واشنطن بوست: "إرث أوباما في سورية" إبادة جماعية مروعة! - It's Over 9000!

واشنطن بوست: "إرث أوباما في سورية" إبادة جماعية مروعة!

واشنطن بوست – ترجمة بلدي نيوز

إن غرق سورية والعراق في حرب تبدو من دون نهاية، وهي كارثة طويلة الأمد بسبب سياسة الرئيس أوباما، فعلى الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي عزز فقط استمرار حكم الأسد وانتصار روسيا الجيوسياسي، وبعض المكاسب في العراق، إلا أن الحقائق على الأرض تغيرت بشكل لا يمكن إصلاحه.

وربما الرؤساء اللاحقون قد يكونوا قادرين على وقف سعي إيران المستمر للأسلحة النووية على الأرجح باستخدام القوة (وذلك بفضل الرئيس اوباما)، ولكن لا يمكن أن يعود الزمن ليحول دون وقع المجازر والإبادة الجماعية التي حصلت في سورية.

في 17 آذار، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "هدفي من الظهور أمامكم اليوم هو لأوكد أن تنظيم الدولة الإسلامية هو المسؤول عن الإبادة الجماعية ضد المجموعات في المناطق الخاضعة لسيطرته، بما في ذلك اليزيديين والمسيحيين والمسلمين الشيعة، فالتنظيم أعلن أنه مرتكب للإبادة الجماعية، من خلال أيديولوجيته، أفعاله، واقواله، وما يؤمن به، إن داعش مسؤول عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي التي تستهدف هذه المجموعات نفسها، وأيضا في بعض الحالات ضد المسلمين السنة والأكراد والأقليات الأخرى".

وأضاف: "هدفنا، بعد كل شيء، هو ليس فقط هزيمة داعش -لنجد أنه في غضون سنوات قليلة قد تظهر جماعة ارهابية جديدة مع اسم جديد، هدفنا هو تهميش وهزيمة المتطرفين العنيفين مرة واحدة وإلى الأبد".

وبهذا المعيار، تكون إدارة أوباما قد فشلت فشلاً ذريعاً، فبطبيعة الحال، التنظيم مسؤول عن جزء فقط من الفوضى، إلا أن استمرار حكم الأسد، والذي استخدم مراراً الأسلحة الكيماوية دون وجود أي عواقب حقيقية أو دائمة ضده، كما شن حرباً دامية على الشعب السوري، أودت بحياة ما لا يقل عن 300.000 الف سوري، وتحول الملايين إلى لاجئين، كل ذلك هو جزء هام من إرث أوباما، وبعبارة أخرى، فإن فريق أوباما ترك وراءه أكثر من إبادة جماعية.

كيف سنخبر أطفالنا أننا سمحنا لهذا الشر أن يحدث في سورية، لأن الكثير من الناس استسلموا لأحلك غرائزهم الإجرامية، ولأن العديد من الآخرين فضلوا الصمت! يجب علينا أن نخبر أطفالنا، بل أكثر من ذلك، يجب علينا أن نعلمهم، لأن التذكير دون حل هو لفتة جوفاء، فالإدراك للمشكلة دون العمل لا يغير شيئا، ومن هنا.. جملة " لن تحدث مجدداً" والتي يستخدمها السياسيون كلما وقعت مجزرة او إبادة جماعية... هي تحد لنا... "لن تحدث مجددا" هي تحدي لكل دول العالم، إنها الحقيقة المرة -ففي كثير من الأحيان فشل العالم في منع قتل الأبرياء الذي يتم على نطاق واسع- ولذلك ستلاحقنا هذه الفظائع ما حيينا.. لأننا لم نعمل على وقفها، وحيوات أبرياء لم نحافظ عليها.

باختصار، نحن بحاجة إلى أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع والرد على هذه الأنواع من الأعمال الوحشية، لأن السيادة الوطنية ليست أبدا رخصة لذبح شعبك..

"لإيلي ويزل والناجين من المحرقة الذين هم هنا الآن، شكراً لكم لعدم الاستسلام (تصفيق) لأنكم مهدتم لنا الطريق... لأنكم لم تستسلموا ولم تتخلوا عن إيمانكم، نحن أيضاً سنواصل ذلك وسنسعى لمستقبل حيث هناك كرامة لكل إنسان"، هذا ما قاله أوباما في متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة منذ ما يقرب من أربع سنوات، ولكن في الواقع، يبدو أن الإدارة الأمريكية لم تتعلم شيئاً من تقاعسها في مواجهة الإبادة الجماعية، حيث تكرر الولايات المتحدة سياستها الحيادية وترفض شجب دولة زميلة لها لجرائمها الوحشية بشكل رسمي، ومراراً وتكراراً يكون المسؤولون الأمريكيون على علم بالأعداد الكبيرة للمدنيين التي قتلت في المجازر، ولكن هذه المعرفة سيتم التقليل من شأنها بسبب تبريرهم أن موقفاً حازماً من الولايات المتحدة في معالجة الأزمة لن يغير شيئا.

وفي الكتاب الحائز على جائزة البوليتزر "مشكلة من الجحيم: أمريكا وعصر الإبادة الجماعية" للكاتبة وسفيرة الأمم المتحدة حالياً سامانثا باور، والذي كتب قبل أن تبدأ العمل في إدارة أوباما، يقدم الكتاب الذي نشر عام 2002 وصفاً مناسبا وصريحا للإدارة التي تعمل معها المؤلفة الآن: "إن السبب الحقيقي بأن الولايات المتحدة لم تفعل شيئاً لمنع وإيقاف الإبادة الجماعية ضد الأرمن، الخمير الحمر ضد شعبه في كمبوديا، والمسيحيين ضد المسلمين في البوسنة، وصدام حسين ضد الأكراد في العراق، الهوتو ضد التوتسي في رواندا، لم يكن بسبب نقص المعرفة بما يحدث، ولكن بسبب عدم وجود الإرادة، فببساطة القادة الأمريكيون لم يقوموا بذلك ليس لأنهم لا يريدون ذلك، لأنهم يؤمنون بأن الإبادة الجماعية والمجازر هي جرائم، ولكنهم لم يكونوا مستعدين للاستثمار في الجيش، ورأس المال السياسي المالي والدبلوماسي، أو المحلي اللازم لوقف هذه الفظائع، وكانت السياسة الأمريكية ماهرة في إيجاد رد على كل حالة من حالات الإبادة الجماعية، وهي ليست نتيجة عرضية للإهمال، بل هي خيارات مدروسة أدلى بها صناع القرار الأكثر تأثيراً في هذا البلد بعد تقييم التكاليف والفوائد (والتي لا يصرح عنها).

في كل حالة، كان صناع السياسة الأمريكية في السلطة التنفيذية (عادة بدعم سلبي من معظم أعضاء الكونغرس) يحققون هدفين، أولاً: تجنب الانخراط في الصراعات التي لا تمثل تهديداً يذكر للمصالح الأمريكية، وثانياً: احتواء التكاليف السياسية وتجنب وصمة العار الأخلاقية المرتبطة بالسماح باستمرار المجازر.

وعلى العموم، تحقق الولايات المتحدة دائماً كلا الهدفين، ومن أجل احتواء التداعيات السياسية، يقوم المسؤولون الأمريكيون بالمبالغة في إضفاء الغموض على الحقائق، فيتلاعبون بعدم جدوى وخطورة التدخل العسكري، ويتجنبون بشكل حازم أي ذكر أو استخدام لكلمة "إبادة جماعية" لأنها تحمل في طياتها مسؤولية قانونية وأخلاقية، وبالتالي سياسية، تحتم عليهم ضرورة التحرك، ويلجؤون أخيراً إلى العمليات العادية البيروقراطية للسياسة الخارجية التي من شأنها إعطاء إيحاء بالمداولات المستمرة والنشطات المعقدة والقلق الشديد!

وبعد أربع سنوات من العمل التافه، وعقب إدانة مريرة من نقاده لرفضه بذل أي جهد، ورفضه مشورة العديد من المسؤولين في الأمن القومي -يغير الرئيس الأمريكي الآن لهجته- فالآن الشرق الأوسط في فوضى عارمة، وهو غير قادر على أن يزعج نفسه باتخاذ قرار، وقال الرئيس الأمريكي في مقابلة أجراها مؤخراً مع الصحفي جيفري غولدبرغ، بما يتعلق بالخط الأحمر الذي كان قد هدد الرئيس السوري بعواقب تجاوزه: "لقد أتيت للسلطة وفي اعتقادي أن السلطة التنفيذية في قضايا الأمن القومي واسعة جداً، ولكنها ليست بلا حدود، وأنا فخور لأني تحديت بطريقة أو بأخرى "قانون اللعب " في واشنطن عندما رفضت قصف مواقع النظام السوري".

ولكن في الواقع، وكما أقر الرئيس الأمريكي وسفيرة الأمم المتحدة في الماضي، إن "قواعد اللعبة في واشنطن" على مدى عقود هي أن لا تفعل شيئاً لمنع المجازر والإبادة الجماعية، وإيجاد عذر لعدم التحرك، لقد أصبح هؤلاء الساسة ما كانوا يستنكرونه سابقا، وهو التقاعس وإيجاد الأعذار دائماً لحيادتهم وسلبيتهم تجاه معاناة إنسانية وكارثة لا يمكن تصورها، ناهيك عن الهزيمة الجيوسياسية.

إن الولايات المتحدة قد أنشأت أسطولاً من الرجال القش –وربما وجد أوباما ما يبرر له فشله ويسمح له أن ينام في الليل، ولكن في الواقع ليس هناك تبرير للسلبية والحياد في مواجهة الإبادة الجماعية عندما تتزامن مع المصالح الإنسانية والاستراتيجية، وخصوصاً عندما كان الحد الأدنى من أي عمل، في وقت مبكر، يمكن أن يجعلنا نتفادى النتائج الكارثية التي حلت بسورية، وربما ستكتب سامانثا باور عن ذلك، يوماً ما.

 

مقالات ذات صلة

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"الدفاع التركية" تعلن تحييد عناصر من "العمال الكردستاني" شمالي سوريا

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

إيران تواصل تحركاتها وتبديل مواقعها بعد استهدافها من "التحالف"