بلدي نيوز - (متابعات)
بعد بث القناة الفرنسية الثانية فيلما وثائقيا مؤلما للغاية حول اغتصاب النساء السوريات في سجون نظام بشار الأسد، لم يعد أمام الرئيس إيمانويل ماكرون من خيار آخر غير سحب وسام جوقة شرف فرنسا من الدكتاتور السوري.
هذا ما جاء في تدوينة جان بيير فيليو الباحث وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة سيانس بو، في صحيفة لوموند الفرنسية.
وبُث فيلم "سوريا.. الصرخة المكبوتة" الذي يتحدث عن الاغتصاب الممنهج للسوريات في سجون الأسد ، يوم الـ 12 من ديسمبر/كانون الأول 2017، ووردت فيه شهادات يندى لها الجبين عن استخدام "سلاح دمار المرأة والمجتمع" بغية "وأد الثورة"، ووفق ما ورد بهذا الفيلم فإن حوالي 90% من النساء اللاتي اعتقلن تعرضن للاغتصاب، حسب موقع الجزيرة.
ويذكر فيليو بأنه دق ناقوس خطر هذه الممارسات في مقال له عام 2013، مؤكدا أن جنود الأسد استخدموا الاغتصاب الممنهج لكسر إرادة السكان المعارضين للنظام "إذ لم يكن الطاغية بشار يريد بذلك إهانة السوريات بهذه الطريقة البشعة فحسب، وإنما أيضا دفعهن إلى الاستكانة الأبدية والتقوقع في حداد مرير من الفشل المخجل".
وأضاف أن "الصرخة المكبوتة" للضحايا لا يمكن إلا أن تبعث الروح من جديد في الحملة المطالبة بسحب "وسام جوقة الشرف" الفرنسي من "الطاغية" الأسد والذي منحه إياه الرئيس الأسبق جاك شيراك عام 2001.
وأشار بهذا الصدد إلى أن ماكرون وجد نفسه أمام أمر واقع لم يتصرف سابقوه بشأنه، لكنه يذكِّر الرئيس بقوله مؤخرا إن الأسد "مجرم" ينبغي أن يقف أمام المحاكم الدولية عن الجرائم التي اقترفها.
ويقول فيليو إن ماكرون شرَّف فرنسا عندما سحب هذا الوسام من هارفي وينشتاين الذي يحاكم بقضايا تحرشات وجرائم جنسية، فلماذا لا يفعل الشيء نفسه مع بشار الذي كانت لديه حتى قبل بث "الصرخة المكبوتة" سلسلة طويلة من الجرائم البشعة.
وبما أن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أعلن في وقت سابق أن سحب هذا الوسام من بشار أمر "شرعي" فإنه قد حان الوقت لاتخاذ هذا الإجراء، اللهم إلا إذا كانت ثمة نية مبيتة لتجاهل الصرخة المكبوتة بشكل عنيف لكل السوريات، وفق تعبير الكاتب.