بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
تتصاعد العمليات التي تستهدف قوات النظام في الجنوب السوري بالرغم من الانتشار الواسع لها في المنطقة، في إشارة واضحة إلى عدم تمكن نظام الأسد من وأد الثورة السورية في مهدها الذي خرجت منه منذ سبع سنوات.
ومع استمرار النظام ومخابراته باعتقال المدنيين والشبان المطلوبين للخدمة العسكرية، ساهمت تلك الممارسات في تصاعد الحركة الاحتجاجية ضد قوات النظام، التي كان من أبرز صورها تعرض مواقع قوات النظام للهجوم، خلف عدد من القتلى والإصابات في صفوف قواته، بالإضافة إلى خروج المظاهرات والكتابات على الجدران التي لا يخلو أي يوم منها تقريباً.
وتواصلت الأنباء التي تتحدث عن تعرض حواجز ونقاط تتبع لقوات النظام واستهداف شخصيات موالية له في ريف درعا نسبت في معظمها إلى مجهولين، بينما أعلنت ما تسمى بـ "المقاومة الشعبية في الجنوب" مسؤوليتها عن البعض الآخر له، وآخرها تعرض أحد الحواجز للتفجير بعبوة ناسفة، كسابقة من نوعها منذ سيطرة نظام الأسد على جنوب سوريا.
فقد أعلنت "المقاومة الشعبية" عن تمكنها من قتل عدة عناصر تابعين للأمن العسكري التابع لمخابرات الأسد في هجوم جديد على أطراف بلدة نمر بريف درعا، ونشرها فيديو مصور، لتعتبر أول عملية هجومية تعلن عنها بهذه الطريقة.
في السياق ذاته وجه ناشطون اتهامات لمخابرات الأسد بالوقوف وراء تلك الهجمات في محاولة لاستغلال حالة الفلتان الأمني لتنفيذ عمليات الاعتقال ضد الأهالي، وتجاوز اتفاق التسوية.
ومع عدم الجزم بمدى صحة تلك الهجمات وعدم معرفة من يقف وراءها، فمن المؤكد أن المظاهرات التي خرجت في مدينة درعا للتعبير عن رفض اتفاق المصالحات وتلاها بعد الشهر تقريبا خروج المئات من الشباب بسلاحهم رافضين الانخراط في صفوف قوات النظام، لم يكن لنظام الأسد أي علاقة به، وهو ليس إلا رفضا للعودة إلى حكم نظام الأسد.
ومن المؤكد بأنه مهما اختلطت الأوراق والأجندات في الجنوب السوري وبين اتهامات متبادل ومشاريع متصارعة، لا نهاية لها، فإنه من غير الممكن أن تنتهي الثورة السورية في درعا، التي كانت شعلة للسوريين في يوم من الأيام، خاصة مع استمرار وجود الحاضنة الشعبية للثورة، التي لم يتمكن نظام الأسد من التلاعب بها كما فعل في مناطق من ريف دمشق وحمص، وأحداث تغيير ديموغرافي، بعد رفض الآلاف التهجير منعا لاستغلاله من قبل النظام.
ومن المهم ذكره هو ما تم تدوله خلال الأيام القليلة الماضية حول رفض وجهاء أهالي مدينة طفس انضمام أبنائهم إلى الفيلق الخامس وإرسالهم إلى إدلب لقتال الثوار، مصرين على عدم الوقوف في صف قوات النظام ضد ثوار إدلب، وهو نفس القرار الذي اتخذه المئات من شبان درعا البلد منذ أسابيع بعد خروجهم بمظاهرة للتعبير عن رفضهم العودة لصفوف قوات النظام.