعلامي "وحتى خلال هذه المعارك كنا نتعرض لكثير من محاولات الغدر من عصابات "شهداء اليرموك" وأعوانها".
وعن الواقع العسكري في محافظة درعا يختم أبو يوسف بالقول "بفضل الله وعونه فإن (أحرار الشام) مستمرون بجهادهم ضد النظام النصيري وأعوانه والعصابات الداعشية حتى اجتثاثهم من أرض الشام المباركة".