الفدرالية في سوريا: مطلب الاتحاد الديمقراطي؛ فهل ينجح بتمريره؟ - It's Over 9000!

الفدرالية في سوريا: مطلب الاتحاد الديمقراطي؛ فهل ينجح بتمريره؟

بلدي نيوز – الحسكة (عبدالعزيز الخليفة)

افتتحت ما تسمى بـ"الإدارة الذاتية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ممثلية لها في موسكو، تحت اسم ممثلية "روج أفا" والكلمة تعني "غربي كردستان" وهي المنطقة الممتدة من نهر دجلة اقسى شمال شرق سوريا إلى مدينة كسب على البحر المتوسط، حسب خريطة وضعت في مكتب الممثلية وهي الخريطة ذاتها التي نشرها القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي نور بريمو في شباط/فبراير 2015.

إقامة إقليم كردي شمالي سوريا أصبح أحد فرضيات التسوية الدولية بعد تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي ريابكوف" حول أمله في إنشاء جمهورية فدرالية في سوريا، وقبلها تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمام الكونغرس والتي المح فيها إلى امكانية تقسيم سوريا إن تأخر الحل أكثر، إضافة إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي "موشي يعلون" والتي اعتبر فيها أن "سوريا التي نعرفها لن تكون موحدة في المستقبل القريب".

آلدار خليل عضو الهيئة التنفيذية لحركه المجتمع الديمقراطي التي تضم حزب الاتحاد الديمقراطي، قال في 16 شباط/فبراير الماضي إنهم يتحضرون لمشروع الفدرالية من أجل سوريا، كما عبر رئيس ما يسمى بـ"مجلس سوريا الديمقراطية" التي تضم الاتحاد الديمقراطي، يوم الخميس الفائت أثناء زيارته لمناطق سيطرت "الإدارة الذاتية" عن تأييده اللامركزية كنظام حكم في سوريا.

من جانبه، المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي "جيان عمر"، يرى أن "الخرائط التي ينشرها الحزب هنا وهناك ليس لها خلفية سياسية بقدر ما هي عبارة عن إملاءات روسية إيرانية لاستفزاز تركيا وابتزازها كون هذا الحزب هو جناح للعمّال الكُردستاني الذي يقود حرباً بالوكالة في جنوب شرق تركيا".

وشدد عمر في حديث لبلدي نيوز أن "ما يسمى الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، لا تحمل مشروعا قومياً كُردياً بل هي عبارة عن إدارة مؤقتة للمناطق الكُردية السورية بسبب ضعف النظام، وأوضح أن النظام سمح للحزب  بتأسيس وحدات الحماية الشعبية تماماً كما سمح للأقليات والعشائر بتأسيس ميلشيا الدفاع الوطني.

وأكد المعارض الكردي أن مشروع صالح مسلم وحزب الاتحاد الديمقراطي، ينحصر بالدرجة الأولى في القضاء على منافسه الكُرد من بقية الأحزاب والحركات الوطنية، لذلك لا حرج لديهم من التنسيق مع النظام وإيران، بهدف فرض الحزب أمراً واقعاً على المنطقة ليكون مصدراً لبثّ القلاقل والعبث بها حسب ما تأمره أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية على حساب قضية الشعب الكُردي العادلة مستخدماً دماء الشباب الكُرد التي يهدرها في حروب عبثية.

وشدد عمر على أنّ اسم حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية الديمقراطية وحتّى وحدات الحماية الشعبية التي تمّ إبدالها لاحقاً بقوات سورية الديمقراطية كلّها لا تحتوي على كلمة كُردي أو كُردستاني بل إنّ أكثر من نصف مقاتليهم وموظفي إداراتهم هم من المكونات الأخرى المؤيدة للنظام، علاوةً على ذلك تمّ تهجير أكثر من نصف الشعب الكُردي من مناطقه في سوريا منذ استلام حزب الاتحاد الديمقراطي لمفاصل الحياة فيها وهو ما لم ينجح النظام.

من جانبه الناشط السوري الكردي أسيان مراد، وهو من ريف اللاذقية، يرى أن الفدرالية هي هدف حزب الاتحاد الديمقراطي منذ إعلانه لإداراته الذاتية الثلاث، لكن هذا الطموح غير قابل للتحقيق بسبب معارضة تركيا وإقليم كردستان العراق الذي يعتبر الاتحاد الديمقراطي التحدي الأكبر أمام الحزب الديمقراطي الكردستاني المقرب من الإقليم، وأوضح أن الأكراد الذين يدعمهم الإقليم يعملون ضمن المعارضة السورية.

وأكد مراد في حديثه لبلدي نيوز، أنه يعتبر الروس محتلين وبالتالي تصريحاتهم حول تقسيم سوريا ترتبط بأفكار المحتلين، لذلك هذه التصريحات ليست ذات قيمة لأنها سوف تنتهي بمجرد تحرير سوريا.

أما عن الحل الأمثل للقضية الكردية، حسب مراد، فهو "أن يجلس ممثلو القضية الكردية الحقيقيين وممثلو (بشمركة روج أفا) مع ممثلي الثورة السورية على المستوى السياسي والعسكري"، كما طالب السياسيون السوريون بالتخفيف من شمولية خطابتهم عبر اتهامهم للكرد بالانفصاليين بسبب انتهاكات حزب الاتحاد الديمقراطي، موضحاً أن الشباب الأكراد أول من فرّ من ملاحقة حزب الاتحاد الديمقراطي وانتهاكاته، وقال في الصدد " نحن أبناء وطن واحد وأي جرح يصيب السوريين يصيبنا ومصابنا مصابهم ونصرهم نصرنا .. نأمل ان نتحد تحت مظلة وطنية واحدة".

بدوره، اعتبر الباحث في الشؤون الكردية مهند الكاطع في حديث لبلدي نيوز، أن قيام إقليم كردي في سوريا يتطلب وجود تكتل وتجمع سكاني قومي كردي متصل في منطقة معينة، بحيث يكون الأكراد في تلك المنطقة أغلبية ديموغرافية ساحقة نسبة إلى المكونات الأخرى، وهذا الشرط لا يتحقق للأكراد في سورية.

وأوضح أن الأكراد يتوزعون على ثلاث مناطق منفصلة بتجمعات عربية هي محافظة الحسكة، عفرين، عين العرب، إضافة إلى توزعهم في محافظات ومناطق سورية أخرى، فضلاً أنهم لا يحققون أغلبية عرقية حتى في مناطق توزعهم الثلاث.

 ففي محافظة الحسكة تقدر نسبة الأكراد بنحو 26% ، وفي منطقة عين العرب ( تتبعها ناحيتي صرين والشيوخ ذات اغلبية عربية يشكل الأكراد نحو 50%، أما في ناحية عفرين فهم يشكلون ما نسبته نحو 70% من سكان المركز  والنواحي المرتبطة بها.

وتابع الكاطع بالقول إن "المنطقة الممتدة من مدينة رأس العين بريف الحسكة مرورا بمدينة تل أبيض شمال الرقة حتى مركز مدينة عين العرب (كوباني)  شمال شرق حلب لا يوجد أغلبية عرقية كردية بل هي مناطق عربية إضافة لوجد بعض القرى تركمانية فيها وأخرى كردية، أما فيما يتعلق بالمنطقة بين مدينتي عين العرب وعفرين فهي ايضاً خالية من الأكراد، وتشمل عدة نواحي وقرى (جرابلس ومنبج والباب واعزز واخترين ومارع وتل رفعت) وغيرها.

تجدر الإشارة إلى أن ميلشيا قوات سوريا الديمقراطية أعلن عن تشكيلها في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2015، وضمت تحالفًا من فصائل كردية وعربية محسوبة على النظام، أكبرها ميلشيا وحدات حماية الشعب، وتسيطر على مساحة تصل إلى 16 % من شمال سوريا، و بدأت في الشهر الفائت هجوماً على ريف حلب الشمالي المحرر، بهدف السيطرة على المناطق المحررة، بالتزامن مع هجوم أخر لقوات النظام والميلشيات الطائفية التي احتفت بتقدم ميلشيا "سوريا ديمقراطية" ووصفتها "باللجان الشعبية الرديفة للجيش السوري"، حيث بقى لها أمام رسم خريطتها "الانفصالية" بالكامل السيطرة على شمال حلب، إضافة للوصول إلى البحر عبر الهجوم على مواقع الثوار في شمال إدلب.

مقالات ذات صلة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

"التعاون الخليجي" يدعم وحدة واستقرار سوريا

أمريكا تطالب لبنان بالقبض على مدير مخابرات النظام السابق جميل الحسن

فلسطينيو سوريا يدعون للكشف عن مصير معتقليهم وضرورة المحاسبة

الاتحاد الأوروبي يعتمد نهجًا جديدًا بعد سقوط النظام في سوريا

//