التوأمان أنس وعلي.. حولتهما الحرب من طفلين إلى رجلين - It's Over 9000!

التوأمان أنس وعلي.. حولتهما الحرب من طفلين إلى رجلين

بلدي نيوز (ليلى حامد)
ثيابٌ مرقعة، وبنطالٌ قصير، تعلو أكتافهما سترةٌ تؤكد الورقة الملصقة عليها أنها مقدمة من إحدى الجمعيات الخيرية، مع إصرار الطفلين التوأمين على متابعة تعليمهما.
دمعةٌ فاضت على وجنتيّ المعلمة غادة، وهي تحكي لبلدي نيوز قصة اﻷخوين التوأمين علي وأنس، اللذين هجّرتهما آلة الحرب من غوطة دمشق إلى ريف إدلب.
تقول غادة، "داخل الصف الدراسي بدأتُ أكتب أسئلة اﻻمتحان على السبورة.. يصرخ أحمد، طالبٌ في الفصل (آنسة غادة شوفي أنس وعلي ما بدهم يكتبوا)، التفتُ سريعاً، والجواب حاضرٌ من الطفلين، قبل أن أبدأهما السؤال -أبي ﻻ يملك ثمن ورقة اﻻمتحان.. على ماذا نكتب الإجابة، ثم تنفر الدمعة من عينهما".
تتابع المعلمة، "أسرع أغلب الطلاب في الصف وأعطوهما أوراقاً، قلوبهم تنطق بالمحبة والتآخي والتعاون، التي يتغنى بها الكبار كشعاراتٍ فقط.. ويطبقها الصغار لتعبر عن مشاعر الطفولة البريئة التي لم تدنسها المصالح".
أنس وعلي من أبناء قرية الغزلانية التابعة لغوطة دمشق، في الصف السادس من المرحلة الابتدائية، يحبون التعلم ومتفوقون في دروسهما، يأتيان إلى المدرسة بصندل صيفي دون جوارب، وبنطالٍ مرقّعٍ يرتديه "علي"، بينما "أنس" يرتدي بنطالاً قصيراً، ويرتديان سترة بنية على الأغلب مقدمة لهما كمساعدة.
وتحدثت المعلمة غادة لبلدي نيوز عن حوار دار معهما، " استمعت إلى عليٍّ وأنس بعد الانتهاء من المذاكرة، وصفا حالهما، فبدأ أنس بالقول، تعذبنا كتير للعثور على بيت نعيش فيه، أسرتنا أبي وأمي وسبعة أولاد أكبرهم أنا وأخي التوأم علي، نعيش على ما يتصدق به أهل الخير، ويعمل والدي الآن بقطف الزيتون حتى يدفع آجار البيت".
تستطرد المعلمة غادة، "ثمن ورقة الامتحان زهيدٌ جداً، نحن بدأنا دخول فصل الشتاء بقسوته وبرودته، من أين لتلك العوائل المهجرةِ بثمن الوقود؟"
ثم تكفكف دمعتها أمام طلابها.. وتهمس بألمٍ يغلبه شيءٌ من اﻷمل العلم مفتاح المستقبل.. والحقوق المسلوبة لن تأتي إﻻ على أيديكم، أكملوا المشوار بالمحبة، سورية تستحق، وتبحث عن براءتكم لعل الكبار السياسيين يكتسبونها منكم.
تختم الآنسة غادة كلامها بالقول، "إنهم كبار، الحرب لها دورٌ في تغيير عقولهم وتفكيرهم، والتهجير القسري عن منازلهم أكسبهم فهماً آخر للحياة، منحهم التفاؤل، والتعقل، وتحمل المسؤولية، إنهم رجال المستقبل وعلى عاتقهم تُبنى سوريا من جديد.

مقالات ذات صلة

خلفت قتلى.. غارات إسرائيلية على دمشق وريفها

لأهداف أمنية.. وفد روسي يزور مدينة داريا بريف دمشق

ما الدوافع.. روسيا تعزز قواتها على تخوم الجولان المحتل

عبر الأمم المتحدة.. النظام يبدأ المتاجرة بالنازحين من لبنان

ميليشيا الحزب اللبناني تنسحب من موقعين بريف دمشق

ارتفاع ملحوظ في أسعار اللوز تشهده أسواق ريف دمشق