بلدي نيوز
أقرّ الفنان السوري الموالي للنظام "دريد لحام" والشهير بشخصية "غوار الطوشة"، بأن المسرحيات التي مثلها في سبيعينيات القرن الماضي إبان فترة الازدهار في سوريا كانت بدعم من رأس النظام السابق "حافظ الأسد"، في إشارة إلى أنها كانت بهدف وغاية وتوجيه من قبل النظام البعثي.
وفي حوار مع صحيفة "مهر" الإيرانيَّة، أكد "لحام" أن مسرحياته الاولى والتي اشتهرت بشكل كبير كانت تحظى بدعم مباشر من "حافظ الأسد"، وذلك قبل تسلمه الحكم في سوريا، مشيراً إلى أن مسرحياته كانت تمتلك "سقفًا مرتفعاً"، يتخذ منها "متنفسّاً للناس".
ولحام من مواليد دمشقَ عام 1934، لأبٍ سوريّ وأمٍ لبنانيّة من بلدة مشغرة في قضاءِ البقاع الغربي. لم يكُن ميسورَ الحال في شبابه، ودرسَ الكيمياء في جامعة دمشق وعمل لاحقًا كمدرسٍ في نفسِ القسمِ، قبل أن يبدأ رحلته الفنيّة مع تدشين التلفزيونِ السوريِّ عام 1960، واختاره المخرج صباح قباني ليشاركَ الفنان نهاد قلعي الذي كان مشهورًا آنذاك بطولةَ مسلسلٍ صغيرٍ باسم سهرة دمشق، ابتكرَ الفنانان ثنائيًا يسمى "دريد ونهاد" وحققا نجاحًا مثيرًا في العالم العربيّ منذ عام 1960 حتى تقاعد قلعي من العمل بسبب المرض في عام 1976.
واشتهر لحام في العديد من المسرحيات الساخرة والنقدية أبرزها "كاسك يا وطن" و"ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان" و"غربة" و"صانع المطر" وغيرها من الأعمال، والذي اشتهر بلقب "غوّار الطوشة" والذي اعتبر رمزًا للمواطنِ السوريّ العاديّ الذي يكافح من أجل لُقمةِ عيشه ويتحدث عن مشاكله وهمومه. حقّقت له هذه الشخصية شهرةً كبيرةً وواسعة على مستوى الوطن العربي.
ومع بدايات الحراك الثوري، كان "لحام" إلى جانب بشار إسماعيل وزهير رمضان وسلمي المصري من أبرز الفنانين على القائمة السوداء بمناصرتهم للنظام، ومن الفئة التي شجعته على قتل المدنيين وباركت له المجازر التي ارتكبها، والتدمير الذي تسبب به، ثم خرجوا ليتغنوا بانتصاراته ويهللوا للأسد حيال ما فعله بحق ملايين المدنيين، مبتعدين كل البعد عن أخلاق المهنة.
وسبق أن أثارت التصريحات المتلفزة التي أدلى بها "دريد لحام" في تشرين الثاني من العام الماضي في برنامج "في أمل"، على إحدى شاشات التلفزيون السوري التابع للنظام، ردود أفعال كبيرة حول مواقف "لحام" الداعم لنظام الأسد في وجه إرادة الشعب السوري وتطلعاته للحرية، التي طالما نادى بها في مسرحياته المشهورة.
وجاء في تصريحات لحام حينها قوله، "لو وطني غلطان أنا معه، إذا بردان أنا تيابه، إذا ختيار أنا عكازته، إذا حفيان أنا صرمايته، لأنه سيدي وتاج راسي"، في محاولة لإظهار وطنتيه وتقربه أكثر من أجهزة النظام الأمنية التي استثمرته طيلة العقود الفائتة.