بلدي نيوز - (ليلى حامد)
أتاحت التهدئة الجزئية بالقصف في محافظة إدلب مؤخراً فرصة لممارسة الأعمال الحياتية الاعتيادية والطقوس والتقاليد كالزواج وغيره، فقد منعت المعارك والقصف العنيف الممنهج على المحافظة، منذ نيسان/أبريل الفائت، الكثيرين من إتمام طقوس الزواج، مع توقعات المزيد من التصعيد.
وقال "مروان" مقاتل في الجيش الحر من أبناء داريا "لم أرغب أن تكون أول أيام زفافي تحمل بؤساً.. توافقنا على تأجيل عقد القران، ففي رمضان تمكنت من إحضار عروسي برفقة والدتها من العاصمة دمشق، كانت لحظات محفوفة بالخوف، والدها أمضى أياماً متوتراً، ﻻ يترك الدعاء ولفافة التبغ".
يوم الخميس الفائت زف "مروان" إلى عروسه، في إدلب، وكان استأجر بيتاً صغيراً لهما.
وﻻ يختلف وضع "حسان" من أبناء ريف إدلب عن المشهد السابق، فقد مرّ هو اﻵخر بتجربة اﻻنتظار المرير كما يصفها.
حيث قال حسان، "لم تتح لنا المعارك والقصف إتمام إجراءات عقد الزواج، ورغم الخروقات من طرف النظام والروس اليوم؛ إﻻ أنّ اﻷجواء أفضل، على اﻷقل في إدلب المدينة، بالتالي؛ الفرصة تحتاج إلى استغلالها والتعجيل، للاستفادة من الوقت".
واقتصر حفل الزفاف في كِلا الحالتين على بعض الشهود والشيخ، وبعض الأصدقاء المقربين واﻷقارب، وزغاريد "خفيفة" حيث يراعي النسوة وجود الشهداء والحالة بالعموم بحسب وصف والدة "حسان".
وتوسع "حسان" في حديثه لبلدي نيوز قائلاً؛ "توقعاتنا بنقض الهدنة موجودة، لكن الحياة مستمرة، فقد رتبت أمر شراء غرفة نومٍ مستعملة، وبحالةٍ جيدة، إضافةً لبعض التجهيزات الأساسية".
والحال ذاته بالنسبة للمهجرين، مع اختلافاتٍ بسيطة عن السابق بسبب ظروف الحرب والواقع، فضلاً عن التزاوج بين العادات والتقاليد.
وتقول أم "حسان"؛ من التقاليد المتعارفة في إدلب، قيام الخاطب بوضع أوراقٍ نقدية تحت فنجان القهوة، دليلاً على أنّ الفتاة المخطوبة حظيت بإعجابه.
يتم على إثرها ما يسمى بـ"فصل النقد" -أي تحديد المهر- ومن ثم يذهب العروسين برفقة والدة العروس لشراء الذهب.
وأشارت "أم حسان" أنّ لكتب الكتاب (عقد القران) طقوسه أيضاً، فهو حفلٌ تحضره النسوة اللاتي يغنين ويرقصن ويزغردن، بينما ينفرد الرجال بغرفةٍ مع أحد الشيوخ لكتب الكتاب والشهود عليه.
ويزف العريسين بموكبٍ من السيارات إلى منزل الزوجية، وهذه من التقاليد التي تراها في بعض المناطق كإدلب وتغيب عن غيرها بحسب الظروف الميدانية، وحال ذوي العروسين.
يذكر أن موسكو أعلنت التهدئة في نهاية شهر آب/أغسطس الفائت؛ اﻷمر الذي دفع بالشباب ﻻستغلالها والتعجيل بإقامة بعض الطقوس التقليدية، حتى تبقى الذكرى حاضرةً وخالدةً في هذا اليوم حسب وصفهم.