بلدي نيوز- (خاص)
يتعرض ريف إدلب وريف حماه الشمالي لهجمة مكثفة من طائرات النظام السوري مدعوم بالطائرات الحربية الروسية، بهدف تدمير القرى والبلدات التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتهجير ساكنيها.
وفي الوقت الذي تشتد حدة المعارك وسقوط مئات القتلى والجرحى من قوات النظام، ورده بارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل؛ يعرض تلفزيون النظام الرسمي يومياً برامج الرقص والمسابقات، في ظل أجواء ترفيهية غير معنيين بما يجري على الأرض.
وفي الصدد؛ قال (حسام ٣٠ عاماً) وهو من الموالين للنظام؛ "قتل شقيقي الأصغر في معارك ريف حماة الأخيرة، وأنا أسأل نفسي كل يوم، من أجل ماذا قتل أخي وخسرناه، وتزداد الحسرة في قلبي أكثر عندما أشاهد التلفزيون الرسمي، وهو يعرض يومياً حفلات الغناء والرقص، ولا يوجد أي مراعاة للدماء التي تسيل على الأرض".
ويعتقد محللون أنّ النظام تمكّن من خلق فجوة بين أفراد المجتمع، يستحيل ترميمها على اﻷقل في المدى القريب.
ويرون أنه في الوقت الذي كانت تقصف فيه بلدة الهامة بريف دمشق الغربي بصواريخ الفيل والبراميل المتفجرة، كان سكان حي النازحين الموالي يهللون لذلك".
ذات السيناريو تكرر في شطري حلب الغربي والشرقي يوم كانت تدكّ بالصواريخ، وما الصمت واللامباﻻة إلا نتيجة منطقية لترويض نظام اﻷسد الشارع الموالي وفق سياسة كم اﻷفواه.
وقال الباحث اﻻجتماعي الدكتور، محمد الشيخّ؛ "لم يخرج الوريث بشار عن سياسة أبيه التي رسخت طيلة عقود لمبدأ تبناه الناس، قائم على نظريةٍ انهزامية، تقول؛ "أمشي الحيط الحيط ويالله الستر، مادخلنا، ويصطفلوا، بدنا نعيش، كنا عايشين".
ويعلق نشطاء أنّ المذابح التي تحدث بتوقيع اﻷسد، مفارقة سورية تستدعي دق ناقوس الخطر، فلا مراعاة لحرمة الدماء والموت، ففي منطقةٍ حمم اﻷسلحة المحرمة دولياً، وعلى بعد عدة أمتار رقصٌّ وزمر.
وتعلق ليلى وهي طالبة حقوق في السنة الأخيرة؛ "نحن شعب منقسم، حتى المؤيدين لم يعد أحدٌ يهتم بقتلاهم، أشاهد يومياً ما يحصل في جميع أنحاء سوريا، في الشمال مجاز وأطفال شهداء، وفي حماة مئات الجثث يومياً تأتي إلى اللاذقية وقراها، أما على شاشة التلفزيون السوري لن ترى سوى الرقص والغناء، في الخيم الرمضانية التي لا تمت لرمضان بأي صلة".
بينما قالت مقدمة برنامج "خيمة رمضانية" على التلفزيون الرسمي السوري، "استخسرتوا فينا هالبسط، صرلنا ٨ سنين عذاب وألم وهلا بلشت سوريا تتعافى، بدنا ننبسط ونرقص".