الغارديان: ماكرون باع نفسه لبوتين في سوريا - It's Over 9000!

الغارديان: ماكرون باع نفسه لبوتين في سوريا

بلدي نيوز 
اعتبرت ناتالي نوغيريد، كاتبة العمود في صحيفة "الغارديان" إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "باع روحه" لفلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) في سوريا بعدما وافق على تقديم مساعدات إنسانية تصل لمناطق النظام عبر روسيا، مشيرة بذلك إلى أن طائرة الشحن العسكرية الفرنسية التي سافرت في 21 تموز من وسط فرنسا إلى سوريا محملة بـ 20 طناً من المساعدات الإنسانية، حيث هبطت في "قاعدة حميميم" العسكرية الروسية، معقل قوات (فلاديمير بوتين) التي "شنت هجمات لا هوادة فيها على المدن والأحياء لمساندة نظام (بشار الأسد) الوحشي".
وترى "نوغيريد" أن تلك اللحظة، لا ترسم فقط صورة فرنسا، بل تشمل التصرف الغربي المتوعك، والذي يبين الاستعداد الكامل للديمقراطيات للتضحية بسهولة بمبادئهم على القدر الذي نفسه الذي تسعى فيه الأنظمة الاستبدادية للاستفادة من هذا الضعف.
وأشارت الكاتبة في مقالها إلى أن المساعدات كان من المفترض أن يتم توزيعها رسمياً تحت رعاية الأمم المتحدة، إلا أنه تبين فيما بعد أن هذا الأمر غير صحيح، فقد نفت الأمم المتحدة نفسها انخراطها بهذه العملية في وقت لاحق ليتبين أن الجيش الروسي ونظام الأسد هم من سيطروا على هذه المساعدات. 
واعتبرت أن لب الموضوع يتلخص بانخراط فرنسا في الحملة الدعائية الروسية – السورية؛ مضمونها عودة التعاون مع دولة أوربية قام دبلوماسييها منذ سبع سنوات بإدانة سياسات (الأسد) و(بوتين) في سوريا، متسائلة عن السبب غير الواضح الذي دفع (ماكرون) للموافقة على الانخراط في شعار "المساعدات الإنسانية" اللامع مع هذا التورط الروسي في سوريا.
وأشارت إلى أن أهمية هذه الخطوة تتجاوز حدود فرنسا. حيث من الممكن أن تؤدي شراكة (ماكرون) مع (بوتين) في سوريا إلى استسلام غربي تجاه ما يحدث في سوريا، معتبرة أن هذا يعد كارثة على حقوق الإنسان، في البلد الذي قتل فيه ما يقدر بحوالي نصف مليون إنسان وشرد ملايين الناس فيه. 

هذه الخطوة غير الحكيمة، بحسب وصف "نوغيريد"، جعلت من فرنسا أول ديمقراطية غربية تنجر إلى اللعبة الروسية عالية المستوى، وهو مكسب لا بأس به بالنسبة لـ (بوتين).

وإن كنتم تتساءلون عن الخطأ في تقديم المساعدات بواسطة الجيش الروسي، فالجواب حسب "نوغيريد" أنه "حتى لو كانت هذه العملية لمرة واحدة، إلا أنها مخزية أخلاقيا. لأنه على الأقل لا يوجد ضمان بوصول المساعدات إلى الأشخاص المناسبين، ولا يوجد ضمان بعدم سعي القوات التي ارتكبت مجازر بحق المدنيين بالاستفادة ولو جزئياً من هذه المساعدات".

كما أن بادرة نقل المساعدات عبر الجيش الروسي تتسامح مع وجود الجيش الروسي في سوريا وتعتبره قناة موثوقة لنقل الإغاثة إلى السوريين، وتخاطر فرنسا بحسب "نوغيريد" بإلغاء المبادئ الإنسانية عبر تأييد خيارات كهذه، هذه الخطوة تجعل فرنسا تبدو وكأنها مفلسة أخلاقيا.

وترى "نوغيريد" أن السؤال المطروح الآن أمام الدول الأوروبية هو إذا ما كانوا سيتبعون طواعية خطى "ماكرون" ليصبحوا بيادق في لعبة "بوتين" و"الأسد"، كخطوة أولى لتأمين تمويل غربي لإعادة الإعمار الذي يسعى له "بوتين" في سوريا.
المصدر: أورينت نت

مقالات ذات صلة

إطلاق خدمة الفيزا الإلكترونية .... واقع أم بالون إعلامي؟

كيف يواجه أهالي السويداء احتمالات تصعيد النظام العسكري عليهم؟

فاقت السبعين.. إحصائية بعدد القتلى في درعا خلال نيسان

بمليارات الدولارات.. إيران تضغط على "الأسد" لاسترداد ديونها

خسائر لميليشيا عراقية بهجوم شرقي سوريا

خسائر لميليشيات إيران بهجوم في دير الزور