بلدي نيوز - (مالك الشامي)
"تلازمنا المعاناة حتى بعد خروجنا من الحصار إلى الشمال المحرر"، بهذه الكلمات يبدأ (أبو النصر) أحد مهجري الغوطة الشرقية حديثه، في ظل ما يعانيه بعد أن هجر وأصيب طفله بشلل مؤقت، إثر اختلاجات اجتاحت جسده خلال أيام الحصار.
(أبو النصر) أوضح في حديث خاص لبلدي نيوز، إن طفله المصاب بشلل مؤقت، لم يستطع علاجه في الشمال السوري ما أجبره على تحويله إلى المشافي التركية مع زوجته، دون أن يرافقهم حسب القوانين التي تفرضها إدارة المعبر لكثرة هذه الحالات.
وأضاف، "أبَتْ المعاناة إلا أن تستمر بمطاردتنا بعد سنين الحصار، ففراق طفلي الوحيد والذي أكرمني الله به بعد 7 أعوام على زواجي من جهة، وسوء حالتي المادية من جهة أخرى، بعد أن فقدت كل شيء في الغوطة الشرقية".
وأردف، "إن علاج طفلي يحتاج لعدّة شهور في المشافي التركية، والحالة المادية لا تساعد على دفع تكاليف الخروج إلى تركيا بشكل غير شرعي، للبقاء إلى جانب طفلي الوحيد وزوجتي، وتأمين مسكن ومصروف للإقامة في تركيا".
لعل حالة (أبو النصر) تكثف واقع المئات من المهجرين من الغوطة وباقي المناطق إلى الشمال السوري، حيث يعانون ظروفا معيشية غاية في السوء، مع غياب الجهات الداعمة وانعدام فرص العمل.
وظهرت عشرات الحالات الإنسانية على وسائل التواصل الاجتماعي من مهجري دمشق وريفها، تصدرها حالة الطفل معتصم الذي تعرض لإصابة في رأسه خلال حملة النظام على الغوطة الشرقية، والذي نقل إلى المشافي التركية لتلقي العلاج، بعد أن أخذت حالته القاسية ضجة إعلامية ساهمت في إدخاله لتلقي العلاج.
وكانت سيطرت قوات النظام منذ 5 أشهر على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بعد حصار وقصف دام لسبعة أعوام، وحملة عسكرية جوية وبرية استمرت لثلاثة شهور متتالية انتهت بتهجير 60 ألف نسمة من مقاتلي الفصائل وعوائلهم وبعض المدنيين إلى الشمال السوري.