بلدي نيوز - (تركي مصطفى)
في بلدٍ تتنازع السيطرة عليه، ميليشيات عسكرية طائفية ومذهبية مافياوية، محلية وإقليمية ودولية، تحاول كلّ منها أن تستأثر بالسلطة دون سواها، بالقوة المادية والعسكرية، وبالدعم الخارجي المتنوع، يتبدل شكل الصراع وتشابكاته في سوريا إيذانا لمرحلة احتلال جديدة، لم تتضح معالمها بعد.
مقدمة
تتجلى التحركات الروسية العسكرية الأخيرة، في ملاحقة رؤوس مليشيات "الشبيحة"، ومحاولة القضاء على إقطاعيا تهم العسكرية بالتعاون مع قوات الفرقة الرابعة، وجهاز الأمن العسكري، لفرض نفسها حاكما أوحدا في مناطق نفوذ الأسد بالقوة المسلحة، أيا كان نوع تلك الميليشيات المحلية، أو وجهتها أو مصدر دعمها.
من هنا؛ يعيش الموالون للنظام حالةً من الدهشة والاستغراب، إزاء ما جرى ويجري في جبال اللاذقية، المعقل الرئيسي لمافيا ميلشيات الأسد، في الأيام القليلة الماضية، والتي استطاعت فيها روسيا نقل المعركة إلى مركز "التشبيح" في القرداحة، وتمكنت من التوغل والسيطرة على غالبية الميليشيات في تلك المنطقة، في خطواتٍ مثيرة للجدل، بدأت بمواجهاتٍ مسلحة بسيطةٍ في ضواحي اللاذقية، ثم تطورت لتأخذ شكل الحرب العنيفة في مناطق محصنة عسكرياً هي "القرداحة وبستان الباشا" ومناطق أخرى في الساحل السوري.
ولم تكن الأحداث التي تعصف بمنطقة الساحل والعاصمة دمشق، سوى محصّلة لتوصيات بوتين للأسد في اللقاء الذي جمع بينهما في "سوتشي"، يوم 17 أيار مايو الماضي، لتأكيد هيمنة بلاده على قرار نظام الأسد، حيث طالبه بحلّ الميليشيات أو دمجها بقواته، وكذلك التخلص من كبار ضباطه وقادة ميليشياته الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد الشعب السوري، وباتوا مطلوبين للعدالة الدولية آجلا أم عاجلا، وشارك بعض منهم - بحسب الروس - في قصف القاعدة الروسية في "حميميم"، بدفع من إيران في سياق تنافسها مع الروس على النفوذ في سوريا، علاوة على إبعاد الميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري المتاخم للجولان المحتل، وبالتالي تحجيمها في سوريا تلبية للمطلب الأميركي الإسرائيلي.
أبرز الأسباب الراهنة، التي تقف خلف تدهور العلاقة بين الروس والميليشيات التابعة للأسد وتلك الإيرانية، انكشاف نوايا كل منهما تجاه الآخر، وما تحمله تلك النوايا من تهديد وجودي، رغم تعاونهما عسكريًّا وإعلاميًّا، على قتل الشعب السوري وتهجيره، وما تلا ذلك من أحداث أفضت إلى سيطرة الروس على غالبية مفاصل نظام الأسد، ما عدا الإقطاعيات التي كونها قادة ميليشيات الشبيحة في الساحل السوري وحمص والجنوب.
إلى ذلك؛ يعترض الروس على جملة من ممارسات تلك الميليشيات، التي يعدونها شكلًا من أشكال التصعيد المباشر معهم، أو بابًا للخلاف حول منظومة الحكم التي يحاولون فرضها على الجميع، ويتصدر هذه الممارسات ما يلي:
- تأسيس معسكرات تجنيد وتدريب للميليشيات خارج سيطرة نظام الأسد.
- انحياز بعض قادة ميلشيات التشبيح لإيران، تحركهم معتقدات آيديولوجيا.
- بقاء الميليشيات كقوة مستقلة موازية لقوات الأسد، خارج الأطر الرسمية لنظام الأسد الذي تدعمه روسيا.
ولقد باتت تلك الميليشيات أقوى قوة مسلحة متمردة في البلاد، فاستثمرتها إيران استثماراً متنوّعاً، بحيث برز الدور الإيراني جلياً في تمثُّل هذه المليشيات بخطوات أذرعها العسكرية في المنطقة العربية كـ "حزب الله" اللبناني، و"أنصار الله" الحوثيين في اليمن، والميليشيات العراقية، الذين تتلمذوا على الأيديولوجيات المختلفة لنظام الملالي في طهران، في الدبلوماسية المخاتلة والقتال، ومحاولة استقطاب العامّة بالخطابات الحماسية الملتهبة، والتذرّع بقضية محاربة الإرهاب أو مَن تسميهم "الدواعش" والتكفيريين، وبالقضية الفلسطينية، وكذا العداء للولايات المتحدة، باعتبارها الداعم الأول للكيان الصهيوني، وإن بدا ذلك لكل متابع أنها مجرد مزايدة إعلامية خادعة، تقوم بها، شأن شعارها الذي يسمى "الموت للشيطان الأكبر"، وباللعن والموت لإسرائيل.
التحضير الروسي للاستفراد بالقرار السوري
اتخذت روسيا من قاعدتها الجوية في "حميميم" مركزا رئيسيا لإدارة مستقبل البلاد، وتحديد مساراته السياسية، بعد محاولة استفرادها الدولي والإقليمي والمحلي في سوريا، إثر الأزمة الدولية المتعلقة بالملف النووي الإيراني التي تعصف بشريكتها في سفك الدم السوري.
تربض القاعدة الجوية الروسية في مطار "حميميم" بمكان يتوسط ساحل المتوسط بين اللاذقية وسلسلة جبال العلويين، تصل إليها طرق رئيسية وأخرى فرعية، وقد استغلّ الإيرانيون وفقاً لتجارب عسكرية مرت بها المنطقة، مواجهة استراتيجية الانقضاض التدريجي الروسي للاستفراد بنظام الأسد، في محاولات متكررة، بدأت في الشهر الأول من العام الجاري باستهداف القاعدة الروسية بقذائف "المورتر"، وبطائرات "درون" المسيرة، لذلك كان لابد للروس من استغلال الظروف الدولية والإقليمية، للانقضاض على مراكز النفوذ الإيراني المتمثلة بالميليشيات المحلية، وبكبار ضباط الأسد وفق خطوات تحمل في ظاهرها الضرب على أيدي العصاة، وفي باطنها احتلال سوريا والاستفراد بها بلا شركاء، بما يضمن استثمار مصالحها بهدوء، ويمكن تفصيل تلك الخطوات بما يلي:
1ـ بتر أذرع مليشيات "الشبيحة" في سوريا
تمثلت هذه الاستراتيجية ببتر أذرع ميليشيات الشبيحة وتفكيكها وتفتيتها، وبالأخص تلك التي تتمركز في مداخل قاعدة "حميميم" العسكرية، والتي تحيط بها من كل الاتجاهات وتسيطر على كل الطرق الرئيسية والفرعية الواصلة إلى القاعدة، وتقترب من الوحدات العسكرية الروسية النوعية الحامية لها، حيث بدا ذلك التمركز سلمياً في ظاهره ويدخل في إطار الشراكة لمحاربة الشعب السوري، ولكن في حقيقة الأمر، كانت ميليشيات الشبيحة نظام مافيوي داخل نظام مافيوي أوسع، انخرطت في صراع مع أذرع كيان الأسد وأوهنت من قوتها، فباتت تفرض سيطرتها على مجمل منطقة الساحل السوري حيث عطلت الحياة العامة، وعاثت في المنطقة فسادا، وتعامل الروس والأسد مع تلك الميليشيات بضعف وتساهل وتواطؤ، بما يضمن مصالح الروس في إخراج نتائج تضمن إعادة بشار الأسد رئيسا، يختلف عن شبيحته.
وفي هذا السياق؛ تلقى الأسد أمرا من الرئيس الروسي بضرورة حل الميليشيات الموالية له، وذلك عقب استدعائه مؤخراً إلى "سوتشي"، وبهذا سيصطدم بميليشياته التي أطلق يدها في استباحة دم السوريين، ولن يكون قادراً على حلّها، لا سيما أنها أصبحت أشبه بجيش مدجج يضاهي قواته، لذلك تدخل الروس بكل قوتهم لمساندة الأسد في الاقتتال الداخلي بين المليشيات الطائفية، ويمكن تفصيل ذلك بما يلي:
القضاء على ميليشيا "صقور الصحراء ومغاوير البحر"
داهمت قوات نظام الأسد بمشاركة أمنية روسية، مراكز وممتلكات "أيمن جابر" (صهر عائلة الأسد) الأكثر نفوذاً وسلطة في سوريا، والمؤسس والداعم لـميليشيات "مغاوير البحر"، و"صقور الصحراء" الخاصة، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، وذكرت وسائل إعلامية مختلفة، أن الأجهزة الأمنية لـ قوات النظام، نفّذت حملة مداهمة كبيرة ضد "جابر" طالت مرافقته الشخصية ومراكز عمله الأساسية وبيوته، كما أُجبرِ "جابر" على تسليم جميع أجهزة الكومبيوتر، وأجهزة التخزين الإلكترونية (الهارادت الخارجية) التي عمل عليها "فريقه الأمني" خلال سنوات الثورة.
وتعود خطوة الروس بتوجيه نظام الأسد ومساندته في مصادرة أملاك "جابر"، وتفكيك ميليشياته إلى سببين:
الأول: اتهام ميليشيا "الجابر" بالتعاون مع "جعفر شاليش" الذي ألقي القبض عليه مؤخرا، وهو ابن إحدى العائلات الشهيرة وصاحبة النفوذ، في مدينة القرداحة بريف اللاذقية باستهداف قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية في ليلة رأس السنة الجارية 2018، بوابل من القذائف مجهولة المصدر، ما تسبب بحالة تخبط عسكرية وسياسية روسية آنذاك، أسفرت عن إعطاب سبع طائرات حربية، وهي 4 قاذفات من طراز "سوخوي-24"، ومقاتلتان من طراز "سوخوي-35 إس"، وطائرة نقل من طراز "أنتونوف-72"، وطائرتان من نوع ميغ 29، ومقتل 5 عناصر وإصابة 17 عنصرا من القوات الروسية.
الثاني: استهداف "إبراهيم جابر" القيادي في ميليشيا "صقور الصحراء" لـ موكبٍ "بشار الأسد" بالقذائف الصاروخية دون توضيح ما إذا كان الاستهداف بقصدٍ أم بدون قصد.
تفكيك ميليشيا "جمعية البستان" في ريف القنيطرة
هي إحدى أهم مليشيات الشبيحة في القنيطرة التي تلقى العشرات من عناصرها تدريبات خارجية في إيران، وتخضع بشكل مباشر لسيطرة ميليشيا "حزب الله" اللبناني، في القنيطرة، ويأتي حلّها لرفضها الانصياع لأوامر روسيا و"الأمن العسكري" المتعلق بإبعاد المليشيات الإيرانية، وتلك التابعة لـ "حزب الله" عن الحدود السورية-الإسرائيلية" وتأسست مليشيا "جمعية البستان" في القنيطرة مطلع العام 2013، وهي في الأصل مؤسسة "ربحية" لصاحبها ابن خال بشار "رامي مخلوف"، وتحولت أثناء الثورة إلى مليشيا مسلحة موالية للنظام، يمولها مخلوف بشكل رئيسي، إلا أنها تعتبر من أكثر المليشيات ربحية عبر اقتصاد الحرب، وسيطرتها على طرق تهريب رئيسية، خاصة للسلاح والمخدرات بالقرب من الحدود اللبنانية بالتعاون مع مليشيات "حزب الله".
ولمليشيا "البستان" فروع في مختلف المناطق السورية، يُدار معظم فروعها بشكل مباشر من "حزب الله"، لذلك أبلغت قيادة فرع "الأمن العسكري" في سعسع نهاية أيار/مايو، قيادة "جمعية البستان" بضرورة فصل 200 من عناصرها، وفقاً لمذكرة تحث على التحاق أولئك العناصر المفصولين مباشرة بـ "اللواء 121" و"اللواء 90" التابعين لـ "الفرقة السابعة" في غوطة دمشق الغربية، وهدد "فرع سعسع" بأنه إذا لم يلتحق أولئك المفصولين بقطعهم العسكرية الجديدة؛ فسيكونون عرضة للاعتقال من قبل المفارز الأمنية التابعة للفرع.
وشهدت محافظة القنيطرة خلال الأيام الماضية، وصول تعزيزات عسكرية من "قوات الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة" بقيادة العقيد "غيث دلة"، وتوزعت على محيط مدينة البعث وبلدة حضر، بالقرب من خطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة.
كما وشهدت الأيام القليلة الماضية سحب الأسلحة المتوسطة والثقيلة من بعض الميليشيات، متل ميليشيا "أحمد الدرويش" في ريف حماة الشرقي.
-اغتيال كبار ضباط الأسد
تحدث بلبلة غير مسبوقة في صفوف مليشيا الشبيحة، تقابلها حملة إعلامية لإعادة تسويق نظام الأسد كطرف مقبول دولياً، ليعود حاكماً ومسيطراً في غمرة تأكيد إدارة الرئيس ترامب على إخراج المليشيات الإيرانية من سوريا، بالتوافق مع الروس، ضماناً لمصالحها في سورية مع وجود نظام الأسد، ولو مع بعض التنقيح.
من هنا بدأ الروس استراتيجية تصفية كبار ضباط الأسد، كاغتيال الضابط الدرزي "عصام زهر الدين" إثر تصريحاته التي توعد فيها اللاجئين السوريين في حال عودتهم إلى سوريا، ما أثار ردود أفعال دولية غاضبة، خصوصاً لدى الدول التي تأوي أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين، وتبحث عن حلول لتخفيف عبء ملف اللجوء عليها، فضلاً عن أن "زهر الدين" مُتهم بارتكاب انتهاكات ومجازر في المدن التي قاتل فيها.
وقبل ذلك اغتال النظام اللواء "رستم غزالة"، وربط بعض المتابعين مقتل اللواء الركن "أحمد محمد حسينو"، الذي كان يشغل منصب رئيس أركان ونائب مدير إدارة كلية الوقاية الكيميائية في قوات نظام الأسد، بإعادة الاهتمام الدولي بملف السلاح الكيميائي، بالإضافة إلى أن هذه الاغتيالات، نهج لدى الأسد في التخلص من "شهود جرائمه" الذين يملكون معلومات خاصة، وهذا ما حصل سابقًا لـضباط ومسؤولين كُثر في النظام، تمت تصفيتهم على مراحل مختلفة، وإن تصفية الضباط الأخيرة كقادة الفرق وعلى رأسهم قائد الفرقة الحادية عشرة العماد "علي الحسين"، تأتي في سياق الاستراتيجية الروسية في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بما يتناسب وسياستها في احتلال البلاد.
2ـ الانقضاض الروسي على دمشق
تمثلت هذه الاستراتيجية بتمركز الروس في أهم مناطق العاصمة دمشق، وهي منطقة البنك المركزي ووزارة الداخلية، وعلى عقدة الطريق الرابط بين مركز العاصمة والمطار الدولي، كما انتشرت في منطقة كفر سوسة والمزة وهذه المنطقة يقع في محيطها الأول أكبر تجمع مخابراتي لنظام الأسد، منها قيادة المخابرات العسكرية وأمن الدولة والمخابرات الجوية، كما تقع في محيطها الثاني وزارة الخارجية، وموقع التلفزيون الذي يسيطر عليه نظام الأسد، وكذا مراكز حيوية مدنية أخرى، علاوة على انتشارها العسكري في الغوطة الشرقية.
هذا الانتشار الروسي قبل أسابيع، يأتي وفق استراتيجية التضييق على الإيرانيين، لتلبية مطالب "واشنطن وتل أبيب"، والمتمثلة بطرد الميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري، ومن ثمّ تنفيذ مخرجات "سوتشي"، وقد تزايدت التصعيدات الروسية إلى حدٍّ دفع الشرطة العسكرية الروسية إلى تفتيش حاملي السلاح، باعتبارهم معنيين بحماية المكان الذي توجد فيه مقار حكومية ودبلوماسية كثيرة.
وما قامت به الشرطة العسكرية الروسية في مخيم اليرموك، من إهانة لعناصر ميليشيا الأسد، واقعة استثمرها الروس سياسياً وإعلامياً بقوة وذكاء، أخذين على عاتقهم نهج الانقضاض على العاصمة في أقرب وقت ممكن، والنيل من قوة الميليشيات الإيرانية وتمزيقها، بغية السيطرة التدريجية على العاصمة ومحيطها بعد أن اتسعت لتشمل غالبية المناطق الحيوية فيها.
نتيجة
قطعاً لا يوجد دافع واحد، دون سواه، يقف خلف ما حدث من تطورات داخلية، بل هناك عوامل كثيرة، لعلّ أقواها البدء بحلّ بعض الميليشيات المرتبطة بإيران، وتصفية القادة العسكريين للأسد، وهو توجه روسي لإعادة ما يسمى "بهيكلة المؤسسة العسكرية"، فالحديث عن الحل السياسي لتعويم الأسد لا يستقيم مع كل هذا الفلتان الأمني، وريثما يستقر الوضع الأمني سينتقل الروس إلى "قصقصة" تدريجية لقادة الأجهزة الأمنية حيث يضعون في حساباتهم هيكلية جديدة للجهاز العسكري، ولكن بعد تشكيلهم لمجلس عسكري يضم إلى جانب ضباط الأسد، بعض الضباط المنشقين وبالأخص كتلة ضباط "آستانا"، ولكن هذا الأمر مؤجل إلى حين استتباب الترتيبات الروسية الأمنية في مناطق سيطرة النظام.
الآن وبعدما تحقق للروس دخول العاصمة دمشق، والانتشار في أهم مفاصل النظام، وكذا التخلص من بعض القادة العسكريين وتهديد "لصوص آلـ شاليش" كما سمّاهم الروس، وتفكيك بعض مليشيا الشبيحة، هل سيجرؤ الروس على رفع بنادقهم في وجه الإيرانيين الذين يصولون ويجولون في العاصمة دمشق؟ وما حجم القوة التي سيواجَهون بها الإيرانيين في حال رفض الانصياع لتوجهات بوتين التي باتت معلنة؟.