بلدي نيوز – فراس العلي
تتواصل النداءات الدولية للأطراف في سوريا من أجل الحفاظ على استمرار هدنة "وقف إطلاق النار" في الوقت الذي يسعى النظام لاستغلال جمود الجبهات ويحاول التقدم عبر شن اقتحامات عديدة أحبطها الثوار في الأيام الماضية بكل من أرياف دمشق واللاذقية وحلب.
في المقابل، طلب وفد الهيئة العليا للتفاوض، من المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا "تأجيل المحادثات لفترة قصيرة من أجل وضع حد لخروقات الهدنة التي يقوم بها نظام الأسد، مع بقاء أعضاء الهيئة في جنيف".
وقال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة "إنه من بداية المحادثات، جعل نظام الأسد الوضع الميداني أسوأ مما كان عليه، سيما أن التقدم في أعمال جنيف مرتبط بشكل مباشر بالواقع الذي يواجهه أبناء شعبنا في سوريا، مضيفاً أنه إذا لم تتحسن الأوضاع الميدانية، فإنها ستؤثر على تقدم العملية السياسية".
وأضاف "إنه لا يمكن السماح للمحادثات بأن تكون وسيلة استغلال للنظام من أجل ممارسة العنف، فالنظام يخرق وقف إطلاق النار ويمنع وصول المساعدات الإنسانية، في حين يتظاهر بانخراطه في العملية السياسية".
من جانبه، دعا الرئيس فرانسوا هولاند، أمس الاثنين، خلال زيارة رسمية لمصر، إلى "عمل كل شيء للحفاظ على الهدنة في سوريا".
وأضاف "علينا أن نفعل كل ما هو ممكن كي تبقى الهدنة صامدة، وكي تمارس كل الأطراف المعنية الضغط اللازم لإتاحة فرصة لتحقيق الانتقال السياسي".
وجاء تصريح هولاند بعيد تأجيل الجولة الحالية من مفاوضات جنيف، إلى أن يظهر وفد نظام الأسد جدية في مقاربة ملفي الانتقال السياسي والمساعدات الإنسانية.
ويبدو أن نظام الأسد لا يزال يتمسك بخيار تشكيل حكومة موحدة مع بقاء الأسد على رأس السلطة، وسط رفض تام من الهيئة العليا للمفاوضات، ومعظم السوريون على الأرض بقاء الأسد بأي شكل من الأشكال.
وكانت وكالة "تاس" الروسية" نقلت، أمس الاثنين، عن المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة، بورودافكين قوله "إن روسيا تدعم اقتراح النظام بتشكيل حكومة وحدة، وكان النظام السوري قدم اقتراحات بناءة حول تشكيل حكومة وطنية".
وتتنافى تصريحات المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة، مع ما نصّ عليه بيان جنيف لعام 2012، والذي تطالب فيه المعارضة، حيث ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي، وليس حكومة وحدة وطنية كما يريدها وفد نظام الأسد.
وذكر الكرملين في بيان "إن بوتين وأوباما بحثا تفاصيل الأوضاع في سوريا، وأكدوا خصوصاً عزمهما على المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية".
وذكر البيان "إن بوتين ركز على ضرورة التفرقة بين المعارضة السورية المعتدلة وتنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وكذلك ضرورة إغلاق الحدود بين سوريا وتركيا" والتي تقول روسيا "إن مقاتلين متشددين" يمرون عبرها إلى سوريا، حسب زعمها.
من جهته، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية "إنه يجب على روسيا استخدام نفوذها على الحكومة السورية لوقف الهجمات التي تهدد اتفاق وقف الأعمال العدائية القائم منذ سبعة أسابيع وترهن نجاح مفاوضات السلام الحالية في جنيف".
يذكر أنه منذ إعلان واشنطن وموسكو عن اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا من أجل دعم محادثات جنيف، أعلنت معظم الفصائل الثورية على الأرض التزامها بالهدنة دعماً لمواقف الهيئة العليا للتفاوض في جنيف، بينما يحاول نظام الأسد إلى الآن استغلال الهدنة والتقدم نحو مناطق استراتيجية في مناطق عديدة.