تفاهم "أميركي روسي" لإخراج إيران ومحاربة "القاعدة" في سوريا - It's Over 9000!

تفاهم "أميركي روسي" لإخراج إيران ومحاربة "القاعدة" في سوريا

بلدي نيوز
أسفرت المفاوضات بين واشنطن وموسكو عن "تفاهمات سورية" تسمح للجيش الأميركي بتوجيه ضربات جراحية في شمال غربي سوريا تستهدف متطرفين قريبين من تنظيم "القاعدة" يشكلون خطراً على الأمن القومي الأميركي، بالتزامن مع قيام روسيا بـ"خطوات صامتة" لتحجيم نفوذ إيران في المؤسسات العسكرية والأمنية السورية.
وكان وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" قدم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي منتصف مايو (أيار) الماضي بحضور المبعوث الأميركي جيمس جيفري، مسؤول الملف السوري في الإدارة الأميركية، خطة من 8 نقاط، هي: العمل لتنفيذ القرار "2254"، والتعاون في ملف محاربة الإرهاب و"داعش"، وإضعاف النفوذ الإيراني، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل، وتوفير المساعدات الإنسانية، ودعم الدول المجاورة، وتوفير شروط عودة اللاجئين، إضافة إلى إقرار مبدأ المحاسبة عن الجرائم المرتكبة.
واستمعت روسيا وقتها بإيجابية إلى الخطة الأميركية، لكن الخلاف كان حول تسلسل تنفيذها، بعد ذلك، جرت مفاوضات سياسية وأمنية شملت الاجتماع الثلاثي في القدس الغربية بين رؤساء مجالس الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي، إضافة إلى محادثات جيفري مع نظرائه في الخارجية الروسية، كما قام المبعوث الأميركي بجولة شملت عواصم بينها باريس وبروكسل وبغداد.
وبنفس السياق حدد جيفري "النجاح الأميركي" في سوريا بتحقيق مجموعة أهداف شملت وقف النظام عمليات القمع، ووقف تهديداته للدول المجاورة، وعدم وجود تهديد بالأسلحة الكيماوية، وعودة اللاجئين، ومغادرة إيران، ومحاربة الإرهاب، ووقف تهديدات داعش.
وأبلغ المسؤول الأميركي"جيفري" محاوريه بأن واشنطن تدرك تعقيدات البيئة التي يعمل فيها بوتين في سوريا وهي تريد مساعدته؛ رغم صعوبة معرفة ما يريده بوتين بالضبط، وعراقيل داخل الإدارة الأميركية بسبب اتهامات بتدخل روسي في انتخابات عام 2016.
وكان من اللافت أن الجانب الروسي سمع مطالب أميركا (وإسرائيل) بانسحاب إيران العسكري من سوريا وخروج جميع القوات وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 2011، لكن في الوقت نفسه حرص المسؤولون الروس على إرسال "رسائل طمأنة" لإيران ونفي حدوث صفقات على حسابها، إضافة إلى ربط مسؤولين روس خروج إيران بخروج القوات الأميركية من سوريا وتفكيك قاعدة التنف.
ولوحظ أن إسرائيل شنت غارات على مواقع إيران في سوريا هي الأعنف منذ مايو (أيار) الماضي بعد أيام على الاجتماع الثلاثي في القدس الغربية، حيث إن روسيا لم تشغل منظومة صواريخ "إس300" التي نشرتها في سوريا، واكتفت بحملة إعلامية ضد الغارات على عكس صمت سياسي وإعلامي بعد غارات سابقة. تزامن ذلك مع قيام الرئيس بشار الأسد بتغييرات جذرية في قيادة أجهزة الأمن الأربعة.
وتناول التقدم في خط واشنطن - موسكو الملف الثاني المتعلق بمحاربة الإرهاب، وأولى ثمرات ذلك كانت استهداف الجيش الأميركي اجتماعا لقياديين من تنظيم مرتبط بـ"القاعدة" بداية الشهر الحالي، في ضربة هي الأولى للولايات المتحدة في هذه المنطقة منذ أكثر من عامين.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية شنّ غارة ضد قيادة تنظيم (القاعدة) في سوريا استهدفت منشأة تدريب قرب محافظة حلب شمالا.
واستهدفت العملية، وفق البيان، عناصر من تنظيم (القاعدة) في سوريا مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء وأعلن وقتها تنظيم "حراس الدين" استهداف "المعهد الشرعي" التابع له في ريف حلب الغربي "الراشدين"، "ما أسفر عن مقتل ثلة من الإخوة المجاهدين"، وفق مصادرهم.
وتشكل منطقة شمال غربي سوريا وفق بيان القوات الأميركية "ملجأ آمنا ينشط فيه قياديون من تنظيم (القاعدة) في سوريا لتنسيق أنشطة إرهابية والتخطيط لاعتداءات في المنطقة وفي الغرب".
وأكدت مصادر أن الغارة الجديدة بداية الشهر جاءت في إطار تفاهم تم التوصل إليه مع روسيا، حيث شعرت الولايات المتحدة بضرورة قصف هؤلاء المقاتلين.
الجدير بالذكر أن بوتين وترامب اجتمعا على هامش "قمة العشرين" في أوساكا اليابانية الأسبوع الماضي، لكن لم يطرح الملف السوري إلا من زاوية التصعيد الإيراني والتوتر التركي ولكن دلائل التفاهمات الروسية الأمريكية ترسم على الواقع.
المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

رأس النظام يلتقي وزير الدفاع الإيراني

"الدفاع التركية" تعلن تحييد عناصر من "العمال الكردستاني" شمالي سوريا

في ظل الفلتان الأمني.. نحو 13 قتيلا في درعا خلال أسبوع

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

درعا.. تشكيل قوة تنفيذية أهلية في جاسم لمواجهة المخاطر الأمنية