بلدي نيوز
تحدث تقرير لموقع "بازفيد" الأمريكي عن دور مرتزقة "فاغنر" الروسية التي دعمت نظام الأسد منذ تورط روسيا في الحرب في عام 2015.
وقال التقرير، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان حريصاً على عدم التسبب بخسائر في صفوف الجيش الروسي، وخشيَ من ردة فعل الداخل على التدخل في الحرب السورية في حال سقوط قتلى من الجنود الروس، وعلى هذا الأساس اتبع النمط الأمريكي ذاته، مقدماً تجربة "فاغنر" ومعتمداً على النفط السوري لتمويل المجموعة، بمساعدة من النظام، مما يغطي تكاليف الحرب ولو بشكل جزئي.
تولت القوات الجوية الروسية قصف مناطق الثوار، وعمل الضباط الروس مع الوحدات العسكرية المحلية والمليشيات الموالية للنظام بينما أوكل لـ "فاغنر" دوراً أكبر، لدعم قوات النظام المنهارة.
وقام مرتزقة "فاغنر" الأكثر مهارة بتدريب بقايا جيش النظام، والميليشيات الموالية للأسد، وخاض مقاتلو المجموعة معارك حربية أدت إلى مقتل العديد منهم.
وقال رجل أعمال سوري، قام بتنسيق الأعمال بين "فاغنر" والنظام في دمشق، إن المجموعة كانت تدفع نوعين من الرواتب، الصنف الأول مخصص للأعضاء رفيعي المستوى وهم بمثابة "ضباط" ويتقاضون ضعف أجور المقاتل العادي.
وقال متحدثاً شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن تركيز "فاغنر" كان ينصب على الأرباح من حقول النفط والغاز والتي تخضع لسيطرة الجيش الأمريكي والقوات المحلية المتحالفة معه.
وقال مايكل كوفمان، الخبير في الجيش الروسي، إن "فاغنر، مٌنظمة للعمل ضمن وحدات تكتيكية، ولديها ضباطها وقوانينها".
وأضاف كوفمان، والذي كان يقدم المشورة لكبار المسؤولين العسكريين والحكوميين في روسيا، إن "أنشطة فاغنر، تتم بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية" إلا أنها علاقاتها مع الاستخبارات في الوقت نفسه تبقى غامضة، مما يجعلها مزيج من القطاع العام والخاص، أو بمثابة عمل مشترك يموله رجل أعمال مقرب من بوتين، وتشترك به الاستخبارات العسكرية.
اعتمدت الولايات المتحدة على نموذج مشابه ضمن مجموعة "بلاك ووتر" في العراق والتي أوكلت إليها مهام تأمين "المنطقة الخضراء" في بغداد.
وشن مرتزقة "فاغنر" هجوماً في شباط 2018، استهدف القوات الأمريكية وعناصر محلية متمركزة في "حقل كونوكو" النفطي بالقرب من نهر الفرات في شرق سوريا.
وقال كوفمان إن الهجوم مثال على طريقة عمل المرتزقة في روسيا "شنوا غارة في منطقة حرب، كان الهدف منها جني الأموال لتأمينهم" وقال إن الحدث كان "إخفاق لروسيا".
ورأى آخرون المعركة، كجزء من الجهود الروسية الساعية لمعرفة حدودها في الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها. وقال مايكل كاربنتر، المدير السابق لمجلس الأمن القومي الأمريكي المسؤول عن روسيا، إن "مرتزقة فاغنر الروس كانوا على معرفة أنهم يتجاوزون الخط الأحمر عند عبورهم الفرات لمحاولة الاستيلاء على مصنع كونوكو. اعتقدوا أن القوات المحلية و شركاءهم الأمريكان، سيتم ترهيبهم عبر استعراض القوة هذا".
وأضاف "يتناسب هذا مع تكتيك الجيش الروسي، الذي يسعى لاختبار مقاومة الخصم. وفي حال عدم حصوله على مقاومة يستمر في العملية، إلا أنه وفي هذه الحالة، قام سلاح الجو الأمريكي بتقويض المرتزقة الروس".
وقال شون مكفيت، المتعاقد العسكري الخاص السابق، والزميل في "المجلس الأطلسي" إن "فاغنر" تمثل الوضع الطبيعي الجديد، ليس فقط بالنسبة لروسيا ولكن بالنسبة للعديد من القوى العالمية بما في ذلك الولايات المتحدة. وأضاف قائلاً "هناك حرب تحدث تحت الأرض.. فاغنر، هي إحدى علامات هذه الحرب".
عمل مكفيت، بشكل مشابه مع مقاولين عسكريين تم تجنيدهم من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في أفريقيا. وقال موضحاً "حالياً، يتم الاستعانة بمصادر خارجية للقيام بالمهمات التي كانت تقوم بها القوات الخاصة أوكالة الاستخبارات المركزية".
وقال إن الولايات المتحدة هي واحدة من أكبر الدول التي تعتمد على متعاقدين من القطاع الخاص، المرتزقة، للحفاظ على وجودها الخارجي المنتشر حول العالم، بينما تقوم في الوقت نفسه بتخفيض عدد قواتها العسكرية على الأرض.
وأشار تقرير صدر العام الماضي من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى وجود أكثر من 5,000 مقاتل خاص في العراق وسوريا، في طريقة مشابهة لـ "فاغنر". وتساءل مكفيت "هل يمكن للولايات المتحدة انتقاد روسيا لاستخدامها متعاقدين خاصين؟ لا أعتقد ذلك، لقد قمنا نحن بتشريع هذه العمل من قبل".
المصدر: أورينت نت