بلدي نيوز
كشف تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" حقيقة الحملة الروسية التي تهدف إلى الدفع بالدول الغربية لتقديم المساعدات الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها النظام، والتي تنصب في جهود روسيا لإقناع دول العالم بإنشاء علاقات طبيعية مع نظام (بشار الأسد).
وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك الروسي الأخير، يأتي في الوقت الذي استعادت فيه قوات النظام، المدعومة بالمقاتلات الروسية، السيطرة على معظم مناطق جنوب – غرب سوريا.
وتسعى روسيا من خلال تحركها الأخير للحصول على دعم دولي للمساعدة في عودة اللاجئين، وإعادة بناء سوريا المدمرة كتتويج لحملتها العسكرية التي كانت السبب في تقدم قوات النظام في معظم مناطق سوريا.
الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة الأوروبية في سان بطرسبرغ (نيكولاي كوزانوف)، قال للصحيفة "بالنسبة لموسكو، من المهم سحب دول أخرى تدريجياً إلى مبادرات من شأنها تأسيس عمل فعلي مع الأسد"، وأضاف (كوزانوف) قائلاً "أظهرت الدول الغربية ممانعة قوية في الماضي. إلا أنه في أوروبا، يميل الناس أكثر لإعادة التفكير بوجهات النظر، أكثر مما يمكننا إدراكه".
وبحسب الصحيفة، هناك دلائل على أن جهود موسكو بدأت تؤتي ثمارها، حيث قام الجيش الروسي بتسليم معونات طبية فرنسية في الغوطة الشرقية وضواحيها بعد أن تمكن النظام من استعادتها في نيسان. وذلك بعد قصف دامٍ صاحبه هجوم كيماوي على دوما.
وتعد المساعدات الفرنسية، المساعدات الأولى من نوعها المقدمة من الاتحاد الأوروبي، والتي ترسل إلى منطقة يسيطر عليها (الأسد) حيث جاءت كثمرة اتفاق بين الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) ونظيره الروسي (فلاديمر بوتين).
وقال (كوزانوف) موضحاً، إن موسكو تعتبر المساعدات الإنسانية "نقطة انطلاق" في مسألة إعادة الإعمار التي تعد بالنسبة لها المسألة الأكثر جوهرية. وأضاف "بوتين يحتاج لأوروبا من أجل ذلك لأن روسيا لا تريد أن تدفع".
كما تحاول موسكو الضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى للانضمام إلى ما تقول، إنه محاولة لإعادة ما يقارب من 6 مليون سوري إلى المناطق التي يسيطر عليها (الأسد).
وزارة الدفاع الروسية قالت بعد المحادثات التي أجريت بين (بوتين) و(دونالد ترمب) الأسبوع الماضي، إن موسكو تتوقع العمل مع واشنطن بشأن عودة اللاجئين وتمويل إعادة الإعمار. وأضافت إن (بوتين) والرئيس الأمريكي توصلوا إلى اتفاق حول هذه القضايا في قمة هلسنكي. بينما رفض البيت الأبيض التعليق على المقترحات المحددة التي تدعي روسيا أنها قد تقدمت بها.
ومع ذلك، قال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الجانبين يأملان في إحراز تقدم بشأن القضايا التي تم نقاشها خلال لقاء هلسنكي وذلك خلال الأشهر القادمة.
كما تصعد روسيا من حملتها في أوروبا الغربية حيث يتعرض الزعماء هناك لضغط سياسي داخلي بهدف تقليل أعداد اللاجئين، حيث أجرت المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) محادثات في برلين هذا الأسبوع مع وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) ورئيس هيئة الأركان العامة (فاليري غيراسيموف).
تشير الصحيفة أيضاً إلى تغير في موقف دول الجوار السوري. قال أحد الدبلوماسيين العرب للصحيفة أن الأردن كان يدعم سابقا الثوار السوريين إلا أنه يواجه الآن تحديثات اقتصادية مستمرة، حيث يسعى إلى تصدير السلع إلى أوروبا عبر سوريا وتركيا، وهذا الأمر يمكن أن يتم في حال تمكنت قوات (الأسد) من الاحتفاظ بمعبر نصيب الحدودي، تطور قد يؤدي إلى إعادة فتح طريق تجاري حيوي بالنسبة للأردن.
وفي لبنان، الذي يستضيف مليون لاجئ سوري، أوضحت السلطات هناك رغبتها بعودة السوريين إلى بلادهم. مكتب رئيس الوزراء اللبناني هذا الأسبوع، قال إن بيروت تأمل في أن تنجح مبادرة الكرملين بعلاج "أزمة النزوح".
أما تركيا، والتي كانت فيما مضى واحدة من الداعمين الرئيسيين للثوار السوريين، حولت أيضاً أولوياتها بحسب الصحيفة والسبب ويرجع إلى حد كبير إلى ظهور ميليشيات كردية على حدودها، الأمر الذي دفع الرئيس التركي (الرئيس رجب طيب أردوغان) إلى إجراء محادثات مكثفة مع روسيا وإيران.
المصدر: أورينت نيوز