ماذا بعد القضاء على تنظيم داعش؟ - It's Over 9000!

ماذا بعد القضاء على تنظيم داعش؟

بلدي نيوز
يقول الكاتب دانيال بيمان إن الولايات المتحدة تعتبر بارعة للغاية في توظيف القوة العسكرية للقضاء على الإرهابيين، غير أن التهديد يبقى قائما ما لم تتبنّ خطة فعلية لإدارة المناطق التي كانت سابقا تحت حكم وسيطرة تنظيم "داعش".
ويضيف بيمان -وهو زميل في مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنغز- في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، أنه على امتداد أربع سنوات ومنذ إعلانه قيام "دولة الخلافة" في العراق وسوريا، سيطرت القوات الموالية لأبي بكر البغدادي على منطقة ناهزت مساحتها مساحة بريطانيا، وبات البغدادي "خليفة" لنحو عشرة ملايين شخص.
ويضيف أنه من خلال أسر عبيد وتبني هجمات إرهابية وتصوير مقاطع فيديو لعمليات قطع رؤوس بعض الرهائن، والترويج لقضيته دون هوادة عبر وسائل الإعلام، تمكن تنظيم "داعش" من ترهيب العالم وبث الرعب فيه، ليصبح شغله الشاغل.
ويستدرك بالقول إن أمر تنظيم "داعش" اختلف الآن، فقد انهارت "دولة الخلافة" مع سيطرة القوات الكردية المدعومة من جانب الولايات المتحدة على آخر منطقة كانت خاضعة للتنظيم.
ويقول الكاتب إنه يوجد الكثير من الدروس التي يمكن استخلاصها من النجاح الذي حققه التنظيم في البداية، ومن انهياره السريع. ويوضح أن السيطرة على المناطق كانت بمثابة أفضلية وكارثة على حد سواء بالنسبة للجماعات المتطرفة، فمن جهة كانت الدعوة إلى إقامة "دولة الخلافة" بمثابة وسيلة لإغواء من سيتحولون فيما بعد إلى "جنود الخلافة"، مما ساهم في استقطاب عشرات الآلاف من المتطوعين من العالم العربي وأوروبا وآسيا الوسطى.
ويضيف أنه من خلال عمله على تسليط ضريبة على المزارعين والمنتجات التي يزرعونها ويبيعونها والاستفادة من الاحتياطيات النفطية التي تقع تحت سيطرته، وحشد مقاتلين شباب، تمكن التنظيم من بناء جيش قوي وكسب الملايين من الدولارات.
وفي هذه الأثناء، عملت الرؤوس المدبرة داخل التنظيم على التخطيط للعمليات الإرهابية وتدريب وتشجيع مجندين آخرين على تنفيذ هجمات في مواطنهم.
وبيّن الكاتب أن من بين الأسباب التي ساهمت في نجاح تنظيم "داعش" في البداية أنه تموضع في قلب العالم العربي، في الوقت الذي جذبت فيه الحرب في سوريا اهتمام العالم بأسره، وأن مقاتليه بسوريا كانوا على قدر كبير من الحرية ليعيثوا فسادا في البلاد خلال السنوات الأولى من الصراع.
ويضيف أنه بالنسبة للعراق واليمن ودول أخرى، فقد سارعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى مساندة الحكومات في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تسببت في إشعال فتيل الحرب الأهلية، وأن الولايات المتحدة تمكنت عبر تنفيذ هجمات بالطائرات المسيّرة وتدابير عسكرية أخرى؛ من المساعدة على دفع هذه الجماعات إلى التقهقر واحتوائها وعرقلة تحركاتها.
ويستدرك الكاتب أنه بسبب النزعة العدائية لرأس النظام في سويا بشار الأسد، وميله إلى ارتكاب المجازر، لم تسارع واشنطن إلى نجدته، بل كانت على استعداد أكبر لاستهدافه.
وعقب شروع التنظيم في ذبح الأبرياء والتجهيز للخروج في حملة إلى بغداد، بادرت الولايات المتحدة بالتدخل. وقد كان الأمر كارثيا بالنسبة للتنظيم، حيث مثل ذلك تهديدا لسيطرته على العديد من المناطق.
ويوضح الكاتب أن مقاتلي التنظيم دافعوا عن خلافتهم، وكانوا عنيدين للغاية ولا يهابون أي شيء، وأنه نتيجة لذلك لم يسقط التنظيم بكامله، لكنه أخذ يتقهقر تدريجيا.
ويضيف أنه في الوقت الراهن ومع أن تنظيم "داعش" لم تتلاش تماما جاذبيته وقدرته على العودة مجددا، فإنه تراجع بشكل كبير لدرجة أنه لم يعد الطرف الفائز الذي يمكنه التباهي بقدرته على إنشاء "دولة الخلافة". فحتى المجندون الغربيون الذين غادروا أوطانهم للعيش في ظل التنظيم والذين دعوا إلى تنفيذ هجمات هناك، باتوا الآن يستجدون للعودة إلى منازلهم.
ويقول الكاتب إنه بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين كانوا مرتاعين من عمليات قطع الرؤوس التي نفذها التنظيم وطبيعة حكمه القاسية، فإنهم يستغربون كيف كان يحظى بشعبية بالنسبة للأشخاص الذين يعملون تحت رايته.
ولا يرتبط ذلك أساسا بالأيدولوجية التي يتبناها، بل بقدرته على الاضطلاع بأهم الوظائف الأساسية لأي حكومة: تكريس القوانين والنظام وتقديم الحد الأدنى من الخدمات الاجتماعية.
ودعا كتاب بعنوان "إدارة التوحش" إلى استخدام العنف الإرهابي لإنشاء مناطق من الفوضى في بلد ما، حيث ستتمكن الجماعات الإرهابية من السيطرة على تلك المناطق والتحكم في سكانها المنهكين باسم القانون والنظام.
ويضيف الكاتب أن تنظيم "داعش" تبنى هذه التوصيات، وينسب إلى أحد المقاتلين التابعين للتنظيم في العراق القول "كنا واثقين أنه إذا نجحنا في تحقيق العدالة وتكريسها فسنتمكن دون شك من الفوز بقلوب الناس".
وأفاد كاتب المقال بأن سكان بعض المدن مثل الموصل الذين لم يفروا عندما اجتاح التنظيم المكان، اعترفوا بأن حكم التنظيم القاسي جدا ساهم في تحسين بعض الخدمات مثل تأمين الكهرباء ومحاربة الجريم، ونتيجة لهذه الممارسات، تمكن التنظيم من كسب تأييد عدد كبير من المواطنين، مما مكنه من استغلال الموارد واستخراجها بشكل أفضل.
ويضيف أن الانجذاب إلى أيدولوجية تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة لا يزال موجودا وبقوة، وسيعمد عدد صغير من أتباع التنظيم في الغرب إلى تبني أسلوب العنف مجددا. ولكن التهديد اليوم بات أقل ضراوة مما كان عليه عام 2014. ويختتم بأنه يجب أن يدرك واضعو السياسات أن تحقيق نصر جزئي أفضل ما يمكن تحقيقه في الوقت الراهن.
المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

كبير الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي يطالب إدارة بايدن بكبح جماح التواصل العربي مع نظام الأسد

وزير الدفاع التركي يحدد شروط بلاده لقبول الحوار مع نظام الأسد

سياحة النظام تعلن إمكانية حصول السياح على فيزا إلكترونية وتحدد شروطها

روسيا تتهم أمريكا بخرق بروتوكول منع الاشتباك بالأجواء السورية

سوريا في المرتبة 179 من أصل 180 دولة على سلم حرية الصحافة حول العالم

"تجمع أحرار جبل العرب": معركتنا مع النظام نكون أو لا نكون ومستعدون للمواجهة