بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
يتميز شهر رمضان المبارك من كل عام بأجواء خاصة، وعلى وجه الدقة في الأسواق التجارية، وفي أوساط المدنيين، مع استمرار حالة الخوف والترقب اليومية من غارات غادرة لطائرات النظام وروسيا الحربية، التي استهدفت مرارا الأسواق العامرة بالمدنيين، وأوقعت عشرات الشهداء من المدنيين.
يطل شهر رمضان المبارك هذه السنة في ظل ظروف ومتغيرات كبيرة عصفت بالمنطقة عموما، وتشهد الأسواق في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والميليشيات الطائفية، انتشارا واسعا لبسطات "العرق سوس، والتمر الهندي، وحلوى الفقراء "المعروك"، إضافة لشتى أنواع الفواكه والخضار، والحلويات.
وتعيش الأسواق أجواء مفعمة بالحركة، مع ارتفاع صيحات الباعة، وضجيج السيارات، والدراجات النارية، وتزاحم المدنيين في الأسواق.
وهنا ليس الخوف من القصف وحده ما يؤرق المدنيين، إنما غلاء الأسعار التي ترتفع أضعاف مضاعفة خلال شهر رمضان المبارك، لتفوق قدرة ميسوري الحال على شرائها، فما بالك بالفقراء، وبشكل خاص مع ندرة فرص العمل وتزايد معاناة المدنيين بفعل الحرب والنزوح المستمر.
وبعيداً عن الأسواق وضجيجها، بداخل كل منزل يعتلج ألم لا يشعر به إلا من عاناه، ألم البعد والفراق على أحباب، وأصدقاء، وأقارب، وأبناء، وأباء كانوا يوما على هذه الموائد قبل ذات رمضان، قبل أن يغيبهم الأسد بمجزرة هنا وقصف هناك.
ويزيد من معاناة المهجرين خارج سوريا، ألم البعد والحنين للأرض التي ولدوا وترعرعوا فيها، قبل أن يهجرهم الأسد عنها مكرهين، فتختلط بهجة رمضان بألم الفراق وعذاب القلب.