"إدلب" آخر قلاع الثورة تتأهب للمعركة الكبرى - It's Over 9000!

"إدلب" آخر قلاع الثورة تتأهب للمعركة الكبرى

بلدي نيوز - (تركي مصطفى)

يستمر العدوان ضد فصائل المعارضة وحاضنتها الثورية, نتيجة التفاهمات بين واشنطن وموسكو وإسرائيل ودول الإقليم والتلاعب السياسي بالملف السوري بنقله من جنيف إلى أستانا، ما أحدث عدة تحولات عسكرية في سوريا، فرضتها مجريات القتال من (أستانا 1 إلى أستانا 6), أعادت صياغة الخريطة ميدانيا ودفعت بالحرب إلى حيث تريد موسكو. كان آخرها ما جرى في درعا, وما تلاها من إشارات روسية بنقل العدوان إلى  ادلب في الشمال السوري بعد الانتهاء من ترتيبات الوضع المعقد في درعا.

ظلت مدينة ادلب وريفها المحرر طيلة ثلاثة أعوام من الحرب بعيدة عن خيار الحسم العسكري؛ ما جعل منها دعامة اقتصادية رئيسة لخزينة الفصائل السورية المسلحة، ورافدًا متنوع الموارد لدعم مقاتليها في مختلف الجبهات، وبوابة لدخول مواد الإغاثة الإنسانية من تركيا، فضلًا عن كونها المنفذ الرئيس للواردات السلعية التي تغطي أغلب المنطقة الشمالية ذات الأكثرية السكانية الثورية في البلاد. 

ولفتت إدلب انتباه الروس والإيرانيين كمعقل كبير وأخير للمعارضة العسكرية, وحاضنة للثورة؛ فكان التركيز عليها بتهجير المقاتلين المعارضين للأسد وتصنيفهم بالإرهابيين وتسويق ذلك إعلاميا لاستغلاله في العدوان المستمر وتحضيرا لآخر مرتقب. 

هذه المدركات وضعت ادلب، بل والمنطقة الشمالية المحررة برمتها، كهدف محتمل للعدوان الروسي وأحلافه الإيرانيين؛ مما استدعى حشد فصائل المعارضة قواتهم من كافة المناطق المحررة، استعدادًا للدفاع عنها, لتتحول هذه المنطقة إلى أكبر تجمع مدني وعسكري معارض ينتظر لحظة النفير لمعركة وجودية مختلفة في القوة بين المعتدي والمدافع وكذلك في تكتيكات الهجوم مقابل تكتيكات الدفاع.  

تصاعدت العمليات العسكرية في سورية بعد التفعيل العملي لاتفاقية "آستانة6", إذ دخلت روسيا وحلفاؤها (نظام الأسد والميليشيات الشيعية الإيرانية) في سباق متسارع لحسم الحرب عسكريا, باعتبارها خيار روسيا العلني لوأد ثورة السوريين في إطار انسداد الأفق السياسي والخلل الواضح في موازين القوة, مما جعل روسيا وحلفاؤها يستثمرون أوراق أستانة بعملية عسكرية واسعة ترسم مسارها الطائرات الروسية باستخدامها كافة أنواع الأسلحة التدميرية المحرمة دوليا, في استعجال واضح لجر الجميع إلى "المستنقع الروسي" لفرض تسوية سياسية على مقاس الروس بعد استكمال ما يلوح في الأفق من مقاربات المجتمع الدولي والقوى الدولية المؤثرة في الحرب السورية، إذ خفّضت الدبلوماسية الأميركية من خطابها السياسي ضد موسكو ونظام الأسد, في حين تعمل إسرائيل على مقايضة وجود الميليشيات الإيرانية القريبة من حدود الجولان المحتل بإطلاق يد الروس في سوريا, فيما تلاشت أصوات الدول الأوربية ومعها دول الخليج حيال ما يجري في سوريا من جرائم وإرهاب دولي منظّم.

عطفا على ذلك, يهدد الروس بين آونة وأخرى بالحسم العسكري في محافظة ادلب ويصوّرها الإعلام "الممانع" وخاصة الإيراني المأجور على أن كل المناطق الخارجة عن ربقة نظام الأسد شبيهة بـ"تورا بورا الأفغانية" متناسين الجرائم الإرهابية المنظّمة بحق الشعب السوري وأنهم هجروا آلاف الثوار وعائلاتهم من مناطق سورية مختلفة إلى ادلب مما جعل منها أكبر تجمع "للمعارضة المسلحة".

اليوم، يُمكن الحديث بثقة عن قرارٍ "ثوري" مع صرف النظر عن الخلافات الفصائلية جرى اتخاذه بتهيئة ما تبقى من مناطق محررة في الشمال السوري لتكونَ الصخرة التي يتحطم عندها المعتدون الذين ولغوا بدماء الشعب السوري حتى رقابهم وعلى رأسهم الروس والميليشيات الطائفية الإيرانية وبقايا مجرمي الأسد.

 الأهمية الاستراتيجية لمحافظة ادلب ومحيطها المحرر

يمكن وصف هذه المنطقة بأنها بوابة الولوج إلى باقي المحافظات, عبر أربعة  محاور "جسر الشغور باتجاه اللاذقية, وخان شيخون - مورك باتجاه حماة, وريف حلب الغربي باتجاه مركز مدينة حلب, وحدود طويلة مشاطرة لتركيا عبر عدة منافذ برية, تقطنها حاضنة للثورة تعتبر خزانا بشريا ضخما يمد فصائل الثورة المسلحة بالمقاتلين, وتضم أكبر معسكر معارضة قادر على مواجهة العدوان.

ويخترقها الطريق الدولي الرابط بين حلب ودمشق, وكذلك الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي حلب واللاذقية وفي قلبها يقع مطار تفتناز العسكري أشهر مطار للطائرات العمودية, وعلى أطرافها تقع قواعد الميليشيات الإيرانية في كل من ريفي حماة الشمالي وحلب الجنوبي, ويتبع ذلك قيمة استراتيجية وجيواستراتيجية للمنطقة من خلال تنوع تضاريسها بين الهضبية والجبلية والسهلية الواسعة التي يخترقها نهر العاصي, مما أعطاها ميزة اقتصادية لها أهميتها الكبيرة في ظروف السلم والحرب.

وتكمن أهمية المنطقة في كونها نقطة وصل وفصل جغرافي بين جنوب وشمال سورية وهو ما يضعها في خريطة من يسعى لتحقيق نصر عسكري.

عسكريا

تكتسب هذه المنطقة أهمية استراتيجية كبيرة إذ يقطعها من الشمال إلى الجنوب طريقان رئيسان, بالإضافة إلى طرق فرعية تربط المنطقة بالمناطق الأخرى. ويعتبر التحكم بهذه الطرق تهديدا للتماسك والتأثير على أفكار القادة والمقاتلين, ويربك حساباتهم ويحد من خياراتهم, وحجم التأثير يتوقف على طبيعة التحكم بها وطرق توظيفها.

هنا تجدر الإشارة إلى أن من بين ما سيركز عليه نظام الأسد والميليشيات الشيعية الإيرانية, إحكام القبضة على منطقة سهل الغاب الجنوبية, والسعي لإخضاع كامل المنطقة الواصلة بين قلعة المضيق ومحطة زيزون بوصفها مساحة جغرافية سهلية شاسعة, ونقطة انطلاق باتجاه طريق جسر الشغور – إدلب.

في ظل هذه المعطيات, يمكن تفسير الهجمة الشرسة التي طالما يشنها الطيران الروسي المساند لقوات نظام الأسد والميليشيات الشيعية التي تقصف هذا الأرخبيل.

تأهب فصائل المعارضة للمواجهة

تكشف التحضيرات القائمة للعدوان الروسي وحلفائه ضد المناطق المحررة في الشمال السوري عن مخاطر كبيرة تواجه المناطق المحررة في حال عدم اتخاذ فصائل المعارضة المسلحة بمختلف تياراتها خطوات جادة نحو تنسيق عسكري عالي المستوى على الأرض, وتقديم خطط تكتيكية تستطيع بموجبها إيقاف الاندفاعة العدوانية على محاور الجبهات الممتدة من أطراف جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي مرورا بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي وصولا إلى مورك بالقرب من خطوط التماس في ريف حماة الشمالي, مع تثبيت نقاط دفاعية حصينة على الشريط الممتد من على أطراف سكة حديد الحجاز انطلاقا من مورك حتى الراشدين جنوب غرب حلب. ولا بد من رصد تحضيرات المعركة المفترضة وتفاعلاتها المهمة من خلال معرفة أطراف القتال.

أولاً : فصائل المعارضة المسلحة:  

الجيش السوري الحر: يتألف من عدّة فصائل من أهمها "جيش النصر والعزة وجيش إدلب وفيلق الشام والفرقة الأولى والفوج 111وعدد من الألوية المستقلة", ويرأسهم عدد من القادة من بينهم ضباط أبرزهم "المقدم جميل الصالح قائد لواء جيش العزة". وتدعمهم مجموعات من الجيش الحر ذات مهام قتالية ولوجستية وأخرى تمتلك صواريخ الـ "تاو".

جبهة تحرير سورية: تشكيل عسكري مؤلف من عدة فصائل أبرزها, حركة أحرار الشام الإسلامية” و"حركة نور الدين الزنكي" و" صقور الشام".

هيئة تحرير الشام: تجمع عسكري في الشمال السوري قادر على زج قوة عسكرية كبيرة, يعتبر جيش النخبة ذراعها العسكري الضارب تنتشر على كافة محاور الجبهات, تمتلك خبرة قتالية اكتسبتها خلال سني الحرب.

جيش المقاومة الشعبية: رديف عسكري لفصائل المعارضة, يظهر عادة مع بدء العدوان على المناطق المحررة يضم كل المعارضين لنظام الأسد يدفعهم للقتال الدفاع عن أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم جرّاء ما يفعله المجرمون من عصابات الأسد والإيرانيين من سفك للدماء وهتك للأعراض ضد من تسميهم إيران الأغيار" السنّة".

ثانياً: الميليشيات الشيعية الإيرانية وميليشيات الشبيحة

الميليشيات الإيرانية: مجموعة من المقاتلين الطائفيين زجت بهم إيران في الحرب السورية لمواجهة الشعب السوري الثائر مقابل مبالغ مالية، يطلق على تشكيلاتها أسماء إيديولوجية مثل (حزب الله اللبناني, وكتائب أبي الفضل العباس العراقي ولواء فاطميون الأفغاني) إضافة إلى مجاميع الحرس الثوري الإيراني، وتمتلك إيران قواعد عسكرية في ريف حلب لجنوبي بالقرب من جبل عزان, وفي ريف حماة الشمالي, ولقي عدد من قادتهم وعناصرهم حتفهم في المعارك مع فصائل المعارضة.

قوات نظام الأسد وميليشيات الشبيحة: تتكون من بقايا الجيش وتمتلك عدة قواعد عسكرية في محافظة حماة أهمها معسكر جورين في سهل الغاب, ومطار حماة العسكري, واللواء 87 الواقع على طريق الحمرا بالقرب من قرية معرشحور الموالية, تسانده ميليشيا الشبيحة وهي جماعة مسلحة شكلها أمن نظام الأسد لقمع المتظاهرين من أصحاب السوابق الجنائية التي أفرج عنهم في بداية الثورة, يتخذون من قرى قمحانة وبلدة صوران وأبو دالي وريف اللاذقية الشمالي والشرقي مركزا لهم.

مقومات صمود إدلب

يمكن وصف إمكانية صمود إدلب وريفها المحرّر بما تملك من مقومات كثيرة ومتنوعة كفيلة بالصمود إذا استُغِلَّت هذه المقومات استغلالا ذكيًّا, ويمكن استعراضها من خلال التالي:

1- مقومات عسكرية

بالنظر إلى خارطة المواجهة، فإن المقومات العسكرية تتجلى فيما يلي:

- تموضع قواعد الميليشيات الإيرانية وتلك التابعة للأسد بشكل متباعد (جورين، ومطار حماة العسكري، وجبل عزان جنوب حلب).

- ضعف السيطرة العسكرية لقوات نظام الأسد على المناطق الجبلية المتقدمة في التركمان والأكراد.

- تنوع الخصائص الجغرافية لجبلي شحشبو والزاوية لا تشجع النظام على العملية العسكرية برّا.

- اكتظاظ مدينة إدلب وريفها المحرر بحراك شعبي ثوري مقاوم للغزاة.  

- صعوبة تطبيق نموذج درعا أو الغوطة الشرقية وريف حمص لاختلاف طبيعة تلك المناطق عن ادلب وريفها.

- ضعف الثقة بين قيادات وتشكيلات تحالف الروس والإيرانيين بعد تكفل الروس بطرد الميليشيات الإيرانية من سوريا.

2- مقومات ذات أبعاد اجتماعية

يتجلى ذلك بطبيعة الحاضنة الشعبية في إدلب وريفها التي يعتنق أغلب سكانها، الإسلام السنّي، فيما المعتدون من إيرانيين وقوات تابعة للأسد من الطائفة الشيعية ذات المرجعية الإيرانية، مارسوا أشدّ أنواع التنكيل من سفك للدماء وهتك للأعراض وتعفيش للممتلكات الخاصة وفق فتاوى دينية شيعية مؤدلجة تبيح لهم ذلك.

من هنا, فإن الغالبية الاجتماعية من سكان المناطق المحررة في الشمال السوري تفضل الموت في ساحات المعارك على أن تحتلها مجاميع شيعية مما يعطي عاملا مساعدا لفصائل المعارضة للدفاع عن أرضهم وعرضهم ومالهم.

3- مقومات اقتصادية

تتمثل المقومات الاقتصادية في المصادر المالية، التي تضمن استمرار إمداد القوات بمتطلباتها، وتوقع تضاعف هذا العبء أثناء الدفاع عن المنطقة المحررة, وهذا ما يجب التنبه إليه من خلال انتظام تدفق الأموال من مصادر مختلفة وخاصة معبر باب الهوى وما يدره من عائدات.

4- مقومات سياسية: تتمثل في تواجد نقاط المراقبة التركية المنتشرة على حواف مناطق الاشتباك كان آخرها تثبيت نقطتها "الـ 12 في شير مغار" جنوب غربي جبل شحشبو، والمطلة على كامل سهل الغاب.

وأكدت هيئة الأركان الروسية يومها، "وجود تنسيق عسكري بين الدول الضامنة الثلاث يتعلق بتبادل المعلومات عن التطورات وانتهاكات الهدن واتخاذ إجراءات تمنع وقوع الحوادث الأمنية". مما يشير إلى توافق روسي تركي على إبقاء الشمال السوري تحت الرعاية التركية من خلال تثبيت تلك النقاط القادرة على فرض رؤيتها العسكرية, بخلاف الأردن التي لم تتجرأ على مجابهة الخرق الروسي للاتفاق الدولي في الجنوب السوري لانعدام الغطاء السياسي الأميركي, ولأن تركيا مرتبطة باتفاقات دولية مع الروس والإيرانيين, وكذلك مع الأميركان في منبج شمال سوريا.

في حسابات المصالح التركية من ربح وخسارة لا يمكن تصور قبولها بالتخلي عن تعهداتها بالحفاظ على المنطقة الواقعة تحت رعايتها لتداعياتها الكارثية وعواقبها الوخيمة على السكان حيث ستشهد المنطقة نزوحًا سكانيًّا كبيرًا مما يزيد الوضع سوءًا على تركيا. لذلك وجَّه وزير الخارجية التركي دعوته إلى الروس بالعدول عن خيار الحسم العسكري لإخضاع محافظة ادلب, كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة من كوارث إنسانية.

فصائل المعارضة في إدلب وتدابير المواجهة الاستراتيجية

شرعت فصائل المعارضة المسلحة بمختلف تياراتها وتوجهاتها، منذ وقت مبكر، في الاستعداد المادي والبشري لمتطلبات استراتيجية الدفاع، وذلك من خلال:

* إعاقة تقدم الميليشيات الإيرانية وتلك التابعة للأسد في محاور التقدم المختلفة، واختراق خطوطه الخلفية كما حصل مؤخرا في جبل التركمان بريف اللاذقية أو في تل بزام بريف حماة الشمالي.

* تأمين خطوط الإمداد بخطوط بديلة احتياطية، وعدم السماح باختلال ذلك.

* الدفاع عن المناطق المهمة باعتماد استراتيجية دفاعية تشمل تحصين خط الجبهة واستخدام الألغام الأرضية لإعاقة أي هجوم بري محتمل وأي مناطق تتيح طبيعتها العسكرية عمل رأس جسر من القوات المعتدية.

* استخدام (حرب) الحواضر: تمثل حرب الحواضر (القرى والبلدات والمدن) الخط الدفاعي الثاني الذي تجيده فصائل المعارضة، لامتلاكها إمكانيات بشرية ومهارات قتالية نوعية لا تتوفر لدى الميليشيات المتعددة الجنسيات، مع الحفاظ على منافذ برية ضامنة لتدفق الإمدادات إلى أي قرية أو بلدة، على نحو الوضع القائم في بلدات ريف حماة الشمالي المشاطرة لخطوط التماس مع الميليشيات الإيرانية وتلك التابعة للأسد.

* قدرة فصائل المعارضة على خوض المعارك بأسلوب التشظي الاستراتيجي, المدعومة بخطط الكمائن والإغارة، مما يؤدي إلى زعزعة تشكيلات العدو ويضطره إلى تغيير خططه واضطراب توزيع قواته المنهكة وتهديد طرق إمداده وتراجعه.

والملاحظ على فصائل المعارضة المسلحة أنّها تتهيّأ لخوض المواجهة من خلال ثلاثة محاور رئيسية:

الأول: محور جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الذي شنت فصائل المعارضة الاثنين الماضي من خلاله هجوما مباغتا على قاعدة عسكرية في منطقة "الفخارة"  بريف اللاذقية  قتل وجرح فيها عدد من قوات النظام، بينهم ضابط إيراني، وأصيب غيرهم بجروح.

وبذلك يمكن لفصائل المعارضة التوغل في العمق لإخضاع جزء من المنطقة الجبلية المطلة على محور الغاب الجنوبي وتقريب المسافة أمام الفصائل المتقدمة من الغاب الأوسط.

الثاني: محور الغاب يمكن لفصائل المعارضة إنهاك نقاط الاستناد التي تعتمد عليها دفاعات ميليشيا النظام في المنطقة الواقعة بين معسكر جورين وخربة الناقوس من خلال التنكيل بقواتهم على طول هذا المحور الذي يحتاج إلى تحصينات كونه في منطقة سهلية ومنكشف على الطيران.

المحور الثالث: ريف حماة الشمالي تنتشر فصائل المعارضة على طول خط  الجبهة الممتد من مورك شرقا ولغاية الحماميات غربا, وتلك الفصائل ذات خبرة قتالية كبيرة قادرة على شن هجمات مباغتة تدفع العدو إلى قواعده.

مستقبل ادلب في ضوء التأهب للمواجهة

يبدو أن روسيا تضع في حساباتها خيار الحسم العسكري لتقرير مصير إدلب, وفقا لمبرراتها في الحرب على "الإرهاب" مع أنها تدعم أذرعا عسكرية شيعية مصنفة على لوائح الإرهاب, شاركت في قتل الشعب السوري, فضلا عن أن السيطرة على ادلب ومحيطها المحرر لا تخرج عن سياق غايتها في احتلال الجزء الأكبر من سوريا وإعادة تعويم نظام الأسد, سواء بخيار القوة أو بالخيار السياسي الذي لا يتعارض مع هذه الغاية.

في ظل هذا الخيار، تجدر الإشارة إلى أن فصائل المعارضة، ستدافع عن آخر معاقلها, كما قد يكون هناك دور لتركيا في الدفاع عن المنطقة التي ترعاها بحسب الاتفاق مع روسيا وإيران وذلك من خلال التخطيط وأشكال الدعم اللوجستي الأخرى.

وفي حالة المواجهة ستضطر روسيا إلى إبقاء إدلب تحت نفوذ فصائل المعارضة لفترة محدودة تقتضيها وضع خطة معينة بالاشتراك مع تركيا لإيجاد صيغة حل سياسي لوضع إدلب تحت حكم محلي وتذويب الفصائل في كيان عسكري جديد. وتوحي مجريات التأهب للمعركة بأن فصائل المعارضة تضع في حساباتها  الاستعداد لكل التطوّرات المحتملة لصدّ العدوان ودحره.

 

مقالات ذات صلة

اكتشاف مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع

تحديد موعد تشغيل مطار دمشق الدولي

رويترز تكشف اللحظات الأخيرة لهروب بشار الأسد

مجموعات محلية تعتقل أحد قادة الشبيحة في درعا

غارات إسرائيلية كثيفة تطال مواقع عسكرية في دمشق و ريفي درعا والقنيطرة

درعا والسويداء خارج سيطرة النظام

//