بلدي نيوز- (ليلى حامد)
تزداد معاناة المدنيين في الشمال، الذي بات بين سندان الحرب والواقع المعيشي الذي فرض إيقاعه، ودخل معظم البيوت، ليصبح الغلاء في أسعار المواد الغذائية شغل الناس الشاغل.
تقول السيدة "أم محمد" بشيء من الفكاهة التي يخالطها الألم؛ "سنهجر البندورة طوعاً، وننسى وجبة البطاطا حيناً، ونستغني عن الملفوف والبقدونس زمناً ونؤجل أكلة التبولة حالياً".
ويشهد الشمال السوري ارتفاعاً للأسعار أرهق الأهالي وأتعبهم وسط غياب فرص العمل، وخاصة في أسواق الخضار التي تشهد تراجعاً كبيراً في القدرة الشرائية للناس حسب قول خالد العوض صاحب بسطة الخضار في سوق إدلب الشعبي، ويضيف: "الأسعار ترتفع بشكل خيالي وسريع بين الوقت والآخر، وذلك له أسباب كثيرة منها؛ احتكار التجار للخضار وتصديرها لمناطق سيطرة النظام، إضافة لتكلفة الخضار المرتفعة والقادمة من مناطق النظام بسبب الحواجز والمعابر بين المناطق السورية".
ويرجح "فارس السيد" خريج كلية الاقتصاد من مهجري دمشق، "إن ارتفاع الأسعار يرجع إلى عدة نقاط، في مقدمتها تدني سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، فوضى السوق والانفلات، وبالطبع النفوس الضعيفة ومسألة الاحتكار، دفع المال على الحواجز لنقل البضائع من مناطق النظام إلى المحرر، إضافةً إلى تكلفة الوقود الكبيرة بسبب طول المسافات، ارتفاع تكاليف الزراعة".
مضيفاً؛ "من المؤكد أن كل تلك التكاليف سوف تجير على حساب فاتورة البيع، التي يدفعها المشتري وفوقها هامش الربح، وبحكم اهتمامي يمكن التأكيد أن معظم الأسعار بالنسبة للمواد الغذائية، سجلت زيادة
بنسبة ﻻ تقل عن 50% عن الأسعار خلال الشهر الفائت، والمشكلة عدم وجود جهات مختصة ترصد وتتابع هذا الواقع".
وسجلت بعض الخضروات التي تعتبر أهم مكونات المطبخ السوري الفقير بحسب وصف البعض، الأسعار التالية: "كيلو البطاطا تجاوز 300 ل.س، وكيلو البندورة من 400 إلى 600 ل.س حسب جودتها، أما البقدونس فسعره 100 ل.س، الخيار 400 ليرة، الباذنجان الأسود 500، الليمون 220، الموز 600، التفاح 250، البرتقال 225، الكيوي 550، الفليفلة 1200".
وطالت الاتهامات حكومة "الإنقاذ" التي تعتبر الطرف الإداري المسؤول عن متابعة المشهد الاقتصادي، باعتباره الركيزة الأساسية لها.
فيما رجح موظف في حكومة "الإنقاذ" رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية؛ أن الموضوع يرتبط أيضا بتوسع حركة التبادل التجاري بين المحرر ومناطق النظام، عبر معبر مورك شمال حماة، والمنصورة في ريف حلب الغربي.
وفي السياق؛ التاجر "خالد الراعي" في سوق إدلب؛ بيّن أن معاناة الناس تزداد في الشمال السوري حتى كأنهم يحاربون في لقمة عيشهم، مشيرا إلى عزوف أكثر الفلاحين عن زراعة البيوت البلاستيكية بسبب الغلاء والخوف من احتراقها، نتيجة القصف خاصة في منطقة الروج الوسطاني.
مضيفا؛ تصل الإتاوات على الحواجز التابعة للنظام إلى 150 ألف ليرة سورية على كل سيارة.