الطلاق كظاهرة.. هل للحرب دورٌ في تضخّمها؟ - It's Over 9000!

الطلاق كظاهرة.. هل للحرب دورٌ في تضخّمها؟

بلدي نيوز - (ليلى حامد)
تفكك اﻷسرة؛ إحدى مخلفات الحرب التي برزت في سوريا كحدث دخيل على المجتمع، شغل معه الرأي العام إبان تزايد حالات الطلاق، التي لم تستثن مناطق نفوذ الأسد ومعارضيه.
ﻻ يقع كل اللوم على الحرب، ثمة أسبابٌ منطقيةٌ أخرى أدت إلى دخول الزوجين تحت قوس المحكمة طلباً للطلاق، حسب ما تقول المحامية، هديل الشامي، لبلدي نيوز.
وتضيف الشامي؛ "تتحمل اﻷسرة في النهاية سوء اﻻختيار، ويمكن الذهاب بعيداً للقول، إنّ العقلية الشرقية والعادات الموروثة التي تعتبر البنات هماً وعبئاً يدفع بالكثير من اﻵباء تزويج بناتهنّ ﻷول من يطرق الباب حتى لو كان هامان أو فرعون".
وتتابع؛ "ما يحكى على وسائل اﻹعلام أقل بكثير مما أخفته أروقة المحاكم، سواءً في المناطق المحررة من نظام اﻷسد، أو حتى في تلك التي يسيطر عليها النظام".
تروي سعاد في التاسعة عشرة عاماً لبلدي نيوز؛ سبب طلاقها، "ضغط أهليّ باتجاه الموافقة على الزواج من ابن عمي، كنتُ حينها في السادسة عشر عاماً من عمري، تعلقي بالعلم دفعني ﻷشترط متابعة الدراسة في بيت زوجي، لكنه أجبرني على ترك المدرسة رغم تفوقي، امتثلت ﻷمره، لتزداد بعدها المشاكل، بعد إحساسي بالغبن، و إخلاله شرط موافقتي على الزواج منه، حملتُ منه وأنجبت صبياً واحداً، واستمرت الخلافات، حتى حللنا المشكلة بخيار الطلاق".
وتعلّق المحامية هديل الشامي على الحالتين السابقتين، بالقول؛ "سعاد مثالٌ على أنّ الحرب لم تكن سبباً في الطلاق، ومن المهم أن نبحث في كل الخلفيات التي أدّت للمشكلة، أعني تفشي مرض الطلاق، لعلاجها، وليس إنهائها، فهي حالة طبيعية، لكن وفق منطق وقواعد محددة، والحال المثالي الواقعي الحدّ منها، عبر التوعية فكرياً".
أما المطلقة ندى البالغة من العمر عشرين عاماً والمهجرة من منطقة داريا في ريف دمشق، تروي معاناتها بغصة مؤلمة؛ "تهجرت من داريا برفقة جدي بعد استشهاد أسرتي إلى الشمال السوري، وقبلت الزواج من رجل يكبرني بفارق عشرين عاماً، لديه أولاد وزوجة، ولكنني قبلت به بهدف (السترة)، وللأسف لم أحتمل معاملة بناته وزوجته في ظروف الحرب القاسية فطلبت الطلاق، وأخذت مهري كاملاً لأعيش بمفردي، والآن أبحث عن عمل يكفل كرامتي ويؤمن لي حياة طيبة وخاصة أنني أتقن الخياطة".
"أبو عمر الشامي" طالب علم شرعي، يقول لبلدي نيوز؛ "الحرب أبرزت الكثير من عيوب المجتمع، وسمح للتجاذبات وتناقضات اﻵراء بالتصادم الذي أوصل إلى الشقاق ومن ثم التفكك، فالقضاء ينظر إلى القضية بعين تحتاج إلى مراجعة، واﻷسرة أو الزوجين بوجهٍ خاص ينقصهم نضج الوعي الشرعي وافتقاد البعد القيمي واﻹنساني لحقيقة العلاقة بينهما وقدسيتها".
وبحسب الباحثة الاجتماعية في مدينة إدلب الدكتورة غادة العريان، التي تتحدث عن ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة، وأن أكثر حالات الطلاق تحدث في السنة الأولى من الزواج.
مضيفةً؛ "إنّ سيطرة المادة على عالمنا، وعدم تمكن الزوج من تأمين متطلبات الزوجة الكثيرة في ظل الحرب، وتدهور الحالة الاقتصادية العامة تكمن وراء حالات طلاق كثيرة؛ فتأثير ارتفاع الأسعار المرافق لارتفاع الدولار، وعجز الأزواج عن الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية، يؤدي إلى إضعاف هذه الحياة وإلى تدمير الروابط الأسرية شيئاً فشيئاً".
أما الطبيب النفسي مرهف الحسن؛ فيقول إنّ غياب الرؤية الواضحة بين الزوجين ومناداة كل طرف لحقوقه متناسياً وواجباته، وغياب التواصل الفكري والتوعوي بين الطرفين من أكثر مسببات الطلاق، ناهيك عن كثرة الضغوط الاقتصادية، والاجتماعية والنفسية الناتجة عن فقد عزيز بسبب الحرب وما لذلك من آثار سلبية على أحد الطرفين كالاكتئاب النفسي والحزن الشديد حتى أن الواحد منهما لا يطيق وجود الآخر".

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا