بلدي نيوز - درعا (خاص)
تعرضت الحاضنة الشعبية في محافظة درعا، خلال الأسابيع الماضية، لصدمات لم تكن تتوقعها أن تحدث طوال سنوات الثورة التي خلت، بعد سقوط العديد من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، وانتقالها لقوات النظام وروسيا بوقت قياسي.
وتراجعت ثقة الحاضنة الشعبية في جنوب سوريا بثوار المنطقة، عقب فشلهم في إيقاف العمليات العسكرية للنظام وروسيا في الجنوب، وعدم امتلاكهم أية أوراق ضغط تساعدهم في ذلك، فضلا عن عجزهم عن فتح أي معركة من الممكن أن تخفف من حدة هجمات النظام باتجاه ريف درعا الشرقي مؤخرا.
وبحسب مصادر مطلعة؛ فقد أضاعت فصائل الجنوب فرصة ذهبية في السيطرة على مركز المحافظة، خلال حملة قوات النظام وروسيا باتجاه الغوطة الشرقية بريف دمشق، جراء عدم فتح أية معركة بسبب التزامهم بأوامر الداعم الأمريكي والأردني، وهذا الداعم لم يتحرك عند بدء النظام وروسيا عملياتهما العسكرية باتجاه مناطق الثوار، معلنا انسحابه من اتفاق "خفض التصعيد" في الجنوب، والذي كان يمنع الفصائل من بدء أي عملية عسكرية تجاه مواقع النظام بناءً عليه.
وفي السياق؛ كشفت مصادر محلية عن خلافات حول السلطة بين قيادات "الجيش الحر"، أخرت التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، مما زاد من حمام الدم وأطال من عمر المعاناة التي يعيشها الأهالي في المنطقة.
من جهتها بررت الفصائل عجزها عن مواجهة الحملة العسكرية، بأن القصف غير مسبوق ويدمر الحجر والبشر، ولم يترك أي مجال لسحب جثث الشهداء في بعض الأحيان، حيث تكبدت الفصائل أكثر من 20 شهيدا خلال معارك صد الاقتحامات التي كانت تخوضها ضد قوات النظام، وأهمها محاور ريف درعا الشرقي، ومحور "تل السمن" الواقع بين مدينتي "طفس ونوى، ومحور القاعدة الجوية" غرب مدينة درعا.
يذكر أن قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي، والميليشيات الشيعية المساندة لها، تمكنت من السيطرة على مدن وبلدات "داعل، ابطع، بصر الحرير، منطقة اللجاه بالكامل، ناحتة، الحراك، مليحة العطش، المليحة الغربية، والمليحة الشرقية، والغارية الغربية الغارية، والشرقية، والصورة، ورخم، وصما، والمسيفرة، والسهوة، والجيزة، علما، الكرك الشرقي، وأم ولد، وصيدا، والنعيمة"، بعضها بعمليات عسكرية وبعضها الآخر بموجب اتفاقيات مصالحة دون قتال.