بلدي نيوز – (متابعات)
اهتمت مجلة فورين أفيرز الأميركية بالأوضاع في سوريا، في ظل الحرب التي توشك على الانتهاء، وأدوار اللاعبين الرئيسيين الخارجيين فيها، وقالت إن "إسرائيل" ترسم خطا أحمر لإيران في البلاد، وتساءلت عما إذا كانت روسيا قادرة على منع نشوب حرب جديدة تبدو محتملة بسوريا بين "إسرائيل" وإيران.
ونشرت المجلة مقالا للكاتب مائير جافيدانفار قال فيه إنه عندما قصفت إسرائيل في وقت مبكر من الشهر الجاري موقعا عسكريا قرب دمشق، بزعم أنه يأوي قوات إيرانية، فإن إسرائيل أرادت أن توجه رسالة واضحة، حسب موقع "الجزيرة نت".
وقال كاتب المقال إن مفاد هذه الرسالة بأن إسرائيل لا تقبل وجودا عسكريا إيرانيا في سوريا، وأن هذه الضربة تمثل خطا أحمر واضحا للقادة الإيرانيين، وهو الذي أوضحه أكثر رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو، عبر تقرير فيديو تم نشره بعد ساعات من الضربة.
وصرح نتنياهو في كلمته المسجلة بأننا "لن نسمح" لإيران بترسيخ نفسها عسكريا في سوريا، حيث تسعى لغرض صريح يتمثل في "القضاء على دولتنا".
وقال الكاتب إن "إسرائيل" لا تريد أن تصبح سوريا قاعدة أخرى للنظام الإيراني وحلفائه، خاصة أن القوات الموالية لإيران في لبنان تشكل تهديدا لها.
وأشار إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي، سبق أن هدد في 2015 بأن إسرائيل لن ترى نهاية السنوات الـ25 القادمة، وأن إيران ستدعم أي جهة تضرب إسرائيل.
واستدرك الكاتب أن التدخل العسكري الروسي في سوريا خريف 2015 أحدث تحولا مهما في البلاد، وأن إيران لم تعد تمثل القوة الأجنبية الأقوى في سوريا.
وقال إن الأهداف الروسية والإيرانية في سوريا تبدو متسقة، لكنها قد تتغير مع دخول الحرب في سوريا مرحلة جديدة، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يتردد في العمل ضد إسرائيل إذا لزم الأمر.
وأوضح أن لروسيا وإيران مصالح مشتركة في سوريا، وأن هذه المصالح المشتركة قد تساعد "إسرائيل" على تنفيذ خطها الأحمر ضد إيران.
وأضاف أن روسيا تسعى لإيجاد تسوية سلمية في سوريا، وأن الوجود الدائم للمليشيات الشيعية الموالية لإيران في سوريا يشكل تهديدا لاستقرار المنطقة برمتها.
وقال إن روسيا لن تكون قادرة على إعادة إعمار سوريا التي تكلف ما لا يقل عن 250 مليار دولار، وأضاف أنه لا الغرب ولا السعودية ستستثمر في هذا المشروع، وذلك إذا كانت الحرب بين إسرائيل والقوات الموالية لإيران في سوريا تبدو مرجحة.
وأضاف أن موسكو تعترف بأن "إسرائيل" يمكن أن تقوي يدها عندما يتعلق الأمر بإقناع الأسد بأنه لا ينبغي أن يسمح لإيران بتنفيذ خططها الواضحة لإنشاء قاعدة عسكرية دائمة في سوريا، حيث إن هناك تعاونا ضمنيا بالفعل بين الإسرائيليين والروس بشكل يقوض دور طهران بهذا الصدد.