أرامل سوريات.. ضحايا الحرب والتقاليد - It's Over 9000!

أرامل سوريات.. ضحايا الحرب والتقاليد

بلدي نيوز - (ليلى حامد)
أرخت الحرب في سوريا بظلالها السوداء على المجتمع السوري وطال عمرها، ولعل المرأة نالها نصيب اﻷسد مما يدور، بعد أن حولتهنّ رحاها إلى "أرامل".
اﻷرملة عنوانٌ لقضيةٍ اجتماعية موجودة مسبقاً، تحولت إلى ظاهرةٍ نمت اليوم، ليكون حديث معظم البيوت السورية "البحث عن ستر بناتهن" في مجتمعٍ متدين أو محافظٍ شرقي.
سوسن (26 عاماً)، أرملة لشهيدٍ شاب ولها منه ثلاثة أولاد، تقول لبلدي نيوز "وافقت على الزواج من أبو محمد وثرائه أغراني للموافقة، وتم إضافة اسمي إلى خانة الزوجة الثالثة في دفتر عائلته. أردت أن أعيش عند رجل يرعاني وأولادي ويكفيني شر الحاجة والسؤال، وحبّاً في الاستقرار بعد سفر أهلي إلى تركيا، واستشهاد زوجي".
أما حنان (30 عاماً)، فكان لها وجهة نظر مختلفة، فقد كانت الزوجة الرابعة لرجل يحب أن يطبق شرع الله ضمن إمكانياته؛ تزوجتْ منه وهي تشعر معه بالسعادة رغم كبر سنه.
تقول حنان "بدي أرتاح من القال والقيل كيف ما تحركت، ما لازم اطلع وأدخل؛ ﻷن الناس بتحكي علي لأني أرملة، مليت من نظرتهم إلي وخاصة بعد ما صار عمري ثلاثين سنة".
وتضيف لبلدي نيوز "الأهم لأنني لم أرزق بأولاد من زوجي السابق، فكان دافعاً قوياً لزواجي الجديد، وجدت فيه انفراجاً لهمي ووحدتي".
على عكس تلك الحالات بدت حكاية خديجة ذات العشرين ربيعاً مختلفة، فهي ترفض فكرة "البحث عن السترة" بطريقة نظيراتها، تقدم لخطبتها كُثيرٌ من الشباب، رغم أنها أمٌّ لولدين، طفلٌ وطفلة، قابلتهم بالرفض.
"كانت أياماً جميلة تلك التي قضيتها مع زوجي الذي ارتقى شهيداً في إحدى معارك محافظة إدلب، والآن عدت لأتمم دراستي في معهد التربية في البارة، لن أجد في العالم كله رجلاً أحبه مثله، كنت أرى فيه الكبرياء والرجولة، ولن يأتي الزمان بمثله؛ لذا آثرت أن أعود لدراستي سعياً وراء وظيفة كريمة تكفيني شر الحاجة"، تقول خديجة.
الأرملة الثرية!
وفي حالةٍ أخرى، تروي منار- التي يلقبها أهل بلدتها باﻷرملة الثرية؛ والتي يطمح الكثيرون للزواج منها- قصتها قائلة "للأسف كل من تقدم لطلب الزواج مني كان طامعاً في ثروتي التي ورثتها من زوجي، وأنا رغم صغر سني لدي أربعة أولاد أرفض الزواج من أحد لأحافظ على ثروة أولادي وهي حق لهم".
زواج الأرملة
الزواج من الأرملة موضوع له سلبياته وإيجابياته حسب المرشد النفسي خالد العوض من مدينة إدلب والذي قال لبلدي نيوز "الزواج من الأرملة حصن للمجتمع من انتشار الفساد الأخلاقي، ودعوة لاستمرار الحياة من جديد وإعادة بناء الأسرة وحفظها من الضياع وسط مجتمع يعاني من مشكلات عدة في أثناء الحروب".
وأضاف العوض "لكن لهذا الأمر وللأسف سلبيات كثيرة فكم من رجل شرّد أولاد زوجته بعد أن حظي بها، وكم من رجل ندم على زواجه من أرملة؛ لأنه حرم نفسه فرصة الزواج من فتاة تناسب فكره وطريقة حياته، لتكون الزوجة الأرملة هي الضحية الكبرى في هذا الزواج، وكم من رجل استحوذ راتب الأرملة على ملذاته الشخصية وحرم أبناءها منه، إضافة لمشكلات نفسية معقدة تقع ضحيتها المرأة الأرملة وأولادها إذا تزوجت من رجل ظالم لا يقيم وزناً لمشاعرها ومشاعر صغارها".
تخفي البيوت والنسوة الأرامل كثيراً من الحكايا خوفاً من كلام المجتمع، ويصف بعض النشطاء المهتمون بحالهن واقعهم ذاك بأنه "يدمي الفؤاد"، جميعهنّ أيضاً يجمعنّ أنّ عقارب الساعة لن تعود للخلف.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا