بلدي نيوز - حماة (شحود جدوع)
يقترب شهر رمضان المبارك من نهايته، وعيد الفطر بات على الأبواب، ففي الوقت الذي يتحضر فيه الناس في المناطق المحررة لاستقبال العيد، بشراء مستلزماتهم من مأكولات وملابس للأطفال وحلوى، غابت عن أرياف حماة المحررة أجواء العيد بسبب عوامل عدة، أبرزها القصف المستمر على معظم مناطقه، بالإضافة إلى فقدان السيولة المادية لدى سكان الريف الشمالي.
وتتعرض مدينتي "كفرزيتا واللطامنة"، والقرى والمزارع التابعة لها في الريف الشمالي، لقصف يومي من قبل حواجز النظام، الأمر الذي جعل من أجواء التحضير للعيد تختفي بشكل شبه كامل، جراء غياب الأمان.
ويضاف إلى ما سبق، عزوف النازحين من أبناء الريف الشمالي عن القدوم من تركيا ومخيمات النزوح إلى مدنهم وقراهم، وهذا العيد الخامس عشر على التوالي الذي سيقضونه في مناطق نزوحهم، آملين بهدوء يعم مناطقهم في عيدٍ قادم.
"مهند المبارك" أحد المقيمين في مدينة "كفرزيتا" قال لبلدي نيوز: "إن أجواء التحضير للعيد في الريف الحموي الشمالي غائبة تماما، لما تشهده المنطقة من قصف جوي ومدفعي متواصل، تسبب بإصابة واستشهاد عدة مدنيين في الأيام القليلة الماضية".
وأضاف "إن احتراق المحاصيل الزراعية فاقم من معاناة الفلاحين، حيث كانوا يأملون في جني مواسمهم، وشراء حاجيات العيد لأطفالهم، ورسم البسمة على شفاههم، إلا أن مدفعية الأسد وروسيا قضت على أحلام الآباء في إسعاد الأبناء".
من جهته الناشط "شادي أبو كرم" من مدينة "مورك" قال لبلدي نيوز: "إن مدينة "مورك" شهدت في الآونة الأخيرة هدوء نسبياً بعد وضع نقطة المراقبة التركية قرب المدينة، إلا أن الدمار الكبير في المنازل والأحياء، والمرافق العامة وصعوبة تأمين الخدمات، أعاقت عودة آلاف العائلات إليها، الأمر الذي جعل اعتماد العائلات القليلة التي عادت إلى المدينة بشراء حاجياتها من مدينة "خان شيخون" بريف إدلب، مشيراً الى غياب شبه تام لأجواء العيد في "مورك".
ولا يختلف حال مدينة "اللطامنة" عن جارتها "كفرزيتا، والتي غابت عنها الحياة، حيث قال أحد ناشطي المدينة بأن الآذان لم يرفع في المدينة طيلة شهر رمضان.
وشهدت بعض المناطق الهادئة نسبياً، كمدينة "قلعة المضيق وكفرنبودة" وقرى في "سهل الغاب" الجنوبي والأوسط، حركة بسيطة في الأسواق الرمضانية.
بينما لازالت تعاني بلدات "الغاب" الشمالي، كـ "زيزون والزيارة وقسطون والعنكاوي والعمقية" من الاستهداف المتكرر من قبل حواجز النظام بالصواريخ الموجهة، والتي حدَّت من حركة المواطنين الذين يقضون معظم يومهم ملتزمين في بيوتهم، ولا يتحركون إلا للأمور الضرورية خشية الاستهداف من قبل الحواجز.
يذكر أن أهالي مدن وقرى الريف الشمالي، وسهل الغاب الشمالي يقضون عيدهم الخامس عشر على التوالي خارج منازلهم وبلداتهم، مكتفين بمعايدة من رافقهم في نزوحهم بشكل مباشر، ومعايدة أقاربهم الذين لم يرافقوهم عبر وسائل التواصل المتاحة بين أيديهم.